الإسلام يرى الإنسان مكلّفًا بالعلاقة وفق هدف إلهي، أما علم النفس فيراه مدفوعًا بالعلاقة وفق حاجة نفسية واجتماعية. الرؤية الإسلامية تنظّم العلاقة على أساس “القيم الإلهية والأخلاقية” حتى لو خالفت المنفعة، بينما علم النفس يُنظمها على أساس “المنفعة النفسية والاجتماعية”. الإسلام يُقدّم غاية “أخروية أخلاقية تكاملية”، بينما علم...
المقصد الأول: 
تنظيم العلاقات الإنسانية في الرؤية الإسلامية

أولًا: الأساس المعرفي لتنظيم العلاقات في المنظور الإسلامي

المنظومة الإسلامية لا ترى العلاقة الإنسانية مجرد تفاعل اجتماعي دنيوي، بل تعتبرها: سلوكًا تكليفيًا تعبّديًا يُنظّم ضمن إطار شامل يرتكز على: 

1. الرؤية التوحيدية للعالم: 

 فكل علاقة إنسانية يجب أن تُبنى على قاعدة أن الله هو الحاكم الأعلى، والمشرّع، والمراقب، والمجازي. وبالتالي، تُصبح العلاقات متصلة بالله تعالى، وليست فقط بين البشر: 

(قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الأنعام: 162]

وهذا البعد يغرس نية القربة حتى في المعاشرات اليومية.

2. الإنسان مخلوق مكرّم وموكّل بالعمارة: 

 الإنسان في الإسلام: مكرّم بالفطرة والعقل ومستخلف في الأرض ومكلف بالعمران الأخلاقي والاجتماعي.

(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) [البقرة: 30]

فالعلاقات بين الناس هي جزء من وظيفة الاستخلاف: لا يُسمح أن تكون وسيلة للظلم أو الاستغلال أو العبث.

3. مركزية الأخلاق في تنظيم العلاقة: 

النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) قال: “إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.

والأخلاق في الإسلام ليست ترفًا شعوريًا، بل: هي أصل حاكم على كل سلوك، وهي مقدمة لنجاة الإنسان، وهي ميزانٌ للرضا الإلهي.

وهذا يجعل “تنظيم العلاقة” خاضعًا لقيم مثل: 

العدل – الصدق – الأمانة – الوفاء – الحياء – التواضع – كظم الغيظ – الإحسان – الرفق…

ثانيًا: المبادئ الحاكمة للعلاقات في الفكر الإسلامي: 

1. مبدأ العدالة (الميزان): (لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) [الحديد: 25]

 العلاقة الإنسانية يجب أن تُضبط بالعدل: 

 - لا ظلم،

 - لا تجاوز،

 - لا محاباة،

 - لا خيانة.

العدل هنا ليس فقط حقوقيًا بل أيضًا أخلاقيًا واجتماعيًا: 

أن أعدل في حكمي، في غضبي، في عطائي، حتى مع من لا يحبني.

2. مبدأ الإحسان (الفضل فوق الحق): (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ)

الإحسان ليس نقيضًا للعدل بل هو: ترقٍ فوق مستوى الواجب، وهو فتح لباب الرحمة والمغفرة والعفو.

فالمسلم قد يُعامل الآخر بما هو أكثر من حقه، طلبًا لوجه الله.

3. مبدأ التكافل الاجتماعي: عن النبي (صلى الله عليه وآله): “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد…” 

 فالعلاقات ليست فقط فردية بل تكوينية عضوية.

 وكل شخص مسؤول عن غيره، لا من باب الإحسان فقط، بل من باب الواجب التكويني.

وهذا يُنتج: 

 - نظام الأسرة

 - نظام الجوار

 - نظام الأمة

 - نظام العلاقات الدولية

4. مبدأ النية والمقصد: قال (صلى الله عليه وآله): “إنما الأعمال بالنيات…” 

 فالسلوك في العلاقة لا يُقيّم فقط من نتائجه، بل من نيته ومقصده.

 قد يكون ظاهر العلاقة حسنًا، لكن النية باطلة، فتُرفض.

