ما زالت تركيا والسعودية تتبادلان المؤامرة على سوريا، فما يؤشر على هاتين الدولتين هو سرعة تحركهما بعد الاجتماع الرباعي الذي عقد في فيينا نهاية الشهر الماضي بحضور كل من روسيا وامريكا، وفي اتجاهين:
الاول- عقد اجتماع سياسي في اسطنبول يوم السبت ٢١/١١، بعنوان "غد سوريا" برئاسة ممثلين افتراضيين عن الطائفة العلوية وبمشاركة كافة التيارات السياسية المعارضة للدولة السورية.
الثاني- عقد اجتماع في الرياض للفصائل المسلحة في سوريا باستثناء "جبهة النصرة"، منتصف الشهر القادم بحضور ثلاثين فصيلا تصنف اكثرها بانها متشددة او ارهابية.
واذا كان الاتجاه الاول يحاول ان يثبت للعالم زورا بان كافة اطياف الشعب السوري تعارض النظام الحاكم، فان الاتجاه الثاني يحاول ان يبرأ التيارات المتشددة والإرهابية من الجرائم التي اقترفتها بحق الشعب السوري وشعوب المنطقة وتسويق تلك الفصائل للعالم باعتبار ان الهيئة الموحدة التي ستنبثق عن مؤتمر الرياض يمكن ان تكون بديلا عن الجيش العربي السوري.
والحقيقة ان تحرك السعودية وتركيا السريع بعد مؤتمر فيينا لا يمكن ان يكون مؤشرا على اتفاق روسيا وامريكا معهم على تلك التحركات بقدر ما تريد هاتين الدولتين ان تكونا في صدارة الاحداث على المستوى السوري سياسيا وعسكريا في الأشهر المقبلة، وتكاد جهود هاتين الدولتين قاب قوسين او أدنى من النجاح لولا انهما تستعينا دائماً بأشخاص لا يمثلون الا انفسهم وبفصائل مسلحة منبوذة من الشعب السوري ولا تمثل رقما حقيقيا على الارض.
واذا كانت تحركات السعودية وتركيا الحالية تسعى الى العودة الى مفاوضات جنيف ٣ المقبلة بهياكل سياسية وعسكرية جديدة فان جهودهما وبلا شك ستبوأ بالفشل، لعدة اسباب منها:
- ان تدخل الطرفين بالشأن السوري غير مبرر ويعتبر نقضا للاتفاقات الدولية والاتفاقات الثنائية مع سوريا ذاتها.
- ان اي تحرك سياسي او عسكري بعيد عن التنسيق مع الحكومة السورية مصيره الفشل، وقد اثبتت ذلك السنوات الأربع الماضية.
- انهما لا تمثلان مصالح الشعب السوري بل مصالحهما فقط.
ان الحلول الجذرية للازمة في سوريا لن تأتي بالمؤامرات او الاتفاقات والتحركات الثنائية المشبوهة، بل انها وغيرها لن تنجح اصلا بمعزل عن اثنتين: التنسيق الاقليمي والعربي الاسلامي الذي لا يستثني طرفا من جيران سوريا وإيران اولا؛ والحكومة السورية ثانيا؛ باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد وصاحب المصلحة في اي اتفاق مستقبلي يصب في مصلحة سوريا وشعبها المنكوب.
اضف تعليق