أتعجب كثيرا من ضلالة وتجهيل الوعي الجمعي للعراقيين بعنوان ان الولايات المتحدة الأمريكية قد احتلت العراق بلا اتفاق مع احزاب المعارضة العراقية في لندن برعاية زلماي خليل زادة ثم مجلس حكم بول بريمر كمشرف على (محو العراق) واستبدال مجتمعه بمنهج الحرب الناعمة، ولكل من امراء الطوائف السياسية...
أتعجب كثيرا من ضلالة وتجهيل الوعي الجمعي للعراقيين بعنوان ان الولايات المتحدة الأمريكية قد احتلت العراق بلا اتفاق مع احزاب المعارضة العراقية في لندن برعاية زلماي خليل زادة ثم مجلس حكم بول بريمر كمشرف على (محو العراق) واستبدال مجتمعه بمنهج الحرب الناعمة، ولكل من امراء الطوائف السياسية بمفهومي البيعة والتقليد له دوره في هذا المشروع.
في المقابل هناك من يتبنى خطاب المقاومة لمحاربة المشروع الأمريكي في العراق، ولكنهم يضعون رجلا في القطار الأمريكي لعملية سياسية تتغانم مفاسد المحاصصة بشتى العناوين المقدسة فيما تندس دنياهم بمفاسد المال العام!
من ضد من؟؟ هل المستقبل ضد الحاضر والماضي ام ان هناك الكثير من الحلول المفترض ان تكون لبناء دولة مدنية عصرية تغادر نظام مفاسد المحاصصة ام ان الانشغال بعناوين براقة كفعاليات لترويج عمليات المقاومة عاطفيا من دون حسابات الربح والخسارة، لأن من يريد دعم او العمل مع المقاومة الإسلامية وهو حق له مشروعية شرعية وضمن القانون الدولي، عليه معارضة العملية السياسية برمتها كونها من صناعة الدبابة الأمريكية.
اما ان تكون مع العملية السياسية ضمن المنهج الأمريكي واتفاق لندن ثم ما حصل في مجلس الحكم، فهذا الموضوع يحتاج الى توقف وتحليل لأن النتائج مما يمكن طرحه ضمن افعال ميدانية تتضارب ما بين منهج المشروع الأمريكي للشراكة الاستراتيجية مع العراق، مقابل منهج مغاير يحمل عنوان المقاومة، والسؤال المطلوب مناقشته.
هل كل العراقيين ضمن اتفاق لندن ثم مجلس الحكم يوافقون على النزول من القطار الأمريكي وركوب قطار المقاومة لتكون مخرجات العملية السياسية في مجلس النواب ثم البرنامج الحكومي، تطبيقا كليا لمنهج المقاومة الإسلامية ام ان امراء الطوائف السياسية لهم ارجلا في القطار الأمريكي ضمن العملية السياسية من اجل تغانم المال العام وارجلا اخرى في قطار المقاومة الإسلامية يقاتل الأمريكان.
واقع الحال المغيب كليا، ان الدبابة الأمريكية خلقت نموذج العملية السياسية بواقعها اليوم وغدا، وهناك من يرحب بالانتهاء من مشروع محو العراق واللجوء الى الحلقة الأخيرة بتكوين إقاليم جديدة بعناوين واضحة وصريحة ومفهومة، يكون الكرد والسنة عمودين لفرض المشروع الأمريكي في العراق، يلحق بهم من يريد من الشيعة، عندها سينحصر مشروع المقاومة الإسلامية في سياق مشروع خاص وليس عراقيا.
وهنا مكمن الخطر الذي يحول العراق الى تلك الحلول الوقحة التي تجعل القوات المسلحة العراقية ضمن مرحلة ما بعد الانتهاء من الأقاليم امام مواجهة افعال المقاومة الإسلامية باعتبارها خارجة عن القانون العراقي، مثل هذا التشخيص العراقي، يتطلب اولا ان يتفق اهل الدار، ونحن نسير نحو الانتخابات المقبلة، واتفاق اهل الدار وحده، اكرر وحده من يؤدي إلى إخراج المشروع الأمريكي من العراق، فالفعل وردود الأفعال وتصارع القوى السياسية، يقلق عراق الغد المنظور من فتح ابواب الحرب الاهلية بعناوين جديدة.
لذلك النصيحة الاهم والابرز على المقاومة الإسلامية ليس مقاتلة مواقع تتموضع فيها دبابة أمريكية، بل مقاومة المشروع الأمريكي المتفق عليه والمطلوب من اغلب امراء طوائف سياسية عراقية، عندها فقط يتبلور مشروع سياسي مقاوم، له قدرات بناء دولة مقاومة للمشروع الأمريكي .. ولله في خلقه شؤون!
اضف تعليق