ماذا عن حقبة ترامب العراقية؟ وقائع السياسة الأمريكية في غاية البراغماتية، ليس هناك من يوصف بكونه خط أحمر او تاج الراس مما يتم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي لتسويق خطاب أحزاب المكونات ونظام مفاسد المحاصصة، لذلك يمكن تحديد أولويات حقبة ترامب العراقية في الاتي ...

بعد حادثة إطلاق النار عليه.. تتجه استطلاعات الرأي العام الأمريكية نحو ترجيح فوز المرشح الرئاسي دونالد ترامب.. السؤال المباشر ماذا عن حقبة ترامب العراقية؟؟ وقائع السياسة الأمريكية في غاية البراغماتية.. ليس هناك من يوصف بكونه خط أحمر او تاج الراس مما يتم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي لتسويق خطاب أحزاب المكونات ونظام مفاسد المحاصصة.

لذلك يمكن تحديد أولويات حقبة ترامب العراقية في الاتي :

اولا: أبرز نتائج زيارة السيد مسعود برزاني لبغداد كانت في العودة إلى أسس الاتفاق مع (ماما أمريكا) وعدم التلاعب باعدادات ذلك الاتفاق وفق متغيرات المنظور الإيراني.

واذا كان الرئيس ترامب مطلوبا للقضاء العراقي على خلفية حادثة المطار واغتيال جمال الابراهيمي وضيفه الجنرال الإيراني الأكثر نفوذا في العراق.. فان الحقبة المقبلة تتطلب من جميع فرقاء العملية السياسية انتظار ليس منطلقات المرشح ترامب بل تطبيقات الرئيس الأمريكي ترامب على طاولة البيت الأبيض.

ثانيا: يبدو المرشح ترامب الأكثر كفاءة في تسويق القناعات الشعبية امام جمهور الناخبين بهلاك كل المعادين للسياسات الأمريكية وابرزهم إيران المتبقية من محور الشر في الشرق الأوسط الجديد.

لكن.. هذه السياسات محكومة بنظام مؤسساتي ربما يفرض على ترامب داخل البيت الأبيض ما سبق وان فرض على الرئيس نيكسون ما بعد الانسحاب من فيتنام.. فالرجل يواجه تحقيقات في أربعة قضايا امام محاكم ومؤسسات تحقيق فيدرالية.. والتحول في صياغة المتغيرات الأمريكية محكوما من قبل اللوبي الإسرائيلي.. وليس غيره.

ثالثا: محاولة إيران استباق الأمور كلها بالتفاوض المباشر مع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط في سلطنة عمان.. والتي كانت قاب قوسين وادنى للاعلان عن اتفاقات متجددة.. في الملف النووي مقابل سياسات إيرانية توافق على ركوب القطار الأمريكي للشرق الأوسط الجديد.. انتهت بقرار أمريكي يؤجل الاعلان عن الاتفاق وفق روزنامة الانتخابات الأمريكية.. والانقسام داخل الديمقراطي الأمريكي مقابل صعود حظوظ المرشح الجمهوري تمنع من تمرير هكذا اتفاق كان أول هدف لإلغاءه في ولاية ترامب السابقة.

لذلك تفضل الدبلوماسية الإيرانية على التمسك بأوراقها على طاولة تجمعها مع فريق ترامب في حالة فوزه وليس العكس بانتطار ما يمكن أن يجدد طرحه عن أجنحة الحرس الثوري الإيراني الإقليمية.. ومنها الفصائل الحزبية العراقية التي تشارك في الإطار التنسيقي.

رابعا: المؤكد ان اللقاء المتوقع بين المرشح ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي سيدور ضمن موضوعين.. حل الدولتين بمباحثات مباشرة مع وفد عربي تتراسه السعودية.. والضمانات الأمنية التي تقدمها واشنطن لإسرائيل في إدارة هذا الملف.

الموضوع الثاني.. التهديدات الإقليمية لصفحة الشرق الأوسط الجديد.. من بينها الاعتراض على مشروع أنبوب غاز ونفط البصرة - اشدود عبر العقبة.. كنموذج تطبيقي للتطببع النفطي وإطلاق مشروع الشام الجديد اقتصاديا وتشغيل منصات غاز ونفط شرق المتوسط التي تتضمن مناطق استثمارية ضمن سيطرة حزب الله اللبناني!!

مقارنة كل ذلك بنتائج زيارة السيد مسعود برزاني لبغداد.. يبدو من الممكن القول.. ان الحقبة العراقية اذا ما فاز ترامب تتطلب إعادة ترتيب أوراق الكثير من القيادات الحزبية التقليدية.. ودفع الجيل الثاني وربما الثالث للواجهة السياسية ووضعها امام عربة ترامب العراقية.. السؤال الأصعب والأهم.. هل هناك مفاجأت غير متوقعة..؟؟

من يدري فحقيبة السفيرة الأمريكية الجديدة وتصريحاتها امام الكونغرس اذا ما قورنت مع الخطاب الانتخابي لترامب لا تبدو متشددة كما هي طروحاته!!

ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!

اضف تعليق