مُهمّة ربما ستكون مليئة بالتحديات للحكومة الحالية في إثبات حُسن نواياها لإسترداد تلك الأموال إلى خزينة الشعب خصوصاً مع وجود لصوص بَرِعوا في نهب مُبرمج وسرقة مُتكاملة المعالم. أيُّها السُرّاق واللصوص إطمئنوا الجحيم يتّسع للجميع والأمر لايستحق كل هذه المُنافسة الشرسة على من سيكون الأسوأ فيكم...
وكأنه عندما كان يصرخ ويتحدث في الفضائيات ويصيح "إطمئنوا" كان يُدرك أن مسيرة حُكمه التي ستدوم لأكثر من عامين ستكون مليئة بِكُل أنواع وألوان الفساد وستُغرِق البلد في وحل النهب والإنقضاض على ماتبقّى من المال العام.
كان يعلم رئيس الحكومة السابق مصطفى الكاظمي أنَّ في عهده سيشهد العراق أكبر عناوين السرقات وأبشع جرائم نهب المال العام، لذلك كان يصيح "إطمئنوا... إطمئنوا".
لا أدري من أين يأتي البعض بذلك التفاؤل الممزوج بشعور الرِضا وهو يتحدث عن ضرورة مُحاسبة من أفسد من أركان حكومة الكاظمي وناهبيها ولايعلم هذا البعض أن رئيس الحكومة السابق ومنذ بداية إستلامه للسُلطة عَمِلَ على تحقيق أمر غاية في الأهمية فات على الذين جاءوا به إلى السُلطة أن يُفكّروا فيه وهو قيامه بجمع ملفات الإدانة وقضايا الفساد للأصدقاء قبل الأعداء والإحتفاظ بهذه الملفات في خزنته السرّية ليوم العُسرة، ذلك الوقت الذي ستُكشف عورات حكومته عندها سيكون الكاظمي قد أخرج ملفات الفساد التي يحتفظ بها لِيُشهرها بوجوه الذين يُريدون مُحاسبته أو مُحاكمته.
"إطمئنوا.. إطمئنوا" كلمات كان الشهيد الحيّ يُخاطب بها العراقيين ليُخبرهم أن سنين حُكمه العِجاف ستكون كافية لِتجويع الشعب وإذلاله وأيام كفيلة بأن يرى العراقيون بِأُم عينهم المليارات المنهوبة وهي تتطاير وتتناثر في الهواء من أيادي السُرّاق والنهّاب، بينما يعيش المواطن العراقي أصعب أيام زمانه بعد القرار الأسود برفع الدولار مُقابل الدينار.
أعتقد جازماً أنَّ لا أحد سيجرؤ على مُحاكمة أو حتى مُحاسبة الرأس المُدبّر لأنه مُطمئن عند مثوله أمام القضاء سيكشف الكثير من ملفات الفساد لِمن تستّر عليهم من سابقين وحاليين.
"إطمئنوا لن تُحاكمني أي سُلطة"، هكذا كان يقصد الكاظمي لأنه مُتأكد مما يقول.
تُرى ماذا سيكون مصير العراق لو إستمرت حكومته بالحُكم لسنوات أخرى؟ بالتأكيد إن الجواب لايحتاج إلى مُتفيقه في أنَّ العراق كان سيُباع بالتفصيخ أو حتى بالتقسيط على يد كل من يُزايد عليه.
هل ستكون مُهمة محمد شياع السوداني رئيس الحكومة شاقّة في مُكافحة الفساد؟ نعم هي صعبة توجب عليه أن يستّرد ذلك المال المنهوب الضائع الذي تشتّت بين الأمصار والبُلدان بفعل مُرتزقة سُلطة إنقضّت على العراق وخيراته كالإنقضاض على الفريسة.
مُهمّة ربما ستكون مليئة بالتحديات للحكومة الحالية في إثبات حُسن نواياها لإسترداد تلك الأموال إلى خزينة الشعب خصوصاً مع وجود لصوص بَرِعوا في نهب مُبرمج وسرقة مُتكاملة المعالم.
أيُّها السُرّاق واللصوص "إطمئنوا الجحيم يتّسع للجميع والأمر لايستحق كل هذه المُنافسة الشرسة على من سيكون الأسوأ فيكم" كما يقول (دوستويفسكي).
إطمئنوا... فالشعب لابد أن يقول كلمته لكم مهما طال وقتها وزمنها، فالزنزانة لن تمتلئ لأنها تتّسع لكم جميعاً.
اضف تعليق