 والعكس صحيح: قد يُخطئ الإنسان، لكن نية الإصلاح تحفظه.

فالبعد الباطني للسلوك حاضر دومًا في التنظيم الإسلامي.

5. مبدأ الستر والإصلاح لا الفضيحة والإفساد: (وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا).

 فلا يُباح كشف العورات ولا التشهير ولا النيل من الآخرين.

 لان الأصل هو الإصلاح بين الناس، لا إشعال الصراعات. بل حتى من أذنب يجب أن يُستر ويُعان لا أن يُفضح أو يُقصى.

ثالثًا: مستويات العلاقات الإنسانية في الإسلام

الإسلام لا يقدم رؤية سطحية، بل يُقسّم العلاقات إلى: 

 1. العلاقة مع الله: التوحيد، العبادة، الطاعة

 2. العلاقة مع النفس: التزكية، المحاسبة، الصبر

 3. العلاقة مع الآخر القريب (أهل، أصدقاء، جيران): الرحمة، الصلة، الخدمة

 4. العلاقة مع المجتمع: الشورى، الأمر بالمعروف، الإصلاح

 5. العلاقة مع المختلف (دينًا أو رأيًا): العدل، الحوار، حسن المعاملة

 6. العلاقة مع العدو: الدفاع، ردع الظلم، عدم الغدر

 7. العلاقة مع الضعفاء والمحرومين: العطاء، الكفالة، الرعاية

وهذه المستويات كلها محكومة بقيم: العدل، الإحسان، المسؤولية، النية.

 النتيجة: 

يمكننا تلخيص القاعدة الأساسية في تنظيم العلاقات الإنسانية في المنظومة المعرفية الإسلامية كما يلي: 

الإنسانُ مكرَّمٌ، والعلاقاتُ بينه وبين غيره يجب أن تكون على أساس العدل، الإحسان، والنية الصالحة، وتُدار دائمًا في حضرة الله، لتحقيق مقاصد الاستخلاف والتزكية والعمران.

رابعا: خلاصة النظرية الإسلامية في تنظيم العلاقات الإنسانية 

تقوم الرؤية الإسلامية لتنظيم العلاقات الإنسانية على أساس توحيدي شامل، ينظر إلى الإنسان باعتباره مخلوقًا مكرمًا، جعله الله مستخلفًا في الأرض، وجعل علاقته بالآخرين جزءًا من عبوديته له.

فالعلاقة في التصور الإسلامي ليست مجرد تفاعل اجتماعي أو حاجة نفسية، بل هي ميدان من ميادين التكليف، ومساحة لاختبار النفس وتهذيبها، ووسيلة لتحقيق العدل، وإشاعة الرحمة، وتزكية المجتمع.

تنطلق هذه الرؤية من مبدأ أن جميع البشر عباد لله، وأن الاشتراك في الخَلق يوجب الاحترام، والاختلاف لا يلغي الحق في الكرامة، كما ورد عن الإمام علي عليه السلام: «الناس صنفان: إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق». وهذا الوعي بوحدة الأصل البشري يجعل العلاقة في أصلها قائمة على الإنصاف والتعاطف لا على النزاع والتسلط.

القيم المهيمنة على العلاقات، في هذا المنهج، ليست قيمًا نفعية أو مصلحية، بل قيم أخلاقية مطلقة، مثل العدل، والإحسان، والعفو، والتكافل، والستر، والصدق، والتواضع، والرفق. يُؤمر المؤمن أن يُحسن حتى إلى من أساء، وأن يعفو عمن ظلمه، وأن يتنازل طوعًا عن حقه إذا اقتضت المصلحة الأخلاقية العليا، كما قال الله تعالى: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).

ولا تُبنى العلاقات في الإسلام فقط على المنطق الفردي، بل تُنظّم ضمن شبكة من الحقوق والواجبات الدقيقة، تبدأ من الأسرة، مرورًا بالجوار، وانتهاءً بالمجتمع والإنسانية جمعاء. فحقوق الزوجين، وحقوق الجار، وحقوق المسلم على المسلم، وحقوق غير المسلم، كلها مفصلة ضمن منظومة متكاملة تراعي العدالة، وتوازن بين مصلحة الفرد والجماعة. وقد ورد عن الإمام السجاد (عليه السلام) في رسالته للحقوق بيان بديع لما لكل شخص من موقع في علاقة الإنسان، حتى وصل إلى حق السائل والمستشير والجار والعبد والصاحب.

من جهة أخرى، لا تنفصل العلاقة عن النية والبعد الأخروي. فالإسلام لا يكتفي بالسلوك الظاهري، بل يربط نية العلاقة وثمرتها بمصير الإنسان عند الله. فقد يحاسب الإنسان على كلمة جارحة، أو نظرة احتقار، أو قطيعة رحم، ولو لم تترك أثرًا ظاهريًا، كما يثاب على بذل المعروف، وإدخال السرور، وستر العيب، وإن لم يُشكر عليه. بذلك، تصبح العلاقة طريقًا إلى مرضاة الله، ومظهرًا من مظاهر تزكية النفس، وجهادها.

وتؤكد الروايات على أن العلاقة الناجحة ليست بالضرورة تلك التي تبادلنا فيها الآخر بالحب، بل تلك التي صبرنا فيها على الأذى، وراعينا فيها الله، وحافظنا فيها على حدودنا. ورد في الحديث: «أفضل الناس من كفّ فكه، وبذل نكفه، وأحسن إلى من أساء إليه». فالمعيار هنا ليس المنفعة أو التقدير المتبادل، بل القرب من الله من خلال الأخلاق.

وفي هذا السياق، تصبح العلاقات أداة لبناء المجتمع الإيماني المتراحم، الذي يكون فيه القوي خادمًا للضعيف، والغني مسؤولًا عن الفقير، والعالم راعيًا للجاهل، وتكون كل هذه العلاقات منصهرة في وحدة روحية تُمثّل الجسد الواحد، كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».

باختصار، تنظر الرؤية الإسلامية إلى العلاقات الإنسانية باعتبارها تجلّيات لعبودية الله، ووسائل لتزكية النفس وبناء المجتمع الصالح، تُدار بالقيم العليا، وتُقوَّم بالنية، وتُربط بالمصير الأخروي، دون أن تغفل أثرها النفسي والدنيوي، ولكن دون أن تحصره فيه.

المقصد الثاني:
القاعدة الأساسية في تنظيم العلاقات الإنسانية من وجهة نظر علم النفس الاجتماعي

أولًا: الخلفية المعرفية لعلم النفس الاجتماعي

علم النفس الاجتماعي هو فرع من علم النفس يدرس: كيف يفكر الناس في بعضهم البعض، وكيف يؤثرون في بعضهم، وكيف يرتبطون ببعضهم في السياقات الاجتماعية.

وبالتالي، يُعنى بتفسير سلوك الأفراد في علاقاتهم ضمن المجموعات والبيئات الاجتماعية المختلفة، من خلال: 

 - الإدراك الاجتماعي

 - التأثير الاجتماعي

 - التفاعل والعاطفة

 - العلاقات البين-شخصية

ثانيًا: الأساس المعرفي لتنظيم العلاقات من منظور هذا العلم

1. الفرضية الجوهرية: الإنسان كائن اجتماعي بطبعه: 

 فالإنسان يسعى بالفطرة إلى الانتماء والارتباط بالآخرين. وهذه الحاجة هي دافعية أساسية تشكّل أساس بناء العلاقات.

يقول عالم النفس “روي بوميستر”: “الحاجة إلى الانتماء هي دافع إنساني جوهري، يدفع الناس إلى إقامة علاقات مستقرة، إيجابية، ومتكررة.”

2. السلوك الإنساني تفاعلي لا فردي: 

 السلوك داخل العلاقات لا ينشأ من شخصية الفرد فقط، بل من تفاعله مع الآخر وسياقه الاجتماعي.

 فإدراك الآخر، نواياه، نظراته، وموقفه، كلها تؤثر على شكل العلاقة وسلوك الطرفين.

