q

لم يتصور السيد نادر قاضي بور ان يكون لخطابه تبعات كالتي حصلت اوان كلامه سيتداوله الإعلام المحلي والدولي بهذا الحجم خصوصا تلك الرواية التي تحدث عنها حول قيامه هو ومرافقيه بإعدام 700 جندي عراقي اسير إبان الحرب العراقية - الإيرانية.

فبين المواقف المنددة والرافضة لهذا التصريح وبين تلك التي وجدت مادة دسمة لمشروعها في اشعال عداوة بين العراق وايران، كتب السيد محمد زمان اكبري وهو احد افراد كتيبة الفتح المشاركة في تلك العملية المزعومة برسالة الى السيد قاضي بور جاء فيها:

الى السيد قاضي بور:

1- في اي فرقة وفي اي تاريخ كنت حاضرا في طريق البصرة - العمارة كما تدعي؟

2- كنت قائدا لأي فرقة واي اختصاص؟

3- ماذا كانت مهمتك في ذلك الطريق؟

- هل من المعقول ان يجتمع 700 جندي في مكان واحد ليسلموا انفسهم لكتيبة من 12 نفر وفي اراضيهم واذا كنت حاضرا في شرق دجلة كما تدعي فبالتأكيد كنت شاهدا على حجم التعزيزات اللوجستية والدعم الجوي العراقي الموجود هناك!

- في الافلام الكابوي ايضا لا يمكن تجميع هذا العدد من البقر بواسطة الفرسان بهذه السهولة!

- اتصور بأن من نقل لك الرواية عن تلك العمليات لم يكن دقيقا!

- انا كنت ضمن كتيبة مكونة من 12 جندي مهمتنا تفجير الجسر الواقع في الطريق بين البصرة والعمارة في شرق نهر دجلة (عمليات بدر 14/3/1984) وصلنا في الساعة 2 صباحا الى هناك لكن كشفنا بواسطة الكلاب البوليسية للجنود العراقيين وتم محاصرتنا.

- في اخر يوم من تلك العملية طلب منا البقاء ومماطلة الجيش العراقي لكسب الوقت لباقي الفرق لتسهيل انسحابهم. انا وقائدي الحاج صالح زارع كنا اخر من هرب من ايدي العراقيين مستعينين بسواد الليل.

- من حسن الحظ ان هناك عدد كثير من الجنود المشاركين في تلك العملية مازالوا على قيد الحياة وشاهدين على تلك الايام هنا السؤال اين كنت انت وال700 جندي العراقي بالضبط؟

- نعم الافلام الايرانية الخاصة بالحرب تظهر الجنود العراقيين جبناء لكن في الحقيقة لم يكونوا كذلك اصلا! فنحن لم تسنح لنا فرصة للهروب فكيف استطعت انت وزملائك ال12 بقتل 700 جندي عراقي؟

- في النهاية أتمنى ان تحفظ ماء وجه اخوانك المقاتلين في حال تشابهت عليك الوقائع في المرة المقبلة!

هذه هي نص رسالة محمد زمان اكبري وهي خير دليل على ان العلاقات بين الدول لا تعتمد على تصريح او كذبة او حتى لو جزمنا جدلا انها حقيقة فإنها تحتاج الى دليل ولماذا خرجت اليوم ولم تخرج من قبل رغم مرور اكثر من ثلاثين عاما عليها؟؟؟

اسئلة كثيرة قد تجيب عنها روايات المرشحين للانتخابات وكذباتهم المعروفة عبر التأريخ المعاصر والتي لا تعترف الا بالفوز على الخصوم مهما كانت التداعيات.. مثلما قد تجيب عنها التحركات الخليجية الحالية لدق إسفين بين العراقيين وايران، وعليه يجب ان نثبت التالي:

اولا، العلاقات العراقية - الايرانية ليست وليدة اليوم ولا الثمانينات من القرن الماضي ليكون الحرب والاقتتال هو الصفة الغالبة لهذه العلاقة. رغم ان الحرب كانت من اهم منعطفات هذه العلاقة التأريخية.

ثانيا، ايران قاتلت الى جانب العراقيين مرتين، مرة ضد البعث الفاشي وثانية ضد داعش التكفيري وبذلت في الحالتين ازكى الدماء من ابناءها والتي اختلطت بدماء العراقيين في بيجي وتكريت وغيرها.

ولو كنّا منصفين فان العلاقات والتنسيق التلقائي بين البلدين والانتصارات التي تحققت في العراق وتضحيات ابناء الشعبين الجارين واختلاط دماءهما الزكية الطاهرة اغاضت الكثيرين في العالم والاقليم لتستغل كذبة نادر قاضي، وهي ذاتها ستكون كفيلة بإدراج تصريحاته، ان اجلا ام عاجلا.. مهب الريح.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق