الحوار الستراتيجي العراقي الامريكي والتسريبات عن حوار إيراني سعودي في بغداد والتعاون الثلاثي بين العراق ومصر والاردن، وليس ببعيد مفاوضات ٥+١ النووية في فيينا، وزيارة الكاظمي الى واشنطن الشهر المقبل... كل ذلك يدل ان بغداد التي انتقدنا في وقت سابق اهتمامها بالملف الخارجي واهمالها الداخل...
الحوار الستراتيجي العراقي الامريكي والتسريبات عن حوار إيراني سعودي في بغداد والتعاون الثلاثي بين العراق ومصر والاردن، وليس ببعيد مفاوضات ٥+١ النووية في فيينا، وزيارة الكاظمي الى واشنطن الشهر المقبل... كل ذلك يدل ان بغداد التي انتقدنا في وقت سابق اهتمامها بالملف الخارجي واهمالها الداخل؛ ممكن ان تلعب دورا إيجابيا في استقرار المنطقة وإزالة التوترات بين جيرانها بما ينعكس إيجابا على الداخل العراقي عبر الاستقرار الجالب للاستثمار الاجنبي والتعاون البيني في كافة المجالات بين دول الاقليم بدل الحرب والنزاعات.
فهل يمكن لبغداد ان تلعب دورا إيجابيا في المنطقة وهي التي تنوء تحت وطأة الخلافات الداخلية والازمات السياسية والأمنية والاقتصادية والصحية!!!؟؟؟.
لا يخفى ان العراق تمتع بدور ايجابي في تقريب وجهات النظر بين ايران والولايات المتحدة في مفاوضات الملف النووي المبرم عام ٢٠١٥، حتى ان احدى جولات الحوار والاتفاق قبل ابرامه جرت في بغداد عام ٢٠١٣، ولا يخفى أيضاً ان انفتاح العراق على تركيا والسعودية والأردن ومصر وسوريا فتح مجالا كبيرا له للتوسط وتقريب وجهات النظر بين مختلف القوى في المنطقة، حتى ان تسريبات الحوار السعودي الايراني في بغداد اصبحت قريبة للواقع بين محورين كبيرين مختلفين في المنطقة عبر إشارات ظهرت من خارجية كلا البلدين تؤكد بوادر الرغبة بالحوار بدل الخلاف.
لكن، الوسيط يجب ان يتمتع بالحيادية اولا؛ فلا يميل لجانب على حساب الاخر. وان يملك رؤيا للحل ثانيا؛ وثالثا؛ يكون وسيطا ضامنا في حال خرق اي طرف للاتفاق والأخيرة لا تتوفر في العراق بوضعه الحالي.
اما بالنسبة لمفاوضات فيينا والملف النووي الايراني، فانه انطلق في جولته الجديدة بعد وساطة عراقية لدى الجانب الايراني الذي كان وما زال رافضا الحوار قبل رفع كل العقوبات الامريكية المفروضة عليه.
إذن، يمكن ان نؤشر سياسة خارجية عراقية متميزة تقرب وجهات النظر بين دول المنطقة حتى وان كانت تسريبات وتسعى الى الاستقرار والتفاهم، ويمكن ان تجعل من بغداد نقطة ارتكاز مهمة في امن واستقرار الشرق الاوسط لو احسن ساسة العراق استثمار علاقاتهم مع كافة الأطراف من اجل التهدئة لا التصعيد.
لكن يبقى السؤال: كم نحتاج لترميم البيت الداخلي العراقي مثلما نعمل في الملف الخارجي؟ وكم نحتاج من الوقت والجدية لإزالة الخلافات الداخلية وتقريب وجهات النظر بين مختلف المكونات وإدامة الاستقرار الداخلي السياسي والامني والخروج من الازمة الاقتصادية الحالية؟... فهل يعي الساسة الدرس ويعملوا لمصلحة بلدهم مثلما يعملون للآخرين؟ .
اضف تعليق