تبين وسائل الإعلام ومن خلال التصريحات المتكررة لمعنيين ان بعض المشروعات الكبيرة فيها من مميزات ومرفقات ما يفوق المتواجد في العديد من الدول المتقدمة في ذلك المجال، وحين سماع المواطن البسيط لهذه المميزات ينبهر وتتولد في داخله حالة من الرضى على الحكومة وانجازها الوهمي...
تتجه الحكومة العراقية الى ترسيخ ثقافة الإنجاز المميز والوحيد على مستوى المنطقة، لكنها دائما ما تصطدم بالواقع الذي يخلوا من هذا الإنجاز المُسوق على انه الفريد من نوعه بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، وبين تصريحات المسؤولين والواقع تختفي الحقيقة.
تبين وسائل الإعلام ومن خلال التصريحات المتكررة لمعنيين ان بعض المشروعات الكبيرة فيها من مميزات ومرفقات ما يفوق المتواجد في العديد من الدول المتقدمة في ذلك المجال، وحين سماع المواطن البسيط لهذه المميزات ينبهر وتتولد في داخله حالة من الرضى على الحكومة وانجازها الوهمي.
يوما بعد آخر تهتم الحكومة العراقية بتطبيق استراتيجية مستقبلية قائمة على الإنجازات غير الحقيقية، متبعة سياسية الاقناع الوقتي الذي تشغل فيه الرأي العام وتلهيه عن الموضوعات الجوهرية التي على تماس بحياة المواطن اليومية والمستقبلية على حد سواء.
ينشر في الاخبار ان العراق يستعد لإنشاء أكبر منظومة الكترونية لمراقبة الطرق العامة، ويستعد أيضا لبناء أكبر مصنع لصناعة الادوية او المواد الأولية لصناعة الأدوات المنزلية، ويشرع بمشروع الربط الإقليمي للكهرباء مع دول الجوار وغيرها من المشروعات الضخمة.
المواطن لا يقتنع كثيرا بالأخبار المزوقة ذات التفاصيل الكبيرة والمغموسة بكميات من الإيجابية، يريد ان يرى مرافق المشروع تتصاعد يوميا او بفترات منتظمة ليعزز ذلك التصاعد حالة الثقة بين المواطنين والحكومة التي عادة ما تتنصل عن وعودها المتعلقة بالمشروعات المتعددة.
وتبعا للمؤشرات الموجودة على الساحة لا توجد أي مشروعات استراتيجية تحمل مواصفات عالمية، فعلى سبيل المثال ما يوجد في كربلاء من مشروع موحد لتدوير المياه الثقيلة والاستفادة منها على مستوى المدينة بصورة خاصة والبلد بصورة عامة.
استمر العمل بهذا المشروع أكثر من عشرة سنوات وكان الهدف منه بحسب معنيين هو تحسين الواقع البيئي، ويسهم أيضا في انتاج الطاقة الكهربائية، وجاء على لسان مدير مجاري كربلاء في حينها، "ستشهد المدينة افتتاح مشروع وحدتي معالجة مياه المجاري الثقيلة والذي يعد الاهم والاكبر في المحافظة ومن المشاريع العملاقة على مستوى الشرق الأوسط".
وذكر المصدر نفسه ان المشروع سيخدم أكثر من مليوني مواطن من أهالي المدينة والزائرين، ولم يوضح آلية الخدمة التي يقدمها لهؤلاء المواطنين، واكد مدير دائرة المجاري على مساهمته في توفير المياه المستخدمة في السقي المقيد للمزروعات، فضلاً عن الحصول على المخلفات الصلبة التي تستخدم كأسمدة لاستصلاح الأراضي الزراعية.
وبنفس الكلمات الجذابة تحدث الينا وزير النفط في زمن حكومة المالكي حسين الشهرستاني عن محطة توليد الطاقة الكهربائية في منطقة الخيرات بكربلاء، حيث شرح العديد من مزاياها ومواصفاتها العالمية، وبعد وصولها وتشغيلها اتضح انها من المحطات الخارجة عن الخدمة عالميا او قليلة الاستخدام في السنوات الاخيرة، وعُرف أيضا انها مستهلك كبير للوقود ما شكلت عبئا آخر على عاتق الحكومة التي تظن انها ستعلن الانتصار على ازمة الكهرباء.
من الناحية النظرية فأن العراق يسير بالاتجاه الصحيح وانه متبع خطوات مدروسة، اما من الناحية العملية فلم تسهم المشروعات المنفذة بتحقيق أي من الأهداف المشيدة من اجلها، فلا تزال ازمة المياه التي من المؤمل ان يكون مشروع مجاري كربلاء الموحد مساهم فعال في تقليلها، بينما لا تزال شحة المياه واحدة من الازمات التي تعاني منها المحافظة كغيرها من المحافظات العراقية.
اما بالنسبة للكهرباء فهي الملف الأكثر تعقيدا على مستوى البلاد، ولم يتحقق أي تقدم فيه على الرغم من إنفاق ملايين الدولارات عليه في وقت ان المواطن بأمس الحاجة الى هذه الأموال لتنفيذ مشروعات أخرى تكون مساهما اقتصاديا ورافدا مهما للاقتصاد الوطني.
لا نريد ان يضاهي العراق في مشروعاته المستوى العالمي، كل ما يحلم فيه المواطن هو بناء مشروعات فيها نوع من الخدمة الفعلية والفائدة المحلية بعيدا عن التباهي في الإعلام وما يتبع ذلك من خيبة امل يلتمسها الفرد ويشعر انه يعيش في بلد اشد فقرا من البلدان الفقيرة.
اضف تعليق