3. التنظيم القائم على التبادلية: 

 العلاقات تُبنى غالبًا على مبدأ: “أنا أعاملك كما تعاملني”

أو: “أعطني مقابل ما أعطيتك”

هذا ما تُعبّر عنه نظرية “التبادل الاجتماعي”: “العلاقات تُقيَّم من حيث المردود: ما الذي أُعطيه؟ وما الذي أتلقاه؟

إذا تجاوزت التكاليف الفوائد، تنهار العلاقة.”

ثالثًا: المبادئ النفسية الحاكمة للعلاقات: 

1. مبدأ التبادلية: 

 فالناس يميلون لردّ الجميل بالإحسان، أو العدوان بالعدوان.

 وهذا يولّد “دوائر من السلوك المتبادل” 

وعليه فان العلاقات الصحية تتطلب وعيًا بهذه الدائرة وكسرها عند اللزوم.

2. مبدأ القبول والانتماء: 

 ان الحاجة إلى أن يكون الإنسان “مرغوبًا فيه” تدفعه إلى: 

 ١- تحسين صورته

 ٢- كسب الآخرين

 ٣- مراعاة ردود فعلهم

وأي تهديد لهذه الحاجة يولّد توترًا، رفضًا، أو سلوكًا دفاعيًا.

3. مبدأ التأثير المتبادل والتطابق: 

 ان البشر يميلون إلى تقليد سلوك من يحبونه أو يشعرون بالارتياح تجاهه.و“نظرية التطابق” تقول: 

“ننجذب لمن يشبهوننا، ونتجنب من يختلفون عنا جذريًا.”

4. نظرية التقييم الاجتماعي: 

 الناس يقيمون أنفسهم وعلاقاتهم من خلال مقارنة مستمرة بالآخرين.

 وهذا يخلق: 

 ١- تنافسًا أو تحفيزًا

 ٢- أو شعورًا بالنقص والانزعاج

فالعلاقات تتأثر بهذه المقارنات سواء شعر بها الفرد أم لم يشعر.

5. مبدأ التحكم بالمعلومات والانطباع: 

 نلاحظ ان الفرد يُظهر نفسه بطريقة معينة لضبط انطباع الآخرين عنه.

 وهذا يؤثر على سلوك العلاقات، خصوصًا في المراحل الأولى.

6. نظرية التعلق: 

 تقول هذه النظرية ان طريقة تشكُّل العلاقة بين الطفل ومقدمي الرعاية تؤثر على: 

 ١- شكل علاقاته في الكبر

 ٢- ثقته بالآخرين

 ٣- مدى تقبله للقرب أو الخوف منه

فهناك أنماط تعلق: آمن، قلق، متجنب، مختلط. وكل نمط يُترجم إلى شكل خاص من العلاقات.

رابعا: خلاصة الكلام في كيفية تنظيم العلاقات الإنسانية في علم النفس الاجتماعي 

يُقدّم علم النفس الاجتماعي تصورًا للعلاقات الإنسانية باعتبارها جزءًا أساسيًا من البنية النفسية والاجتماعية للفرد. فالإنسان، في هذا المنهج، لا يُنظر إليه ككائن مستقل بذاته، بل ككائن اجتماعي بالفطرة، تنشأ هويته وتتشكل سلوكياته داخل شبكة من التفاعلات مع الآخرين. العلاقة مع الآخر ليست ترفًا ولا تكميلًا، بل ضرورة وجودية، يستمد منها الفرد مشاعر القبول، والانتماء، والدعم، والتحقق الذاتي.

تنظيم العلاقات في هذا السياق يعتمد أساسًا على مبدأ التبادلية؛ حيث يُنظر إلى العلاقات على أنها تفاعلات تقوم على الأخذ والعطاء، ويُقيّم كل طرف سلوكه وسلوك الآخر بناءً على ما يناله من فائدة مقابل ما يقدّمه من جهد أو تضحية. هذا المنهج لا يُجرّد الإنسان من القيم، لكنه يركّز في تفسير السلوك على البواعث النفسية والاجتماعية، مثل الحاجة إلى الأمان، والشعور بالقيمة، والخوف من الرفض أو العزلة.

