المدرسة هي المكان الأنسب لغرس القيم الإنسانية والأخلاقية التي تساهم في التعايش والاحترام المتبادل، من خلال التربية على التسامح والاحترام وتقدير التنوع، يتعلم الطلاب كيف يكونون مواطنين فاعلين، محترمين للقوانين، ومساهمين في بناء مجتمعهم بروح من التعاون والتفاهم...

الوحدة الوطنية هي الركيزة الأساسية لبناء مجتمع قوي ومتماسك، وهي المطلب الذي تسعى لتحقيقه كل الدول لضمان استقرارها وتنميتها، وهي الشرط المهم في بناء الدولة الحضارية الحديثة . ولتحقيق هذه الوحدة، تلعب المدرسة دورًا محوريًا لا يمكن الاستغناء عنه. فالتعليم، بوقوفه على مسافة واحدة من جميع الأطياف والطبقات الاجتماعية، يعتبر وسيلة فعّالة لترسيخ القيم الوطنية وتوحيد الصفوف حول هدف مشترك وتنشئة الاجيال الناشئة على قيم ومفاهيم الدولة الحضارية الحديثة.

أولاً، تعمل المدرسة على نشر المعرفة بتاريخ الوطن وثقافته. من خلال البرامج الدراسية الشاملة، يتعرف الطلاب عن الإنجازات الوطنية، والتحديات التي واجهتها بلدانهم، والأبطال الذين ساهموا في بناء الدولة. هذا الفهم العميق للتاريخ يعزز الشعور بالانتماء ويحفز الطلاب على الفخر بوطنهم.

ثانيًا، المدرسة هي المكان الأنسب لغرس القيم الإنسانية والأخلاقية التي تساهم في التعايش والاحترام المتبادل. من خلال التربية على التسامح والاحترام وتقدير التنوع، يتعلم الطلاب كيف يكونون مواطنين فاعلين، محترمين للقوانين، ومساهمين في بناء مجتمعهم بروح من التعاون والتفاهم.

العلاقات بين الطلاب، والأنشطة الجماعية، والفعاليات المدرسية تعتبر مساحات للتعارف والتواصل بين مختلف الفئات الاجتماعية والثقافية. هذه التفاعلات اليومية تُسهم في إزالة الحواجز الثقافية والاجتماعية وتعزز من روح الوحدة والتكافل بين الطلاب. 

بالإضافة إلى ذلك، تلعب المدرسة دورًا في توصيل الرسائل الإيجابية عن الوحدة الوطنية عبر الوسائل المختلفة. يمكن للأنشطة المدرسية كالمسابقات الثقافية والمسرحيات أن تُبرز أهمية الوحدة وتُظهر جمال التنوع الثقافي في إطار من التعاون.

ثالثًا، من خلال اكتشاف وتطوير المواهب، تساعد المدرسة في توجيه الطاقات الشابة نحو توظيف قدراتها في خدمة الوطن. الطلاب الموهوبون في العلوم، الأدب، الرياضة وغيرها، يمكن تشجيعهم ليكونوا قادة المستقبل ومؤثرين في مجتمعهم.

ختامًا، الوحدة الوطنية تتطلب مجهودًا جماعيًا، يبدأ بغرس القيم الصحيحة في أذهان الأجيال الجديدة. من خلال التعليم والبرامج المدرسية المتنوعة، يمكن تحقيق هذا الهدف الطموح. المدرسة، بهذا الدور، تعمل كجسر يربط بين الماضي العريق والمستقبل الواعد، مجسدة بذلك الأساس الذي يُبنى عليه مجتمع موحد ومتجانس قادر على التحدي والازدهار.

تقع مسؤولية تفعيل دور المدرسة في بناء الوحدة الوطنية على وزارة التربية بالأساس، وعلى المجلس الدائم للتربية الذي اقترحنا تأسيسه في مناسبات سابقة.

اضف تعليق