q

ربما يكون "اوباما" الرابح الاكبر في اخر حدثين مهمين، يمكن ان تعزز جهود الولايات المتحدة الامريكية في مكافحة تنظيم "داعش"، الاول: عندما انجر الاتفاق النووي مع ايران، والثاني: دخول تركيا رسميا في موكب محاربة "داعش"، لانهما (ايران وتركيا) القوى الاقليمية الاهم (بالنسبة له) التي كان يحاول اقناعهما في خوض ضمار الحرب ضد داعش... بشرط ان لا تغرد خارج السرب الامريكي.

نقول اوباما هو الرابح وليس الولايات المتحدة الامريكية... خصوصا فيما يتعلق بإيران، كانت من بنات افكاره، وعارضه في ذلك الكثيرون، من داخل المؤسسة السياسية والامنية والعسكرية للولايات المتحدة الامريكية، اما تركيا، فيبدو ان سياسية "النفس الطويل" للرئيس الامريكي جاءت بثمارها... ولو بعد حين.

اوباما الذي وصف قبل اشهر قليلة من ابرام الاتفاق النووي مع ايران، بالضعيف والمتردد، استخدم اسلوبا غير تقليدي في ادارة الازمات في الشرق الاوسط (والعالم)، ربما اعتمد على:

- التوقف عن ارسال الجيوش الامريكية كلما هبت عاصفة خليجية او صحراوية، وانما الاعتماد على اسلوب "القيادة من الخلف".

- كسب الاعداء والتفاوض مع الخصوم لإنهاء الملفات العالقة.

- توسيع رقعة الشراكات والتحالفات الجديدة التي لم تعد تقتصر على الحلفاء "التقليديين" في المنطقة.

مسألة تركيا قد حسمت... انجيرليك فتحت امام الطائرات الامريكية، وتركيا باشرت بضرب داعش، اما التفاصيل فيمكن حلها عبر المفاوضات التي ارتفعت وتيرتها في الآونة الاخيرة حول المنطقة العازلة والجهات التي ستتلقى الدعم على الارض في مقاتلة المتطرفين واكراد سوريا ونظام الاسد، المهم ان تركيا وافقت على "الشراكة الامريكية" من دون شروط مسبقة كما كان الحال قبل الاعتداءات التي اصابت تركيا مؤخرا... وهنا بيت القصيد.

اما ايران... الشريك الجديد المحتمل للولايات المتحدة الامريكية في مكافحة الارهاب والتطرف في المنطقة، فيبدو ان الترتيبات والرسائل واللقاءات ستمهد لعمل ما يمكن من احتواء تمدد "داعش" في العراق وسوريا... التي طالما تحدث عنها اوباما وهو يعلن خطة "الصبر الاستراتيجي"... من دون ان يلتفت اليه الكثيرون ممن كانوا يتابعون استعراض رسم "نتنياهو" لقنبلته النووية الشهيرة، او الهرج "السعودي" من كارثة قادمة ستحل في المنطقة بعد الاتفاق النووي.

اوباما كان يملك الكثير من الوقت... ليلعب بأوراق يعتقد بانها الاوراق الرابحة ضد داعش... "ايران" و"تركيا" لمواجهة "داعش" في "سوريا" و"العراق"... الولايات المتحدة الامريكية لن تخسر الكثير... بل كسبت حلفاء سيقومون بالمهمة، لكن بمساعدتها وتوجيهها في نهاية الامر.

بالمقابل... الولايات المتحدة كانت لتخسر الكثير لو لم تضمن تركيا... او تتقف مع ايران، لأنها ستصول بمفردها في حلبة الشرق الاوسط مع عدم وجود شريك حقيقي يمكن الاعتماد عليه مثلما سيفعل اوباما.

الخطة كانت بسيطة، لكنها فعالة، نجاح يمكن ان يركن اليه الرئيس الامريكي فيما بقي من ولايته الاخيرة... فايران ستدخل في نهاية المطاف الى الحرب ضد التطرف... من الواجهة الامريكية، اما كيف سيتم الامر؟.. الجواب كما تم في المفاوضات النووية التي كانت شبه مستحيلة.

اضف تعليق