والاصلاح الداخلي الناجح هو الذي يستطيع الوقوف في وجه التدخل الخارجي السافر… فلو كانت الجبهة الداخلية قوية والمكونات على موقف ورأي واحد يستجيب لتطلعات الجمهور عبر لغة الحوار الهادئة والتفاهم البناء على المشتركات الوطنية وتجاوز الخلافات وسد الثغرات التي من الممكن ان يدخل منها المتصيدون في الماء العكر...
عادة ما تتمتع الدول الديمقراطية بالمرونة والتجاوب مع متطلبات المرحلة لانها تغير جلدها كل اربع سنوات تقريبا عبر صناديق الاقتراع… وتتعرض الى تحديين: الاول داخلي يتمثل بضرورة الاصلاح الداخلي الذي يتناغم مع لغة الحوار الوطني وبالذات في دول المكونات، والثاني خارجي يتمثل في التدخلات الخارجية او التي تفرضها ضرورات التأقلم مع الواقع الدولي.
وفي عالم احادي القطبية يقوده ترامب المهووس بامريكا العظيمة، فان الجميع معرض للتحدي الثاني، انطلاقا من بنما والمكسيك مرورا باوربا ذاتها والشرق الاوسط وايران وروسيا وحتى حليفته اوكرانيا …
وللاسف فان العراق قد يكون ضمن مجهر ترامب الذي يرى فيه مصلحته قبل مصلحة اي من الاطراف العراقية القريبة منه او البعيدة او حتى التحالف الاستراتيجي للدولة العراقية مع امريكا عبر اتفاقية الاطار الستراتيجي الموقعة عام 2008 والتي ضربها عرض الحائط بتهديداته المستمرة بفرض عقوبات على العراق، آخرها منع العراق من استيراد الغاز الايراني دون ايجاد بديل له مع علمه بحاجة العراق الماسة له في انتاج الكهرباء، وتهديده وتدخله السافر بفرض تصدير نفط كردستان لتعويض النقص في تصدير النفط الايراني؛ والا سلاح فرض العقوبات.
طبعا، ليس في يد الحكومة العراقية الا الاستجابة لمطالب هذا الرجل في الوقت الحالي، لانه يمتلك مفاتيح الاقتصاد العراقي بايداع اموال النفط العراقي المصدر (قوت العراقيين) في الفيدرالي الامريكي، وقطعها تعني قطع اسباب معيشة العراقيين ورواتبهم، والحكومة بين نارين اما الاستجابة لمطالب هذا المتغطرس او مواجهة العقوبات التي لا يتحملها الوضع المعيشي الحالي.
لذا فان الاصلاح وتقوية الجبهة الداخلية وتمتينها هو الحل لمساندة الموقف الحكومي للوقوف في وجه التدخلات الامريكية غير المبررة.
والاصلاح الداخلي الناجح هو الذي يستطيع الوقوف في وجه التدخل الخارجي السافر… فلو كانت الجبهة الداخلية قوية والمكونات على موقف ورأي واحد يستجيب لتطلعات الجمهور عبر لغة الحوار الهادئة والتفاهم البناء على المشتركات الوطنية وتجاوز الخلافات وسد الثغرات التي من الممكن ان يدخل منها المتصيدون في الماء العكر، فان ترامب وامثاله ايها الساسة، سيفكر الف مرة قبل ان يقدم هو او احد مستشاريه على التصريح حول العراق في الموضوع السياسي او الاقتصادي او غيره.
اضف تعليق