أَي تشارك الطَّريق مع الآخرين، فالطَّريقُ ليسَ مُلكاً لكَ وحدكَ، إِنَّما لِكُلِّ مَن يمرُّ بهِ. أَمَّا نحنُ فنتعامل مع الطَّريق كمُلكٍ شخصيٍّ.. وهذا هوَ حال كُلَّ ما يخصُّ الشَّأن العام، يلزَم مُشاركتهِ مع الآخرين، وإِنَّ مَن لم يتشارَك الطَّريق معَ الآخرين لا ولَن ولَم يتشارَك السُّلطة معهُم...
عندنا؛ في كُلِّ دائرةٍ ومُؤَسَّسةٍ يوجد [صندُوق الشَّكاوى].
عندهُم؛ في كُلِّ دائرةٍ ومؤَسَّسةٍ يوجد [صندُوق الأَفكار والمُقترحات].
بمعنى؛
عندنا؛ ليسَ مِن حقِّكَ أَن تقترحَ أَو تُشاركَ أَفكاركَ الآخرين، مِن حقِّكَ فقط أَن تتشكَّى لتجدَ شكاواكَ، فيما بعد، طريقَها إِلى سلَّةِ المُهمَلات بعدَ أَن يكُونَ [الصُّندُوق] قد أَفرغَ غضبكَ وهدَّأَ مِن رَوعِكَ!.
مِن حقِّ المُواطن أَن يشتكي ومِن حقِّ المسؤُول أَن [يُغلِّس]!.
فصُندُوقُنا [فضفَضةٌ] فارِغةٌ لا معنى لها وصُندُوقهُم [مَشورَةٌ] تُحدِثُ تغييراً.
نحنُ وُلِدنا ونشأنا وكَبرنا نتشكَّى ونتذمَّر مِن كُلِّ شيءٍ لا لشيءٍ!.
أَمَّا عندهُم فالشَّكوى لا معنى لها إِذا لم تُرفَق بفكرةٍ أَو مُقترحٍ لتصحيحِ الخطأ أَو تطويرِ المَنهجِ والمُنتَجِ مِن أَجلِ إِحداثِ التَّغييرِ مهما كان بسيطاً، فالمُواطن عندهُم يتشارك بأَفكارهِ ومُقترحاتهِ مع أَيَّة مُؤَسَّسة أَو دائِرة يتعامل معَها، خاصَّةً كانت أَو عامَّةً، لا فَرق.
لذلكَ؛ هُم يتطوَّرُونَ باستمرارٍ لأَنَّ الكُل يتشارَك بأَفكارهِ معَ الكُل فـ {مَنْ شَاوَرَ الرِّجَالَ شَارَكَهَا فِي عُقُولِهَا} كما يقُولُ أَميرُ المُؤمنِينَ (ع).
أَمَّا عندنا فلا تسمَع إِلَّا التشكِّي [النَّقنقَة] مِن دُونِ أَثرٍ فلا أَحدَ يحِقُّ لهُ أَن يتشاركَ بأَفكارهِ وآرائهِ مع أَحدٍ لأَنَّ الجميع [عباقِرة] لا أَحدَ بحاجةٍ إِلى أَن يسمعَ رأياً من أَحدٍ! وإِذا نبَّهتَ لخطأ أَو تقصيرٍ أَو اقترحتَ رأياً أَو تقدَّمتَ بفكرةٍ قالَ لكَ المسؤُول [شنو تريد تعلِّمني شُغلي؟!].
أَتذكَّر أَنَّ أَوَّلَ حكمةٍ قرأتها هُنا وردَت في كتابِ إِدارةِ المرُور [DMV] تقُول [Share the road] أَي تشارك الطَّريق مع الآخرين، فالطَّريقُ ليسَ مُلكاً لكَ وحدكَ، إِنَّما لِكُلِّ مَن يمرُّ بهِ.
أَمَّا نحنُ فنتعامل مع الطَّريق كمُلكٍ شخصيٍّ!.
وهذا هوَ حال كُلَّ ما يخصُّ الشَّأن العام، يلزَم مُشاركتهِ مع الآخرين، وإِنَّ مَن لم يتشارَك الطَّريق معَ الآخرين [لا ولَن ولَم] يتشارَك السُّلطة معهُم! مهما كانت تافِهة.
أَليسَ كذلِك؟!.
اضف تعليق