الوحشية والإبادة الجماعية هما نتيجة للسياسة الإمبريالية الأمريكية في الشرق الأوسط، وتوفير جميع أنواع الأسلحة الهجومية المختلفة التي يتمّ شحنها إلى هناك، يجعل هذه الوحشية الإسرائيلية ممكنة، وإسرائيل باستخدام الأسلحة الأمريكية، تعمل على توسيع الصراع الذي أصبح على وشك أن يتحول إلى حرب عالمية شاملة، وهذا مايحدث...
المعنيُّ الاول بهذا الخطاب والمؤسس له هو الولايات المتحدة الامريكية راعية الديمقراطية والليبرالية وحقوق الانسان ـ كما تدعي ـ فهي اول مؤسس لآيديولوجية التوحش وشريعة الغاب وذلك في ممارساتها السياسية الكولونيالية المتوحشة، وسارت ربيبتها اسرائيل على ذات المنهج، وكما تثبت كتب التاريخ والموسوعات ذلك.
ابتداء بالتصفية العنصرية الشوفينية والدموية لملايين الهنود الحمر السكان الاصليين في امريكا حيث ابادتهم تمهيدا لاستعمار القارة الجديدة التي اكتشفها كولومبس، تليها قضية استرقاق اجيال كاملة من العبيد والزنوج المختطفين من مجاهل بلدان العالم واستعبادهم تلبية لمشاريع الثورة الصناعية ومزارع العبيد، وليس آخرها حرب فيتنام حيث تحول هذا البلد الى مستنقع آسن دفعت فيه امريكا الثمن الباهظ بالآلاف المؤلفة من شبابها وقوتها العسكرية، ولاننسى هيروشيما وناكازاكي في اليابان عندما ابادتهما بأول قنبلة ذرية في التاريخ.
فضلا عن الاخطاء الكوارثية في التعامل مع قضايا العالم خاصة مع الشعوب المستضعفة في العالم الثالث، ومن الامثلة على ذلك الدعم الأمريكي لصدام حسين خلال الحرب العراقية الإيرانية وبقية الفواجع التي ارتكبها صدام مع دول الجوار، ناهيك عن دعمها للعديد من الأنظمة الاستبدادية في أمريكا اللاتينية وافريقيا.
ولم تكن اسرائيل البنت المدللة لأمريكا بعيدة عن هذا المناخ والتعاطي مع سياسة التوحش وشريعة الغاب والتي لها تاريخ غير مشرف في التعامل مع القضية الفلسطينية وغيرها من دول الجوار كلبنان الذي يشهد اجتياحا بربريا وللمرة الثانية بعد ان استهدفت رمز المقاومة (حسن نصرالله رحمه الله) واغتالته بسلاح وطيارة ذات منشأ امريكي، وقد صار معروفا لجميع العالم انه لولا الدعم الامريكي والغربي لهذا الكيان المتوحش لم تقم له قائمة.
ومنذ انطلاق عملية طوفان الاقصى في السابع من اكتوبر من العام الماضي، وردّ الصهاينة على هذه العملية الذي كان عنيفا جدا بشكل لا يراعي معايير القانون الانساني وقواعد الاشتباك المألوفة، حتى تم تدمير قطاع غزة على رؤوس ساكنيه الى ان ارتقى منهم قرابة 200 ألف بين شهيد ومعاق وجريح، ناهيك عن تدمير البنى التحتية في هذا القطاع الذي يعتبر الاعلى كثافة سكانية بالعالم وواجه لمدة عام آلة حربية متوحشة فعلت فيه الأفاعيل وسط سكوت عربي ودولي مريب كأن غزة تعيش في كوكب آخر ليس كوكبنا.
يقول استاذنا المفكر ابراهيم العبادي (في الحرب الراهنة (حرب غزة ولبنان) تبدو الإدارة الأميركيَّة أضعف من أنْ تؤثرَ في قرارات حكومة اليمين الصهيوني المتطرف، الآن أظهرت تفاعلات الساحة الداخليَّة الصهيونيَّة الميالة الى مزيدٍ من التطرف والعنف والغطرسة، أنَّها متساوقة مع الاتجاهات اليمينيَّة المتطرفة في أوروبا وعموم الغرب، ترفع ذات الشعارات وتسلك السلوك ذاته)، أي هما متساويتان في التوجه العنصري اللاإنساني الذي يقود الى التوحش وانتهاج شريعة الغاب رغم تشدقهما بالشعارات الديمقراطية وحقوق الانسان كذبا.
والواقع الفعلي المعاش لهما أي امريكا واسرائيل يضاف اليهما الغرب هو الاستهانة بجميع المواثيق والاعراف الدولية بل وغضّ الطرف عن جميع المناشدات والمطالبات الدولية بإنهاء التجاوزات والانتهاكات اللاانسانية بعد ان تجاوزت اسرائيل (وبضوء اخضر وسلاح امريكي) جميع الخطوط الحمر والامر نفسه ينطبق على تعامل اسرائيل مع لبنان وسوريا.
ان الوحشية والإبادة الجماعية هما نتيجة للسياسة الإمبريالية الأمريكية في الشرق الأوسط، وتوفير جميع أنواع الأسلحة الهجومية المختلفة التي يتمّ شحنها إلى هناك، يجعل هذه الوحشية الإسرائيلية ممكنة، وإسرائيل باستخدام الأسلحة الأمريكية، تعمل على توسيع الصراع الذي أصبح على وشك أن يتحول إلى حرب عالمية شاملة، وهذا مايحدث حاليا في المنطقة بدليل استحالة غزة وبيروت الى ركام خاصة بعد الرد الايراني المزلزل على اسرائيل مايشي بتوسع رقعة الصراع الدموي في الشرق الاوسط.
اضف تعليق