نأمل من رئيس الوزراء المكلف ان يقدم حكومة خدمة وطنية تضم نخبا يشهد لهم بالكفاءة والنزاهة والباع الطويل في ميدان اختصاصهم، وان تترك له احزاب السلطة والمكونات المجال الواسع والاحقية في الاختيار وان لا تفرض عليه أسماء محددة ومعينة مسبقا، لان هذه الطريقة اثبتت فشلها سابقا...
منذ انتخاب رئيس الجمهورية قبل اكثر من اسبوع وتكليف السيد محمد شياع السوداني لتشكيل الحكومة التي اعلن انها ائتلافية ستضم جميع القوى الفائزة من مختلف المكونات… والسؤال الذي يدور: ما الفرق بين المحاصصة والمشاركة؟.
المحاصصة في المفهوم السياسي العراقي تعرف بانها: المشاركة في الحكومة وفق حصة معينة من المناصب السيادية والوزارية يرتكز على الثقلين – المكوناتي والرقم الانتخابي، وتمتاز بانها تهمش اي طرف لا يتفق على معيار التوزيع والتقسيم.
بينما تعرف المشاركة بانها: مساهمة الكيان في الحكومة والبرلمان كليهما او في البرلمان فقط، فأدواره متعددة في الحكم والمعارضة، وتمتاز بتبادل الادوار والمساهمة الواسعة على اساس الثقل الانتخابي لا المكوناتي ولا تعتمد المحاصصة معيارا لتقاسم السلطة بل تسمح بمساهمة كافة القوى في تشكيل الحكومة حتى من كان خارج البرلمان، معيارها الاساس تقديم الكفوء والنزيه لتبوأ المناصب العامة بعيدا عن خلفيته السياسية والصرامة في الرقابة البرلمانية على الحكومة بعيدا عن المجاملة والاتفاقات الجانبية.
وبينما تؤدي الاولى الى اندلاع الصراع بين قوى السلطة والقوى الاخرى من داخل البرلمان وخارجه لأنها دائماً ما تفشل بالنهوض بأعباء السلطة والحكم، تنجح الثانية حكومة المشاركة في بناء الوطن وتقديم الخدمة للمواطن لأنها لا تهمش ولا تقصي طرفا بل تجمع الكل تحت مظلة المصلحة الوطنية العليا.
واذا كان العراق قد عانى طيلة السنوات الماضية من حكومة المحاصصة التي تقدم فيها الاحزاب المشاركة المرشح الذي يخدم مصالحها دون النظر الى خلفيته المهنية والعلمية وكفاءته ونزاهته ما أدى الى تدهور الاوضاع الخدمية والمعيشية على كافة الصعد، فإننا نأمل من رئيس الوزراء المكلف ان يقدم حكومة خدمة وطنية تضم نخبا يشهد لهم بالكفاءة والنزاهة والباع الطويل في ميدان اختصاصهم، وان تترك له احزاب السلطة والمكونات المجال الواسع والاحقية في الاختيار وان لا تفرض عليه أسماء محددة ومعينة مسبقا، لان هذه الطريقة اثبتت فشلها سابقا ونتمنى ان لا تعاد نفس التجربة مع السيد السوداني.
اضف تعليق