كانت البنوك من بين القطاعات التقليدية المناهضة لمجتمعات الميم مجاراةً للمجتمعات وتقاليدها. لكن هذه الصورة تغيرت كثيراً الآن بخاصة مع أنتشار رقمنة digitalization الخدمات البنكية وعدم الحاجة لأظهار الأسماء الحقيقية للعملاء. ونتيجة لتنامي القوة المالية والتنظيمية لمجتمعات الميم كما تمت الأشارة اليه في حلقة سابقة...
بدأت في الحلقة الماضية بشرح سر علاقة ودعم أهم وأكبر أربع صناعات في العالم لمنظمات الميميين. لقد تم أيضاح علاقة الاعلام العالمي بالميميين وسر دعمه لهم. أما اليوم فسيتم التطرق الى دور كل من البنوك وشركات تصنيع الأدوية لهذا المسعى.
البنوك. كانت البنوك من بين القطاعات التقليدية المناهضة لمجتمعات الميم مجاراةً للمجتمعات وتقاليدها. لكن هذه الصورة تغيرت كثيراً الآن بخاصة مع أنتشار رقمنة digitalization الخدمات البنكية وعدم الحاجة لأظهار الأسماء الحقيقية للعملاء. ونتيجة لتنامي القوة المالية والتنظيمية لمجتمعات الميم كما تمت الأشارة اليه في حلقة سابقة، فقد أدركت البنوك حجم السوق الذي ينتظرها أذا فتحت أبوابها للميميين ودعمتهم.
يقول روب كرتس Rob Curtis وهو المؤسس والرئيس التنفيذي لمصرف دي لايت DayLight (وهو مثلي أيضاً) أن مجتمع الميميين في أميركا لوحدها يمثل حوالي 32 مليون شخص يمتلكون قدرة انفاق Spending power تصل الى تريليون دولار يمكن للبنوك الأستفادة منها!
ان الفرصة الاقتصادية تمثل دافعاً مهماً لهذه البنوك والتي تستفيد ايضاً من الدعم المعنوي والاعلامي لاسمائها حينما تدعم الميميين. لذا ليس من غير المفهوم ان نجد بنوك كبرى مثل جي بي مورغان وبنك أميركا وبنك غولدمان ساكس وقائمة طويلة من البنوك الكبرى تدعم هذه المجموعات بضمنها البنك الدولي. مع ذلك فقد نشر موقع الديموقراطية المفتوحة Open Democracy قبل أقل من شهر تقريراً ذكر فيه ان قسم من هذه البنوك تدعم في نفس الوقت جمعيات ومنظمات مناهضة للمثليين في أميركا!
الموضوع أذاً يتعلق بمدى الفائدة التي يتوقعها أصحاب تلك البنوك من التحالف مع الميميين. وسواء كانت هذه الفائدة مباشرة من خلال العلاقات الاقتصادية مع الميميين، أو غير مباشرة من خلال الترويج الاعلامي لهم فأن من الثابت ان البنوك باتت اليوم من بين اكبر الداعمين للمثليين.
شركات الدواء. تمثل صناعات الدواء أحد أهم وأكبر قطاعات الصناعة في العالم وبلغت ايراداتها حوالي التريليون ونصف دولار سنوياً في العام الماضي.
ونظراً للتنافس الشديد بين اقطاب هذه الصناعة ومحاولاتهم المستمرة لتحسين صورتهم من جهة (بالنظر للفضائح الكثيرة التي تكتنف مسيرتهم بين الحين والآخر) وحاجتهم لفتح أسواق جديدة من جهة أخرى فلم يكن مستغرباَ رؤية هذه العلاقة الوثيقة بين كبار مصنعي الادوية والمستلزمات الطبية من جهة وبين مجتمع الميم.
ان ثلاث من أكبر خمس شركات داعمة للمثليين في أميركا هي شركات تصنيع الدواء وفي مقدمتها شركة جلعاد Gilead والتي يعد جورج سيروس الذي تمت الأشارة له في حلقات سابقة أحد أهم ملاكها. طبعاً لا يمكن هنا انكار أن هذه الشركات تجني فوائد مباشرة من تصنيع عقاقير ترتبط بمجتمعات الميم مثل عقار معالجة مرض الأيدز الذي تحتكره وصنعته شركة جلعاد منذ عام 2001.
كما أن عقاقير الهرمونات هي من بين أهم المنتجات المربحة لتلك الشركات والتي تنجها شركات عملاقة مثل فايزر Pfizer . ليس ذلك فقط بل أن عدد من تلك الشركات دعمت بحوث هدفها أثبات وجود علاقة بين تغيير الجنس (أو التحول الجنسي) وبين الذكاء الخارق للمتحولين مما يغري الكثيرين بالتحول جنسياً كما يعتقد مناهضو المثلية.
وعلى الرغم من عدم عثوري على أدلة علمية قوية على تشجيع شركات الأدوية للمثلية، لكن مما لا شك فيه أنها من بين أكبر الداعمين لتلك المنظمات الميمية. وقد تكون الفوائد غير المباشرة التي تجنيها من هذا الدعم (كما هو الحال مع البنوك وأجهزة الاعلام) أكبر بكثير من العوائد المباشرة. ففي عالم اليوم الذي تبدو فيه مفاهيم العدالة والمساواة وعدم التمييز مغرية للشباب وللاعلام فأن داعمي المنظمات الميمية قد ينظر لهم بأنهم الررواد في هذا الدعم.
اضف تعليق