تُبدي حكومة السيِّد السُّوداني استعدادها لمُساعدة أُوربا على تجاوزِ أَزمة الطَّاقة والغاز على وجهِ التَّحديد بسببِ الحربِ في أُوكرانيا، فإِنَّ من الطَّبيعي جدّاً أَن تتلقَّف باريس هذا الإِستعداد لتكونَ ممَّن يستفيد من الغاز العِراقي، خاصَّةً وأَنَّ شركة [توتال] الفرنسية العِملاقة تُعَدُّ واحدةً من أَكبر الشَّركات العالميَّة المُتخصِّصة...
- العراق يبحث عمَّن يستثمر فيهِ فهو بحاجةٍ إِلى [٢٣٣] مليار دولار للبدءِ بالتَّنميةِ الحقيقيَّةِ المُستدامة حسبَ آخِر تقريرٍ صدرَ عن البنك الدَّولي بهذا الشأن.
- من جانبِها فإِنَّ فرنسا على أَتمِّ الإِستعداد لمُشاركةِ طمُوح العراق هذا، ولذلكَ رعى الرَّئيس الفرنسي في [٢٠٢٢/١٢/٢٠] المُنصرم مُؤتمر [بغداد ٢] المُنعقد في الأُردن، لإِظهار إِلتزاماً فرنسيّاً قويّاً تجاه العراق.
- ولا ننسى فإِنَّ بينَ باريس وبغداد عِلاقات خاصَّة على مُختلفِ الأَصعدة، منذُ سبعينيَّات القرن الماضي ولحدِّ الآن على الرَّغمِ من كُلِّ الظُّروف التي مرَّت بالعراق والمنطقة والتي تسبَّبت بها سِياسات الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين، والتي أَوقفت الحضُور الفرنسي في العراق مُدَّة ليعودَ بشَكلٍ ملحوظٍ مرَّةً أُخرى خاصَّةً فترة الحرب على الإِرهاب.
- واليَوم إِذ تُبدي حكومة السيِّد السُّوداني استعدادها لمُساعدة أُوربا على تجاوزِ أَزمة الطَّاقة والغاز على وجهِ التَّحديد بسببِ الحربِ في أُوكرانيا، فإِنَّ من الطَّبيعي جدّاً أَن تتلقَّف باريس هذا الإِستعداد لتكونَ ممَّن يستفيد من الغاز العِراقي، خاصَّةً وأَنَّ شركة [توتال] الفرنسية العِملاقة [الأُولى عالميّاً في العائِدات عام ٢٠٢٢ المُنصرم] تُعَدُّ واحدةً من أَكبر الشَّركات العالميَّة المُتخصِّصة في مجالِ الغازِ تحديداً والبترُول بشكلٍ عامٍّ، فهي التي رعت مثلاً إِتِّفاق ترسيم الحدُود بين لبنان و [إِسرائيل] وما يتعلَّق بالخلافِ على آبارِ البترُول والغاز بين الطَّرفَين، فهي الآن مسؤُولة عن الإِستثمار وتقسيمِ العائِدات بين لبنان و [إِسرائيل].
كذلكَ فهي المُشرفة على مشرُوع أُنبوب الغاز المار من إِقليم كُردستان إِلى أُوروبا مُروراً بالأَراضي التركيَّة.
- السُّوداني يسعى خلالَ زيارتهِ الحاليَّة إِلى إِتمامِ الصَّفقة المُتلكِّئة مع [توتال] والتي تُقدَّر قيمتها [٢٧] مليار دولار، وهي الصَّفقة التي ظلَّت مُتعثِّرة لأَسبابٍ عدَّة على مدى السَّنوات الأَخيرة.
- تأسيساً على كُلِّ ذلكَ يُمكِنُ القَول أَنَّ تبادُلاً كبيراً وواسِعاً للمنافعِ والمصالحِ بين بغداد وباريس قيدَ الإِنجاز إِذا أَحسنت بغداد إِقتناص الفُرصة المُهمَّة لتحقيقِ التَّنميةِ المُستدامةِ.
واقتِناصها يتطلَّب بيئةً سياسيَّةً وأَمنيَّةً مُستقرَّةً وكذلكَ تشريعات وقوانين وقرارات دَولة تُسهِّل عمليَّة بِناء الشَّراكات الإِقتصاديَّة والماليَّة وفي مجال الطَّاقة عِبرَ العالَم، ومِنها ورُبَّما على رأسِها فرنسا.
- للأَسف الشَّديد فإِنَّ البيئة السياسيَّة المُستقرَّة مفقودة لحدِّ هذهِ اللَّحظة بسببِ تنامي الخِلافات الحزبيَّة والفِئويَّة بين مُختلف قُوى السُّلطة، كان آخرها اليَوم عندما أَبطلت المحكمة الإِتحاديَّة قرارات الحكُومة المُتعلِّقة بتسليمِ الأَموالِ إِلى الإِقليم، والتي وصفَها السيِّد مسعود البارزاني بالمشبُوهة فشبَّه المحكمة الإِتحاديَّة بمحكمةِ الثَّورة سيِّئة الصيت زمن نظام الطَّاغية، ما يُنذِرُ بتصعيدِ سياسيٍّ جديدٍ بين بغداد وأَربيل وتفكيك التَّحالُف السِّياسي القائِم الدَّاعِم للحكُومةِ الحاليَّةِ.
اضف تعليق