لم نبلغ الحلم الذي يستحق ان نحتفل لأجله، كل مجال يشهد تقدما بطيئا، وربما تراجعا بوتيرة متسارعة، وعلى المستوى الشخصي للأفراد نلاحظ الكثير غير مهتم لتحقيق قفزة نوعية على صعيد حياته الشخصية، ولمثل هؤلاء أقول سنلتقي في نهاية السنة الحالية ونجدد عبارة ... حظ أوفر...
نقول حظ أوفر للأشخاص الذين لم يحققوا امنياتهم في سنة 2024، لأسباب قد تكون خارجة عن ارادهم او أسباب أخرى تتعلق بخمولهم وتقاعسهم عن العمل بإخلاص وجد لتحقيق جزء من الامنيات والاقتراب من الجزء الآخر.
تحتفل شريحة واسعة من المجتمعات بانتهاء العام واستقبال العام الجديد، وإذا أردنا ان نتوجه للمحتفلين بالسؤال الآتي:
بماذا تحتفل ولماذا؟
أتحتفل لقلة انسانيتنا ام لزيادة نسبة الفقر في مجتمعاتنا؟
أتحتفل لبناء عشرات المدارس في المدن والمناطق النائية، ام لبناء مستشفيات تخصصية وتعليمية لتستوعب اعداد المرضى؟
يحتفل الانسان عندما يحقق شيئا استثنائيا على الصعيد العلمي والاجتماعي او الاقتصادي، حينها يحق له ان يحتفل ويعبر عن سعادته بهذا الإنجاز الذي وصل اليه ولم يحققه غيره، اما إذا جاء الاحتفال بغير هذه المناسبات يكون عملا عبثيا زائدا عن الحاجة او مضيعة للوقت ليس الا.
تنقل لنا شاشات التلفاز احتفال البلدان بحلول العام الميلادي الجديد، وقد يكون لها الحق في ان تحتفل، بعد ان حققت تقدما على المستوى التقني والعلمي، والتفوق في الصناعات المدنية والعسكرية، وكذلك تمكنها من حجز مقعدا لها في المعادلة الدولية الصعبة.
فمثلا عندما نشاهد اغلب نجوم العالم في الرياضة والفن والسينما والمسرح تُحيّ ليلة رأس السنة الجديدة في دبي، من حق لمواطني هذه الدولة ان يحتفلون بما حققوه، حتى أصبح بلدهم مقصد ووجهة سياحية عالمية، هكذا يكون الإنجاز الذي من واجب الشعب او الحكومة ان تحتفي فيه وتحتفل.
وتحتفل الدول أيضا بدخولها الموسوعات العالمية في الطب والاكتشافات العلمية والإنجازات البحثية وغيرها، وكثيرة هي دواعي الاحتفال، لا مجال لسردها في مقال من صفحتين.
ما دفعنا للكتابة في هذا المجال هو المبالغة والخروج عن الحد الطبيعي في الاحتفال من قبل بعض الافراد في المدن العراقية. يحتفلون ومدنهم تعاني من نقص حاد في الخدمات الضرورية والاساسية، لا توجد فيها طرق معبدة بالكامل، مدارسها خاوية على عروشها، مستشفياتها تأن من شدة التقادم.
ومع كل ذلك يحتفلون، وسيبقون يحتفلون رغم إهدار عشارات الملايين من الدولارات على ايد المتنفذين في الأحزاب السياسية الحاكمة للبلد منذ تغيير النظام ولغاية الآن وفي كل الأحوال نجد الاحتفالات عامرة وكأننا افتتحنا اول ناطحة سحاب في العالم او وصلت مركبتنا الفضائية الى سطح القمر بسلام!
هؤلاء المحتفلون لا يعرفون ان نسب التعليم في المدارس في تدن مستمر، ولا يعرفون ان المدارس في طريقها للشطر لتصبح ثلاث دوامات بعد ان كانت لدوام واحد، تعطى فيه الحصص الدراسية بصورة طبيعية من غير الاضطرار الى تجاوز بعض الأشياء الضرورية او المرور عليها مرور الكرام.
يحق لنا ان نحتفل ونتباهى امام شعوب العالم إذا قضينا على مظاهر الفساد الإداري والمالي المستشري في المؤسسات الحكومية، ويحق لنا الاحتفال أيضا عندما نحرز مراكز متقدمة في التصنيفات الدولية الخاصة بالجوانب الصحية والتعليمية والإنسانية وغيرها.
لم نبلغ الحلم الذي يستحق ان نحتفل لأجله، كل مجال يشهد تقدما بطيئا، وربما تراجعا بوتيرة متسارعة، وعلى المستوى الشخصي للأفراد نلاحظ الكثير غير مهتم لتحقيق قفزة نوعية على صعيد حياته الشخصية، ولمثل هؤلاء أقول سنلتقي في نهاية السنة الحالية ونجدد عبارة ... حظ أوفر.
اضف تعليق