أي مراقب بسيط يستقبل نتائج انتخابات أمريكية جديدة، بأن هناك ثوابت في السياسة الاميريكية، وهناك متغيرات، وأن الرئيس الجديد من نتائج الانتخابات الجديدة مناخ تصرفاته المتغيرات السياسية، ونحن راقبنا الرئيس ترامب في رئاسته السابقة، فعند توليه منصبه، ألغى ترامب اللوائح التي تهدف إلى معالجة تغير المناخ...

أي مراقب بسيط يستقبل نتائج انتخابات أمريكية جديدة، بأن هناك ثوابت في السياسة الاميريكية، وهناك متغيرات، وأن الرئيس الجديد من نتائج الانتخابات الجديدة مناخ تصرفاته المتغيرات السياسية، ونحن راقبنا الرئيس ترامب في رئاسته السابقة، فعند توليه منصبه، ألغى ترامب اللوائح التي تهدف إلى معالجة تغير المناخ (مثل قانون خطة الطاقة النظيفة)، وانسحب من اتفاقية باريس بشأن حماية المناخ. 

كما سحب الولايات المتحدة من الشراكة العابرة للمحيط الهادئ، في نفس الأثناء أصدر ترامب أمرًا تنفيذيًا مثيرًا للجدل ينفي بموجبه دخول مواطني بعض البلدان إلى الولايات المتحدة، كما انسحب من الاتفاقية النووية الإيرانية. استمر ترامب في قراراته حيث أنهى برنامج العمل المؤجل للقادمين أطفالا (DACA) وأصدر بيانه الاستفزازي.

وهنا بيت القصيد باعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، كما سن التعريفات على واردات الصلب والألمنيوم التي أدت إلى فرض رسوم انتقامية من الاتحاد الأوروبي والصين، هذه القرارات رغم أن الجمهوريين ليسوا أكثرية في مجلس النواب، فكيف إذا كانوا أكثرية، وهنا ضمن حملته الانتخابية الجديدة وعلى أثرها فاز بالدورة الرئاسية لأميركا، حيث دعا إلى إقامة السلام، لاسيما تعهده بإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا. 

وفيما يتعلق بالحرب الإسرائيلية على غزة، أكد ترامب ضرورة إنهاء الحرب، لكنه لم يبين موقفه من قيام دولة فلسطينية مستقلة، وفيما يتعلق بالصين تعهد بسن قيود صارمة على أي ملكية للصين داخل أميركا، وبالنسبة لتايوان أكد ضرورة قيامها بالدفع مقابل الحماية من الصين، إذن نحن أمام متغيرات أمريكية قادمة، لكن كيف تقوم؟ هل تقوم على العنف والحروب؟ وترامب في حملته قال بضد الحروب، وكسب على أثرها أصوات الكثير من عرب أمريكا.

وهنا التساؤل الملح كيف يتعامل مع الحرب في غزة؟، وقبل أن يتسلم منصبه الجديد أعلن في بيان قوي بأن الشرق الأوسط سيواجه "الجحيم كلّه" إذا لم يتم إطلاق جميع الرهائن المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة قبل موعد تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة في 20 يناير المقبل، ونبقى في دائرة التساؤلات هل حرب غزة مشكلتها الأسرى فقط؟، وحين حلها تنحل مشكلة الحرب؟ الجواب قطعا لا، ولاسيما نحن أبناء الشرق الأوسط، نرى المشكلة حقوق شعب مضطهد أمام غطرسة إسرائيلية موغلة بجرائم الحرب، ولو أردنا التسليم بالأمر الواقع.

على الجانب الأميركي أن يطالب بإقامة دولة فلسطينية مستقلة بعاصمتها القدس، فإذا أراد ترامب بأن يدخل التاريخ كداعية للسلام عليه أن يتوخى الدقة في تصريحاته غير محايدة، وحتى نجلب السلام لمنطقة الشرق الأوسط قبلنا بوجود دولة فلسطينية إلى جانب الدولة العبرية، وغير هذا يكون ظلما وعدوانا على البشرية جمعاء، لماذا نقول هذا؟ لأن ترامب قال عبر حسابه على منصة "تروث سوشال"، إن "الجميع يتحدث عن الرهائن الذين يحتجزون بعنف شديد وغير إنساني وضد إرادة العالم بأسره في الشرق الأوسط، لكن الأمر كله كلام ولا عمل"! فهل العنف الشديد وغير الإنساني محصور باحتجاز الأسرى؟، وماذا تقول لقصف البيوت والمدارس والمستشفيات وإبادة ما فيها؟ هل هذه الجريمة إنسانية؟، بل والأخبار الواردة إن معظم الأسرى قُتلوا بنيران القصف الإسرائيلي الهمجي العشوائي، ويتحدث الإسرائيليون والأميركيون عن حماس بمعزل عن القضية الفلسطينية، وهذا خطأ تاريخي. 

وضمن تعهداته إحداث تغيير جذري على صعيد السياسة الخارجية الاميركية؛ وذلك من خلال إعادة النظر ببعض التحالفات، ولعل من أهمها حلف شمال الأطلسي وتمويله، وتعهد ترامب بتعظيم قوة أمريكا، وتحسين الاقتصاد، وتعزيز أمن الطاقة، بالإضافة إلى ملف الهجرة والترحيل، والإجهاض، والمخدرات، والجريمة، والتعليم، والحريات، والتحالفات، والحروب، والعلاقات الخارجية مع العديد من الدول، وكلنا يتساءل هل نجحت سياسات أمريكا القائمة على الحرب والعنف وانحيازها التام لجانب إسرائيل؟ ونؤكد أنها لم تنجح والدليل حرب غزة وحرب لبنان، ورغم الدمار الكبير، سيبقى الإنسان العربي في غزة ولبنان يتحين الفرص لأخذ ثأره، وبكل تأكيد تبقى المقاومة تتجدد ولسنين قادمة.

اضف تعليق