ينتشر اليوم طرح جارف - خصوصا بين الشباب قليلي التجربة والحكمة - يقول ان الحل في مشاكل العرب مع نظام الخامنئي في ايران يكمن في الهروب الى حكومة نتانياهو في إسرائيل، في هذا الطرح اشكالات كثيرة سأحاول شرحها باختصار، اولا لسنا - نحن العرب والعراقيون بينهم - مجبرين على الاختيار...
ينتشر اليوم طرح جارف - خصوصا بين الشباب قليلي التجربة والحكمة - يقول ان الحل في مشاكل العرب مع نظام الخامنئي في ايران يكمن في الهروب الى حكومة نتانياهو في اسرائيل.
في هذا الطرح اشكالات كثيرة سأحاول شرحها باختصار.
اولا: لسنا - نحن العرب والعراقيون بينهم - مجبرين على الاختيار بين مشروع الخامنئي في الشرق الاوسط ومشروع نتانياهو.
فنحن العرب والعراقيون امة شأننا شأن الفرس واليهود. ولسنا قاصرين لكي ننطوي تحت عباءة مرشد الثورة الاسلامية او رئيس الوزراء الاسرائيلي.
لماذا نهرب من ايران الى اسرائيل؟ لماذا لايكون العرب مستقلين واحرار في دنياهم؟ وفي خياراتهم السياسية؟
ثانيا: ان غضب الشعوب العربية على سياسة نظام الخامنئي في ايران لا يجب ان يعني انه رضا على سياسة نتانياهو في اسرائيل.
فكلا النظامان مجرمان تجاه العرب (وتجاه الايرانيين ايضا في حالة الخامنئي).
ثالثا: لماذا تتوقعون خيرا من نتانياهو؟ متى كان نتانياهو مفيدا لاي عربي؟ ماذا استفادت مصر والاردن من نتانياهو؟
رابعا: الموقف الصحيح تجاه يهود العراق ويهود الدول العربية الاخرى الذين هجروا من بلدانهم وانتهوا في اسرائيل يجب ان يكون دائما مرحبا بهم وبالحوار معهم واقامة الصلات معهم. لكن هذا لا يجب ان ينسحب على حكومة نتانياهو.
فالموقف من يهود العراق وباقي الدول العربية موقف انساني اما نظير ذلك من حكومة نتانياهو فهو موقف سياسي وقانوني.
والامر نفسه ينطبق على يهود العالم بل وحتى اليسار الاسرائيلي.
خامسا: لا احد راغب في الحرب وممانع للسلام من حيث المبدأ. لكن هذا لا يعني مصافحة مجرم مثل نتانياهو وحكومته والتطبيع معه.
سادسا: اصحاب القضية في الصراع مع اسرائيل هم بالاساس الفلسطينيين والسوريين. فان كنا نريد مساعدتهم فلنستمع لهم ولا نزايد عليهم ولا نتكلم باسمهم سواء في الحرب او في السلام.
سابعا: لا مصلحة للعراق في الدخول في حرب مع اسرائيل ولا في توقيع اتفاق سلام معها في ظل نتانياهو. العراق لا يملك حدودا مع اسرائيل ليحاربها برا وهي متفوقة جوا على العراق بفارق كاسح.
والاضرار التي سيعاني منها العراق في التطبيع تفوق منافعه الان. لاننا سنستعدي ايران واذرعها دون ان نحصل على اي شيء يعادل هذه الخسائر.
ثامنا: رغم انه من حق يهود العراق ان يعودوا اليه فان هذا حلم لا يمكن تحقيقه. فلم يبق العراقيون على المسيحيين او اليزيديين فما بالك باليهود؟
اما موضوع تعويض يهود العراق فهذا مقترح غير عملي لان العراق دولة مفلسة ومثقلة بالديون وليس بحاجة لديون وتعويضات اخرى.
تاسعا: وهي النقطة الاهم. ليست مشكلة العراق مع من يتحالف. فالعراق خلال ال40 سنة الماضية كان ولا زال دولة فاشلة رغم انه تحالف مع الاتحاد السوفييتي ثم تحالف مع امريكا ثم مع ايران. وفي نفس الفترة فقد عادى ايران ثم امريكا.
لكن هذه التحالفات والعداوات ليست مربط الفرس. العقدة هي في من يحكم العراق وكيف؟ فقد حكمنا بدوي جاهل باسم الديكتاتورية والبعث و دمر العراق ل23 سنة. ثم حكمتنا شلة من الفاسدين والفاشلين باسم الديموقراطية والاسلام ل 17 سنة ودمروا العراق ايضا.
فلو افترضنا ان العراق بحكومته الحالية اقام سلاما مع اسرائيل , فمالذي سيتغير؟ هل تتوقعون ان نتانياهو سيرسل الجيش الاسرائيلي ليحارب الميليشيات او انه سيحارب الفساد في العراق او انه سيرسل للعراق (هبات) بمليارات الدولارات ليحل ازمة افلاس العراق؟
كما قلت سابقا وكما اردد دوما حل مشاكل العراق لن يأتي من واشنطن او طهران ولن يأتي ايضا من تل ابيب. الحل في بغداد وبيد العراقيين لا غيرهم.
اضف تعليق