ويُلاحظ أن العلاقات المستقرة تتصف بوجود نوع من الإنصاف الإدراكي، حيث يشعر كل طرف أن العلاقة عادلة، وأن هناك توازنًا نسبيًا في العطاء والانفعالات. كما أن العلاقات الناجحة غالبًا ما تنشأ بين أفراد تجمعهم قواسم مشتركة في الأفكار أو الخلفيات أو الأهداف، مما يعزز الانجذاب ويقلل من التنافر.

في تنظيم العلاقات، يؤكد علم النفس الاجتماعي على مهارات مثل التواصل الفعّال، وإدارة الانفعالات، وحلّ النزاعات، والقدرة على قراءة الإشارات الاجتماعية للآخرين. هذه المهارات تُعتبر ضرورية للحفاظ على علاقة صحية، وتجنب التصعيد أو الانسحاب السلبي. كما يشير هذا العلم إلى أن بعض أنماط العلاقة تعود إلى جذور مبكرة في الطفولة، وفقًا لنظرية التعلّق، حيث تتشكّل لدى الإنسان أنماط من الثقة أو القلق أو التجنب، تؤثر في طريقته في الدخول بالعلاقة أو إدارتها أو الانسحاب منها.

ومن منظور علم النفس الاجتماعي، فإن العلاقات الإنسانية تؤثر تأثيرًا مباشرًا في الصحة النفسية والسلوكية؛ فالعلاقات الإيجابية تسهم في رفع مستوى الرفاه النفسي، وتعزز المناعة النفسية، وتحمي من القلق والاكتئاب، بينما تؤدي العلاقات المضطربة أو السامة إلى ضغوط نفسية مزمنة قد تنعكس حتى على الصحة الجسدية.

وبذلك، يُمكن القول إن علم النفس الاجتماعي يُنظم العلاقات الإنسانية من خلال فهم الحاجات النفسية المتبادلة، وآليات الإدراك والتفاعل الاجتماعي، وتقدير المنفعة العاطفية والاجتماعية، دون أن يربط هذه العلاقة بأبعاد دينية أو غائية نهائية، بل يتعامل معها كواقع نفسي اجتماعي وظيفي قابل للقياس والتحليل والمعالجة.

النتيجة: 

يمكن القول إن القاعدة الأساسية في تنظيم العلاقات الإنسانية عند علماء النفس الاجتماعي تقوم على: 

أن الإنسان كائن اجتماعي يبحث عن الانتماء، ويقيم علاقاته وفق مبدأ التبادلية والتقييم المستمر للفائدة والتكلفة، ويتأثر بـالإدراك الاجتماعي والانفعالات المشتركة.

أي أن العلاقات تُفهم كنظام تفاعلي نفسي اجتماعي تُشكله: 

 ١- الحاجات العاطفية

 ٢- الاستجابات المتبادلة

 ٣- البنية المعرفية والإدراكية

 ٤- السياق الاجتماعي والثقافي

النتيجة النهائية من البحث: 

مقارنة بين الرؤية الإسلامية للعلاقات الإنسانية وعلّم النفس الاجتماعي

١- الإسلام يرى الإنسان مكلّفًا بالعلاقة وفق هدف إلهي، أما علم النفس فيراه مدفوعًا بالعلاقة وفق حاجة نفسية واجتماعية.

٢- الرؤية الإسلامية تنظّم العلاقة على أساس “القيم الإلهية والأخلاقية” حتى لو خالفت المنفعة، بينما علم النفس يُنظمها على أساس “المنفعة النفسية والاجتماعية”.

٣- الإسلام يُقدّم غاية “أخروية أخلاقية تكاملية”، بينما علم النفس يُقدّم غاية “نفعية نفسية اجتماعية دنيوية”.

٤- الإسلام يُدخل عناصر “النية، والعبودية، والتكليف الأخلاقي” في إدارة العلاقة، بينما علم النفس يُركّز على المهارات النفسية والسلوكية.

٥- علم النفس يرى أثر العلاقة نفسياً واجتماعياً فقط، أما الرواية الإسلامية فتراه دينياً، أخروياً، ونفسياً.

اضف تعليق