يوفر التسريب الذي كشف عنه قبل اسبوع تقريبا فرصة نادرة لفهم الية اتخاذ قرار الحرب داخل البيت الابيض خلال ولاية ترامب الثانية، ما كشفه لنا هو انه في يوم 13 اذار الماضي عقد اجتماع لمجلس الامن القومي في البيت الابيض برئاسة ترامب وعضوية نائب الرئيس ووزيرا الدفاع والخارجية ومديرة المخابرات ومستشار الامن القومي وغيرهم...
يوفر التسريب الذي كشف عنه قبل اسبوع تقريبا فرصة نادرة لفهم الية اتخاذ قرار الحرب داخل البيت الابيض خلال ولاية ترامب الثانية، ما كشفه لنا هو انه في يوم 13 اذار الماضي عقد اجتماع لمجلس الامن القومي في البيت الابيض برئاسة ترامب وعضوية نائب الرئيس ووزيرا الدفاع والخارجية ومديرة المخابرات ومستشار الامن القومي وغيرهم وقرر المجلس شن ضربات على الحوثيين في اليمن لضمان عدم مهاجمتهم السفن التجارية والحربية.
بعد الاجتماع تولى مستشار الامن القومي عملية متابعة ما تمخض عنه. وهنا وباستخدام تطبيق سيجنال - وهو بالمناسبة اكثر التطبيقات التجارية امانا لكنه يظل تطبيق تجاري - يطلب من باقي اعضاء مجلس الامن القومي ان يرشح كل منهم من ينوب عنه للمتابعة والتحديث.
يرشح هؤلاء نوابهم - يطلق على هذه اللجان عادة لجنة النواب. ثم يقول مستشار الامن القومي ان بيانات رسمية ستعلن وسترسل عبر وزارتي الدفاع والخارجية لاطلاع حلفاء الولايات المتحدة وشركائها في منطقة الشرق الاوسط عن الهجمات.
وهنا يقول نائب الرئيس انه لا يعتقد ان الهجوم على الحوثيين ضروري لان تجارة الولايات المتحدة لا تمر عبر قناة السويس وان الاوروبيين هم الذين عليهم شن مثل هذا الهجوم لان اقل بقليل من نصف تجارتهم تمر عبر مضيق باب المندب، كما انه يخشى ان ترتفع اسعار النفط بعد الهجوم. ولهذا يقترح التأجيل لشهر، ويرد عليه ممثل مديرة المخابرات الوطنية بان التأجيل لن يغير من الامر شيئا. كما انه من المحتمل ان تشن اسرائيل هجوما على الحوثيين وحينها ستطالب الولايات المتحدة بدعمها.
اما مدير المخابرات المركزية فيقول ان التأجيل لمدة شهر ليس مشكلة وانه قد تتوفر معلومات اضافية عن الاهداف خلال شهر، ويتدخل وزير الدفاع ويقول ان التأجيل لشهر او اشهر لن يغير اي شيء. وان من الافضل التركيز على فشل بايدن ودعم ايران للحوثيين.
ويضيف ان هناك خطر من تسرب المعلومات عن الهجوم - وهو ما حدث فعلا لكن التسريب كشف عنه بعد الهجوم وليس قبله - او ان اسرائيل تضرب الحوثيين في حال انهار وقف اطلاق النار في غزة - وقد انهار فعلا - وحينها ستضطر الولايات المتحدة لضرب الحوثيين في توقيت لم تختاره، ولهذا فان وزير الدفاع مع ضرب الحوثيين الان لاستعادة الردع وفرض حرية الملاحة.
اما مستشار الامن القومي فيقول ان الحوثيين يعرقلون 30% من تجارة الحاويات في العالم وان ما يذهب لاوروبا يعود للولايات المتحدة بسلع مصنعة. وان الاوروبيين لا يمتلكون قدرات كافية لصد صواريخ ومسيرات الحوثيين. وانه عاجلا ام اجلا سيتعين على الولايات المتحدة فتح خطوط الملاحة بضرب الحوثيين وان ترامب طلب ان تتم دراسة تكاليف العملية لكي يطالبون الاوروبيين بدفع هذه التكاليف.
ويعود نائب الرئيس ليقول انه اذا كان هذا ما يعتقده وزير الدفاع فانه موافق على ضرب الحوثيين الان ويشدد على اهمية حماية منشأت النفط السعودية. ويجيب وزير الدفاع انه سيبلغ الاوروبيين ومصر بالهجمات وما تطلبه ادارة ترامب بالمقابل.
في يوم 15 اذار يقوم وزير الدفاع بتحديث اعضاء المجموعة عن العمليات التي ستنطلق الان. ويقول ان القيادة المركزية جاهزة لبدء الضربات، ثم تبدأ الضربات بغارات تشنها طائرات البحرية الامريكية اف 18 وطائرات مسيرة. وان هناك شخصية يمنية يتم استهدافها في موقع ما في اليمن - واضح من خلال معلومات استخبارية على الارض. ثم تنطلق موجة ثانية من الضربات بطائرات اف 18 وصواريخ توماهوك.
ثم يقوم مستشار الامن القومي بتحديث اخر ويقول ان مسؤول الصواريخ لدى الحوثيين قد استهدف في منزل عشيقته وان المبنى انهار وان الضربات مستمرة وستستمر...
ماذا يكشف هذا التسريب عن ادارة ترامب؟
اولا ان ادارة ترامب هي اكثر الادارات الامريكية صراحة فما تقوله هو ما تفعله - ولا توجد هناك اجندات سرية ولا بروتوكولات حكماء صهيون ولا باقي خزعبلات نظريات المؤامرة التي يؤمن بها العرب.
ثانيا هل لاحظتم غياب العراق (محور الكون) تماما عن المناقشات؟ هناك ذكر للسعودية ومصر وايران واسرائيل والاوروبيين -والحوثيين بالطبع - لكن لا ذكر لاغنى دولة في العالم التي يسكنها اذكى شعب والذي يؤمن بان الكون كله يتأمر عليه كما لا يوجد اي ذكر لقوة ساحقة ماحقة ولا عقوبات ولا اسقاط النظام ولا فائق الشيخ ولا احمد الابيض المتوسط!
اضف تعليق