يمثل تحديات تعنى بكيفية تمثيل السلطة، الحقوق المتساوية والتعامل مع القضايا الثقافية والدينية المختلفة. ويرى أصحاب هذا السيناريو أنه سوف يحقق السلام الدائم في الشرق الأوسط وينهي الصراع إلى الأبد، من نافلة القول إن كل واحد من هذه السيناريوهات يواجه تحديات خاصة به ويتطلب دعماً دولياً وإرادة قوية من الأطراف المعنية...

وفي خضم هذه التطورات يتدارس المراقبون سيناريوهات الصراع في الشرق الأوسط الممكنة أو المحتملة كما يلي:

1 *- استمرار الصراع إلى ما لا نهاية*:  

  - *الوضع الحالي*: يستمر النزاع كما هو، مع موجات متتالية من العنف والمفاوضات غير المثمرة. وتشير عبارة “الوضع الحالي” الى الفترة الزمنية الممتدة منذ تأسيس الكيان الصهيوني (إسرائيل) في عام 1948 بموجب قرارات الأمم المتحدة آنذاك وإلى الآن. شهدت هذه الفترة حروباً متتالية في أعوام 1948 و 1967 وعام 1973 إضافة إلى المقاومة الفلسطينية والحروب بين حزب الله اللبناني والكيان.

  - *العواقب*: زيادة التوتر، تأخر التنمية في المنطقة، وتأثير سلبي على الأجيال القادمة.

2 *-القضاء على إسرائيل نهائياً*: وهو الخيار الذي كان ينادي به العرب قبل دخول بعض دولهم في ما سمي بالتطبيع مع إسرائيل بعد توقيع اتفاقيات كام ديفيد بين مصر والكيان في عهد الرئيس المصري الأسبق أنور السادات.

  - *الوضع الحالي*: يعتبر هذا السيناريو غير واقعي ويتم استبعاده عامة من قبل المجتمع الدولي. كما أن الدول المعنية لا تملك القدرة العسكرية الكافية للقضاء على الكيان.

  - *العواقب*: يؤدي إلى كارثة إنسانية واسعة ورفض دولي واسع النطاق.

3 *-الصلح على غرار كامب ديفيد*:  

  - *الوضع الحالي*: العودة إلى طاولة المفاوضات للوصول إلى اتفاق يشبه اتفاقية كامب ديفيد بين إسرائيل ومصر المشار إليها آنفاً. ويقال إن السعودية والكيان كانا على وشك التوصل الى اتفاق بهذا الشأن قبل عملية طوفان الأقصى التي أجهضت هذا المسعى. بل أن صحيفة “نيويورك تايمز” قالت قبل أيام إن الشرق الأوسط ربما يتجه الآن نحو ترتيبات لا تشمل الكيان.

  - *العواقب*: تحقيق بعض أشكال السلام مع استمرار وجود توترات حول القضايا العالقة مثل القدس واللاجئين.

4 *- حل الدولتين*:  

  - *الوضع الحالي*: إنشاء دولة فلسطينية مستقلة بجانب إسرائيل على حدود 1967. وهذا مشروع قديم تبنته الدول العربية رسميا وأطراف دولية مهمة في ما سمي بمبادرة السلام العربية التي أقرها مؤتمر القمة العربي المنعقد في بيروت في 28 آذار عام 2002. لكن هذا المشروع لم يرَ النور حتى الآن بسبب رفض الكيان له، رغم إقامة السلطة الوطنية الفلسطينية التي انقسمت بدورهاإ سلطتين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

  - *العواقب*: توفير استقلال فلسطيني مع ضمان الأمن الإسرائيلي، وإنهاء الصراع الطويل الأمد مع تحسين الظروف المعيشية لكلا الجانبين.

5 *- حل الدولة الواحدة لكل أرض فلسطين التاريخية*:  

  - *الوضع الحالي*: دمج الأراضي كلها تحت دولة واحدة، تشمل كلاً من الإسرائيليين (اليهود) والفلسطينيين. يفترض أن تكون هذه الدولة علمانية، مع السماح للفلسطينيين واليهود بالانضمام اليها.

  - *العواقب*: يمثل تحديات تعنى بكيفية تمثيل السلطة، الحقوق المتساوية والتعامل مع القضايا الثقافية والدينية المختلفة. ويرى أصحاب هذا السيناريو أنه سوف يحقق السلام الدائم في الشرق الأوسط وينهي الصراع إلى الأبد.

من نافلة القول إن كل واحد من هذه السيناريوهات يواجه تحديات خاصة به ويتطلب دعماً دولياً وإرادة قوية من الأطراف المعنية لتحقيق أي شكل من أشكال السلام أو التقدم.

اضف تعليق