تبعا لما سبق صار لا بد أن يكون العراق مستقراً سياسياً واقتصادياً، ليصبح مؤهلاً لهذه المهمة.. لذلك عمدت الولايات المتحدة الامريكية لدعم إيجاد الاستقرار السياسي المناسب له، من خلال إيجاد الوسائل الضرورية لهذا الاستقرار، وتوفير البيئة الآمنة له. البيئة العراقية من جهتها ربما تعد آمنة لدعم الاقتصاد العالمي...
باتت الأوضاع والأحداث في العالم مرتبطة ببعضها بشكل وثيق، فكل هذه الملفات يؤثر الواحد بالآخر ويتأثر.. فالحرب في أي مكان ستلقي بتأثيرها على المشهد الاقتصادي للمنطقة وتحديداً العراق، ولا يقتصر هذا على المشهد الاقتصادي فحسب، بل تعداه الى الجانب السياسي، ولنا في تأثيرات الحرب الروسية- الأوكرانية خير دليل..
حيث بات من المهم ان نقرأ المشهد العراقي من زاوية (روسية-أوكرانية).. فما شهده بلدنا من متغيرات اقتصادية، بدأت بالتأثير عليه من خلال الارتفاع اللافت في أسعار النفط في العالم، وما تركه من تفاعل بالإيجاب على الوضع الاقتصادي للبلاد.
العراق من البلدان التي تؤثر وتتأثر بالمشهد ومتغيرات الدول، وبات العالم يستشعر حجم المأزق الذي يعيش به بما يخص موارد الطاقة، لذلك ذهب الى ضرورة إيجاد منفذ ثاني لتغطية النقص الحاصل فيها، والعراق هو احد هذه المنافذ التي يُعتمد عليها في تزويد العالم بالنفط..
تبعا لما سبق صار لا بد أن يكون العراق مستقراً سياسياً واقتصادياً، ليصبح مؤهلاً لهذه المهمة.. لذلك عمدت الولايات المتحدة الامريكية لدعم إيجاد الاستقرار السياسي المناسب له، من خلال إيجاد الوسائل الضرورية لهذا الاستقرار، وتوفير البيئة الآمنة له.
البيئة العراقية من جهتها ربما تعد آمنة لدعم الاقتصاد العالمي بالنفط، إذا ما توفرت لها كل الوسائل الضرورية لهذا الاستقرار، عبر توفير القوانين والتعليمات التي من شأنها تذليل العقبات، وإزالة المعرقلات التي توثر على عمل الحكومة وتنفيذ برنامجها الحكومي، وإيجاد الآليات التي من شانها تسهيل عمل الحكومة.. هذا جعل حكومتنا في موضع مريح لكنه يتطلب ضرورة إستثمار هذه الفرصة الثمينة، التي أنتجتها ازمة الطاقة العالمية بعقد الاتفاقيات الاقتصادية مع هذه الدول، وفق مبدأ التوازن، وان تبنى هذه الاتفاقيات على أساس مصالح الشعب العراقي..
نقلت مصادر ان الوفد الذي وصل الى العاصمة واشنطن برئاسة السيد فؤاد حسين، عازم على مواجهة الازمة الاقتصادية، وفق رؤية الحكومة العراقية ومصالح البلد، وليس على اساس ما تريده واشنطن من العراق، كما يحاول ان ينقل صورة مفادها، أن على واشنطن ان تنظر الى العراق كحليف وليس تابعا.. وان له قرار سياسي نابع من مصلحة هذا الشعب..
للعراق دور رئيسي ومهم في أن يكون المفاوض البديل، عن واشنطن في حواراته مع طهران، او حتى مع روسيا، وهذا يتيح ان تصبح بغداد طاولة حوار لهذا الخلاف، وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء.
حكومة السيد السوداني وكما يبدو لحد الان، جادة في إيجاد الاصلاحات الضرورية لمعالجة الخلل في بنية الدولة، وتنفيذ الإجراءات الضرورية لتحسين الاداء الحكومي، بالإضافة الى ضرورة ان يكون هناك تفعيل لدور القضاء عبر ملاحقة مافيات الفساد وسراق المال العام..
بعكس ذلك ستبقى حكومة السيد السوداني ومن خلفها البلاد، رهينة الرغبات واجندات دول اخرى، وسياسات ومصالح تلك الدول، وستبقى عرضة للإسقاط بأي لحظة، لان تلك الدول تبحث عن مصالحها فقط.
اضف تعليق