من اوجه رعاية ذوي الهمم ان بعض الجهات الرسمية بدأت بزجهم في برامج تديربية مهنية كل حسب تفضيله للمهن تمهيداً لادخالهم في سوق العمل، اذ ان الكثير منهم يمكنهم القيام ببعض الاعمال التي تكون مصادر دخل لهم ولعوائلهم وتنفع المجتمع في الوقت ذاته...
حكمة الله تقضي بأن يفضل بني ادم بعضهم على بعض فهو القائل : ((اللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ ۚ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَىٰ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ ۚ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ))، ولحكمته انه منح البعض هيئة كاملة المعالم بينما البعض الآخر انقصه نقص معين، وليس الانقاص بقصد الاهانة مطلقاً بل عوضهم الله جل في علاه في ميزات اخرى.
فئة كبيرة من البشر امتحنوا بنقص عضوي او عقلي معين ابعدهم عن دائرة السواء التي يتمع بها غالبية البشر، وابناء هذه الفئة هم (ذوي الهمم)، اذ يمثل هؤلاء فئة مجتمعية واسعة في كافة المجتمعات والبلدان، فما من بقعة تخلو من هؤلاء البشر، فمنهم ذوي الهمم؟، فكيف نقدم الرعاية لذوي الهمم؟
يعرف الشخص من ذوي الهمم بأنه شخص يعاني من نقص مؤقت أو دائم، كامل أو جزئي أو ضعف في قدراته الجسدية أو الحسية أو العقلية أو التواصلية أو التعليمية أو النفسية إلى الحد الذي يحد من قدرته على أداء المتطلبات العادية على غرار الناس من غير ذوي الإحتياجات الخاصة. وفقاً للإحصائيات الصادرة عن الأمم المتحدة والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، فأن نسبة ذوي الهمم وصلت الى قرابة 10% - 15% من سكان العالم، وترتفع النسبة في العالم العربي ودول العالم النامي إلى أكثر من ذلك بقليل، وذلك تبعاً للظروف البيئية والسياسية وحالات الحروب والظروف الغير طبيعية الاخرى التي تحيط بهذه المنطقة.
في مجتمعات كثيرة ومنها المجتعات الاسلامية للاسف يعامل اصحاب الهمم بتمييز سلبي عالي، فيمنعون من الكثير من الحقوق والامتيازات ومنها الوظائف والمهن حتى وان احسنوا القيام بها، لذا صار لازماً ان نقف بوجه هذا التمييز ومنعه واحلال التعامل الصحيح معهم لاعادة ثقتهم بأنفسهم واعادة دمجهم في المجتمع ليعودوا منتجين كما كل صنوف المجتمع الآخرى.
اهمية رعاية ذوي الهمم من قبل المجتمع واعطائهم حقوقهم الكاملة تأتي من كونها تمنحهم حياة إنسانية كريمة تمكنهم من الاندماج في المجتمع والاستفادة من إمكاناتهم وقدراتهم، لأن عملية اندماجهم في المجتمع المدني تجعلهم يصبحون قادرين على ممارسة حقوقهم في العِلم والعمل والإنتاج والإبداع في هذا المجتمع، ما يثمر على المجتمع بكثير من الطاقة المبذولة.
من اوجه الرعاية في المؤسسات التربوية سيما في المدارس ان الكوادر التربوية الواعية تسحب ذوي الهمم من عزلتهم وتحاول جادة ان تشركهم في الانشطة المدرسية التي تقيمها مثل وقفة الخميس، الاحتفال بالمناسبات الوطنية، المسابقات الرياضية، المهرجانات والسفرات العلمية، وهذا الدمج من شأنه ان يقلل الفجوة بينهم وبين باقي المجتمع تدريجياً وصولاً الاندماج الكامل لهم بالمجتمع.
ومن صور الدمج قبولهم في الوظائف العامة والخاصة فليس منطقياً ان يبعد هذا او ذاك لكونه منقوص احد الاعضاء او ان لديه عوق عقلي بسيط او مشكلة عقية معينة لكنه ليس فاقد الاهلية وبالامكان ان ينتج في حدود معين لذا هي دعوة ان لا ترحموا مثل هؤلاء من حقهم في الحياة لان ذلك يمثل قتلاً بطيئاً لهم.
ومن اوجه الرعاية لهذه الفئة المظلومة هي استبدال تسميتهم من اسم ذوي الاعاقة الى ذوي الهمم لئلا يشرعون بالتميز والاهانة وقد عممت هذه التسمية في جميع الدراسات التي تجرى حولهم واضاقة الى المؤلفات الاخرى التي تمس حياتهم، لذا هي دعوة للجميع ايضاً بألغاء التسمية القديمة واحلال التسمية الجديدة محلها مراعاة ً لمشاعر هؤلاء المساكين.
ثم من اوجه رعاية ذوي الهمم ان بعض الجهات الرسمية بدأت بزجهم في برامج تديربية مهنية كل حسب تفضيله للمهن تمهيداً لادخالهم في سوق العمل، اذ ان الكثير منهم يمكنهم القيام ببعض الاعمال التي تكون مصادر دخل لهم ولعوائلهم وتنفع المجتمع في الوقت ذاته، وبهذه الخطوات الداعمة يمكن لا يحيدوا ويكونون اعضاء مفيدين في مجتمعاتهم.
اضف تعليق