إيران من جهتها مستعدة لكل الاحتمالات وتدرس خيارات المواجهة القادمة وبحسب التقارير والتصريحات لمسؤولين وقادة امنيين إيرانيين فان الجميع على استعداد، ويتوقع ربما فشل أو تراجع أو ضربة إسرائيلية تأتي متسقة مع هذه المباحثات والتي إن نجحت فانه سيكون نصراً للدبلوماسية الايرانية ونهاية نتنياهو السياسي، ولكن ان فشلت...

مع اعلان الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بحضور "نتنياهو" بدء المباحثات العلنية الرسمية بين واشنطن وطهران بعد عقد عدد من المباحثات السرية بين الجانبين والتي من المتوقع أنها ستجرى يوم السبت الموافق 12 من شهر ابريل الحالي، إذ من المتوقع ستكون المباحثات غير مباشرة في دولة عُمان ممثلا بوزير الخارجية الإيراني "عباس عراقجي"، في حين يمثل الجانب الامريكي ممثل ترامب الى الشرق الاوسط "ويسكوف" وستركز المباحثات بين الجانبين على الملف النووي فقط دون التطرق الى الملفات الخلافية الاخرى كملف الصواريخ والمسيرات، وبحسب مصادر سياسية فان هناك رسائل مهمة وإيجابية وصلت من واشنطن الى طهران تعزز توقعات والآمال نحو تقارب بين الطرفين.

وكالة الاستخبارات الامريكية ووكالة الطاقة الذرية أعلنت مؤخراً بأن إيران لا تملك مقدمات صنع القنبلة النووية، وبهذا الاعلان يبدو أن المباحثات ستتخللها بعض الاحداث التصعيدية خصوصا وأن ترامب أعطى مهلة شهرين للمباحثات بين الجانبين، ما يعني أن واشنطن ربما تسعة الى ترتيب عمل عسكري يأتي بالاتساق مع هذه المباحثات، ولكن هذه المرة ستكون الضربة من قبل إسرائيل وليس واشنطن فان تحققت نتائجها في تراجع إيران عن موقفها الصلب فهو يمثل قوة وانتصار للولايات المتحدة وحليفها الكيان الاسرائيلي، وان كان هناك رد فعل إيراني على الضربة وهو المتوقع فإن واقعاً جديداً سيفرض على المنطقة من قبل طهران، وسيوثر على الواقع الداخلي الاسرائيلي والذي بالتأكيد سيشهد نهاية نتنياهو سياسياً.

زيارة نتنياهو الى واشنطن جاءت لترتيب هذه الاوراق، إذ وحسب المتوقع فان الضربة ستكون تحت الرعاية والمراقبة الامريكية، خصوصاً وان هناك تصعيداً واضحاً لواشنطن على حدود اليمن وبالرغم من الخسائر التي منيت بها البحرية الامريكية تحت وطأة الضربات اليمينة على الاساطيل الامريكية، ولكن في نفس الوقت فمن المتوقع أن هناك تصعيداً خطيراً سيكون على جبهات اليمن وسوريا ولبنان وغزة، فإسرائيل ستكون جاهزة مع بدء المباحثات في القيام بعمليات عسكرة واسعة على سوريا وجنوب لبنان إتساقاً مع ما يجري الآن من قصف مستمر للضواحي والقرى اللبنانية، الى جانب التوسع في التوغل في سوريا والذي يجري تحت مرأى ومسمع السلطة السورية الحالية، بل ربما يشمل هذا التوسع الاسرائيلي استفزاز جمهورية مصر العربية وبذلك نكون قد دخلنا من جديد في مرحلة جديدة من مراحل الصراع مع الكيان الإسرائيلي.

إيران من جهتها مستعدة لكل الاحتمالات وتدرس خيارات المواجهة القادمة وبحسب التقارير والتصريحات لمسؤولين وقادة امنيين إيرانيين فان الجميع على استعداد، ويتوقع ربما فشل أو تراجع أو ضربة إسرائيلية تأتي متسقة مع هذه المباحثات والتي إن نجحت فانه سيكون نصراً للدبلوماسية الايرانية ونهاية نتنياهو السياسي، ولكن ان فشلت فإن واشنطن في مأزق كبير فهي مجبرة على تنفيذ وعودها بتنفيذ الضربة المتوقعة على إيران، ووفق التوقعات فان طهران ستحتوي الضربة وتقدم دبلوماسيتها المعتادة للعالم، على أساس النفس الطويل والهدوء والحذر الذي ساد كل المباحثات السابقة التي جرت بين الطرفين وحقق فيها الجانب الايراني نجاحاً مهماً في المباحثات الاخيرة والتي أستمرت لخمسة عشر يوما.

 بالإضافة الى أن من المتوقع ان طهران ستسعى الى إنجاح المباحثات في عمان، وتفويت الفرصة على الكيان الاسرائيلي، بالمقابل فإن واشنطن جادة في إنجاحها وتطوير علاقتها مع الشرق الاوسط وإيجاد ارضية هادئة لمستقبل إسرائيل المهدد بالسقوط ونهايتها.


اضف تعليق