كما سبق وان قال تشرشل عن الأخطاء الإستراتيجية الأمريكية.. فان الثمن الباهظ الذي دفعه العراقيين نتيجة هذه الأخطاء منذ ٢٠٠٣ حتى اليوم.. يمكن أن يتكرر اذا فاز الرئيس بايدن بفترة ثانية..وسيواجه همجية الرد والرد المقابل... اذا فاز منافسه ترامب وفي كلا الحالتين يكون الشعب العراقي الخاسر الوحيد...

ثمة أشكال متعددة لانتهاك سيادة الأراضي العراقية.. ما بين تكرار الاحتياج العسكري التركي شمالا.. وانتهاك الجماعات المسلحة جنوبا وغربا كما سبق وتم ضرب أهداف لدولة مجاورة!! وايضا تضارب نموذج حزب العمال التركي. 

الفاعل المؤثر في حل الحق الكردي لاستقلال دولة كردستان من قدرات الإقليم الكردي العراقي.. وبين ما يصدر عن حق الفصائل المسلحة في محور المقاومة الإسلامية بتوحيد الجبهات واعتبار كل الأراضي تحت سبطرتها...التي تؤكد في تلك الاخبار عن قواعد دائمة لجماعات اما معارضة مثل جماعة البحرين أو قواعد لحزب الله اللبناني وجماعة تنظيم الحوثي. 

السؤال الأول.. عن موقف السلطات العراقية المخولة دستوريا اعلان الحرب وعقد اتفاقات السلام..؟؟ 

السؤال الثاني ما حقيقة موقف الأحزاب السياسية المتصدية لسلطان الحكم من موضوع سيادة العراق على أراضيه وفق الاتفاقات الدولية والدستور العراقي ان لا تصدر من أراضيه اي عدوان على دول الجوار؟؟

هناك عدة مستويات للتعامل مع تعقيدات هده الملفات.. لذلك يمكن القول :

اولا: على المستوى الاستراتيجي.. خروج نطاق السيطرة على الأراضي العراقية يمكن أن يعيد العراق تحت الفصل السابع وفق القرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي لتوثيق الاتفاق على انهاء حالة الاحتلال الأمريكي باعتبار ان تكرار اي مواقف تهدد الأمن والسلم الدوليين يعاد العراق تحت أحكام الفصل السابع وهذا ما يتكرر في مختلف التحليلات عن تغييرات كبرى في التعامل مع العملية السياسية عام ٢٠٢٤.. وقائعها اليوم في تلك التحديات الأمنية على الأرض.

ثانيا: كرديا.. يكذب من يقول بعدم وجود تنسيق مع حزب العمال في ذات النظرية لوحدة جبهات القتال في كردستان الكبرى.. مما جعل إيران تستخدم كل نفوذها لحصر حزب السيد مسعود برزاني حتى في زبازته لبغداد في ان يقابل السفير الإيراني ويقدم له ضمانات تؤكد على حصر نشاطات الأكراد الإيرانيين في الإقليم بأقل تكاليف ممكنة عسكريا بما لا يشكل اي خطورة.. وذات الشيء أكده البرزاني للرئيس أردوغان.. لذلك العمليات الجارية الان فقط لدخول قيادات حزب العمال الكردستاني تلك الكهوف العالية والاختباء لا غير.. فالقضية الكردية قضية مصير مشترك واحد.. تتطلب حنكة الإدارة التي عرفت عن حزب السيد برزاني.

ثالثا: رسميا.. لم يصدر اي موقف عراقي أمني على الأرض للحد من الآثار الجانبية للاجتياح العسكري التركي.. سواء من قوات الحكومة الاتحادي او قوات البيشمركة.

كذلك لم يصدر اي تعليق رسمي عن تلك الاخبار التي توكد تكوين قواعد دائمة على الأراضي العراقية لجماعات مسلحة غير عراقية ضمن محور المقاومة الإسلامية الذي يدار من قبل فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني

كلا الحالتين.. تؤكد طبيعة موقف السلطة الرسمية ما بين ترك الأمور تمضي لتواجه الحكومة المقبلة نتائج واقعية على الأرض ترسخ نفوذ الحرس الثوري الإيراني في إدارة قواعد الجماعات المسلحة التي حينما تقوم بعمليات تواجه مواقف أمريكية او خليجية توصف بكونها (جماعات سلاح منفلت) فيما يترجم هذا الصمت بأن الأحزاب السياسية المتصدية للسلطة انما تتفق كليا على انتهاك سيادة العراق بوصف تلك القوى متحالفة.. العمال الكردستاني متحالف اكيد مع بقية الأحزاب الكردية في حكومة الإقليم.. كذلك جماعة الحوثي وحزب الله اللبناني وغيرهما من الأحزاب الفاعلة في محور المقاومة الإسلامية انما هي متحالفة مع الكثير من الأحزاب السياسية في الإطار التنسيقي الذي له الاغلبية البرلمانية!!

في ضوء كلما تقدم يبدو من الممكن القول.. :

- لن تمر كل هذه الوقائع الأمنية بلا رؤية واضحة من السفارات الأمريكية والبريطانية والخليجية بانتظار تبلور موقف دولي جديد يرتبط بمواقف إقليمية ودولية ما بين حرب أوكرانيا والاحتياج الإسرائيلي لقطاع غزة.

- يراهن الكثير من قادة الأحزاب السياسية العراقية ضمن محور المقاومة الإسلامية الاعلان الإيراني عن تفجير القنبلة النووية وما يمكن أن تحدثه من تداعيات إقليمية وعراقية تجبر جميع الفرقاء على قبول نظام ولاية الفقية في حكم العراق وربما غيره من الدول بلا مواربة وسقوط ستار السيادة واعلان الإمبراطورية الفارسية من جديد..!!

- كما سبق وان قال تشرشل عن الأخطاء الإستراتيجية الأمريكية.. فان الثمن الباهظ الذي دفعه العراقيين نتيجة هذه الأخطاء منذ ٢٠٠٣ حتى اليوم.. يمكن أن يتكرر اذا فاز الرئيس بايدن بفترة ثانية..وسيواجه همجية الرد والرد المقابل... اذا فاز منافسه ترامب وفي كلا الحالتين يكون الشعب العراقي الخاسر الوحيد!!

ويبقى من القول لله في خلقه شؤون شؤون!!

اضف تعليق