الذي يتابع تصريحات البيت الابيض الامريكي حول حرصها على وحدة العراق؛ يعرف جيدا ان هذا الحديث لا يتعدى البروتوكول وذر الرماد في العيون.

فقد دأبت دوائر القرار الامريكي على نسج خططها في تفتيت وحدة العراق ليس من خلال التدخل السافر في شؤونه الداخلية وخلط الاوراق بين مكوناته واثارة النزاعات الطائفية والعنصرية بشكل مستمر فحسب، بل ومن خلال الإيحاء المتواصل باننا سائرون نحو التقسيم، فمثلا كرر المسؤولين الأمريكان خلال شهر واحد تصريحات تصب في نفس الاتجاه، فقد اكد الجنرال جوزيف دانفورد رئيس هيئة اركان الجيوش الأمريكية الذي خلف مارتن ديمبسي خلال جلسة استماع امام الكونغرس قبل شهر "أعتقد أن العراق سينقسم إلى دولتين".

وعاد جون كاسيتش، المرشح للانتخابات الأمريكية عن الحزب الجمهوري ليكررها بعد اسبوعين بالقول: إنه وعلى الاغلب فان مآل الامور في العراق والحملة الدولية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” سينتهي بتقسيم البلاد لثلاثة اجزاء.

واذا فرضنا ان هذه التصريحات والتسريبات المقصودة جاءت غير رسمية ولا تصب مع سياسة وتوجهات البيت الابيض وهذا بلا شك خلاف الحقيقة والامر الواقع، فان السؤال الذي يثار: اذا كان الأمريكان يريدون تقسيم العراق! فماذا نريد نحن؟؟؟ واذا كانت التصريحات تصدر عن شخصيات رسمية ومراكز قرار مؤثرة في داخل الولايات المتحدة، فماذا فعلت وزارة الخارجية العراقية حيال ذلك، هل استدعت السفير الامريكي في بغداد لتوجه له إنذار شديد اللهجة او سحبت سفيرنا في واشنطن للتشاور مثلما يقتضي البروتوكول؟؟

طبعا لم ولن يفعل شيئا من ذلك، ليس لأننا نريد التقسيم لا سامح الله، بل لان هناك قوة أمريكية على الارض العراقية آن لها ان تخرج، ليس لان الكثير من سياسيينا ومسؤولينا يخشاها بل لان الارض الواحدة والشعب الواحد يرفضها ويرفض مخططاتها التقسيمية.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق