يتطلب من الجهات الحكومية الجامعية والمجتمع المدني، التثقيف المتواصل وتحديث لمعلومات، كذلك يتطلب من الجميع معرفة الحد الأدنى من علوم الحرب السيبرانية وتطبيقاتها، بدلا من الدخول في مساجلات يعتقد المرء انه يدافع فيها عن معتقداته، فيما يقدم افضل الخدمات للوحدة ٨٢٠٠...

لا تمضي الأمور من دون تخطيط.. الاستراتيجية خطط لنقل الاهداف إلى برامج تطبيقية.. وحصاد الإنجاز او تعديل المخطط.. هكذا تطورت العلوم التطبيقية والإنسانية.. لعل أبرزها علم النفس حتى بات هناك تخصصات في علم النفس السياسي والاعلامي.

من مهمات الإعلام الحربي مخادعة العدو ولعل من مهمات العدوان الصهيوني المتواصل شن ضروب الحرب النفسية على الخصوم.. عرب ومسلمين. 

لذلك بات معروفا وجود وحدات المستعربين .. ومنهم اوجدت الوحدة ٨٢٠٠

التي تعد من أكثر الوحدات شراكة ما بين استخبارات جيش الاحتلال والشباك للأمن الداخلي والموساد.. مهماتها باتت تتداول في وسائل الإعلام.. في شن هجومات سيبرانية او التنصت على هواتف المسؤولين.. او بث التفرقة وشحن تضارب الاهتمامات الاقتصادية والمجتمعية على منصات التواصل الاجتماعي.. ناهيك عن نشر الإباحية والمثلية وغيرها من قضايا تهدد الامن المجتمعي العربي والإسلامي.

تعتمد هذه الشبكة على موارد ثلاث مؤسسات أمنية إسرائيلية استخبارات جيش الاحتلال والشباك والموساد.. ولكل واحدة من هؤلاء مراكز بحث وتحليل خوارزميات شبكات الاتصال الرقمي.. فضلا عن مراكز أبحاث التحليل الاستراتيجي مثل معهد الدفاع الإسرائيلي ومركز وايزمان ومراكز جامعات مثل تل أبيب ويافا وغيرهما لتحليل الشخصية العربية الإسلامية.. ناهيك عن مركز (السادات - بيغين)!! 

كان في العراق مركزا حامعيا متخصصا للدراسات الفلسطينية والصراع العربي الصهيوني.. تم الغاءه بعد ٢٠٠٣!!

في تطبيقات الحرب النفسية .. هناك نموذج للتخطيط يعرف بالغرفة السوداء... يحدد الاهداف ثم اليات التنفيذ. مثال بسيط على ذلك أن مؤسسة الايباك الصهيونية تدعم حملات انتخابية لأعضاء الكونغرس الأمريكي.. يتم توجيه شركات العلاقات العامة ترويج موضوعات الحملة الانتخابية لهذا المرشح وترويج الضد عن حملة مرشح اخر غير مرغوب به.. وتبدأ برامج التوك شو واعمدة الصحف في مختلف القنوات الإخبارية نقل هذه الاهتمامات إلى الجمهور المستهدف للتأثير على قناعته عند الوقوف أمام صناديق الاقتراع.

بذات الطريقة تقوم الغرف السوداء الإسرائيلية بجهود وخبرات أكبر ثلاث مؤسسات أمنية .. بتحديد الاهداف ثم القيام بتشخيص اليات وأساليب النشر من على مواقع التواصل الاجتماعي... فربما تظهر أمامك في هذه المواقع الرقمي تجدها ممولة.. او مدعومة باعلانات ربما حتى إباحية.. لجذب الجمهور المستهدف.. ثم فتح السجال عن أهداف محددة بدقة عالية.. ربما يسقط في افخاخها حتى النخب والكفاءات بسبب استخدام أساليب التزييف العميق حتى للشخصيات المتحدثة او التي يعنون الموقع باسم هذا لو ذاك من الشخصيات المرموقة مجتمعيا.. فقط لاثارة تنازع لفظي واشعال حرارة النقاش.

في المقابل.. هناك انواع من التقليد لهذه الوحدة وأعمالها.. تحت عناوين منصات حزبية او لمحور او تيار سياسي معين.. يتداخل عليها العاملون في ٨٢٠٠.. فلا يحصل التمييز بين حقائق المطروح فيها من أفعال وردود أفعال.. وتلك افضل حالات توظيف ما يعرف ب(سلة المهملات).. كون وجود مثل هذه المنصات وجمهورها غير الواعي.. يوفر فرضيات الفرص التطوعية للمشاركة في أعمال ٨٢٠٠ لصالح منظومة الاهداف الصهيونية من دون معرفة او حتى مع المعرفة... فقط لأن تداخل هذه المنصات مع ٨٢٠٠ يرفع نسبة المشاهدة.. ولعل افضل ما يمكن وصفه في هذا الصدد مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك او توتير او اللنستغرام واليوم التوك توك.!!

التحذير الأهم في عدم السقوط في هذه الافخاخ.. معرفة بروتوكول الإرسال.. من اي دولة.. واين موقع دولة المصدر لاشارة البث.. وتلك مسألة متخصصة.. لا يستطيع الكثير من مستخدمي خدمات التواصل الاجتماعي التعرف عليها.

أبرز ما لابد أن نتوقف عنده في الحديث مع شخصيات غير معروفة او مواقع ليست مطابقة لمواقع شخصيات معروفة بالصور او المنشورات السابقة.. مثل هذا الانتباه.. ربما اقول ربما يخفف من غلواء المناكفات الطائفية على هذه المواقع في مثل ظروف المنطقة.. بعد اسقاط النظام السوري.

كما يتطلب من الجهات الحكومية الجامعية والمجمع المدني.. التثقيف المتواصل وتحديث لمعلومات.. كذلك يتطلب من الجميع معرفة الحد الأدنى من علوم الحرب السيبرانية.. وتطبيقاتها.. بدلا من الدخول في مساجلات يعتقد المرء انه يدافع فيها عن معتقداته.. فيما يقدم افضل الخدمات للوحدة ٨٢٠٠.!!

هذا غيض من فيض افخاخ الغرف السوداء.. واتمنى ان تهتم الأجهزة الأمنية العراقية.. بحجب مثل هذه المواقع الإلكترونية.. وان تكون هناك دراسات عليا متخصصة في أساليب المكافحة للغزَو الإلكتروني.. فالموضوع أكبر من مضمون المحتوى الهابط.. وليس اقل خطورة من اعلام الجماعات الارهابية.. ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!

اضف تعليق