q
لا أتحدث عن تكافؤ الفرص ولا عن قدرات المفاوضين فهذا موضوع ستبرز وقائعه خلال مسيرة المفاوضات بل أتحدث عن الرؤية الاستراتيجية العراقية في فهم الآخر اقليميا ودوليا لكي يقوم أمهر مفاوض عراقي بالتمسك بها على طاولة المفاوضات المقبلة، الحقيقة أنها مجرد استمرار لعواطف مفرطة...

انتشى وتفاخر الكثير من المدونين العراقيين وربما العرب والاسلاميين بما يحصل اليوم في الولايات المتحدة الأمريكية من أحداث عنف فيما تصدر كبار المثقفين في تصريحاتهم استحضار الكتب الأمريكية التي تنتقد واقع الولايات المتحدة وتفترض الحلول الناجعة وفق معايير استراتيجية وطنية أمريكية واضحة ومحترفة، فما يقرأ هؤلاء المثقفون العراقيون مثل هذه الكتابات بكونها مسامير تدق في نعش السقوط الأمريكي!

نعم كثرة مساوئ الولايات المتحدة الأمريكية جعلت العالم النامي أمام نموذجين متطرفين اما النموذج الأبيض الذي يحول العقول إلى خيال كابوي أمريكي في مناطق لا يمكن أن تكون ثقافاتها مناسبة لمثل هذه الخيال الفج أو النموذج الاسود الذي يثير غبار الأرض بطريقة تستحضر مفردات اللعنة واعتبار كل ما حصل ويحصل من اثام ربما يقترفها بكلتا يديه ولكنه يقوم برمي اثقالها على العنجهية الأمريكية الظالمة!

عراقيا كيف يمكن قياس كلا النموذجين؟؟

لست بصدد مجادلة الحقائق لكن الاكيد أن اكراد العراق أكثر من فهم لعبة الشطرنج الاقليمية والدولية، واليات التنفيذ المتدرج ما بين اللعب مع الكبار وتسويق المثالب أمام الراي العام الكردستاني في الاقليم الكردي.

مثل هذا النجاح تطلب وجود عدة مستويات من العمل نجح الخبراء الامريكان الذين يقدمون النصح والارشاد لحكومة الاقليم بتوافق الرؤية لظهور دولة كردستان والعمل على تشكيل الوعي الجمعي المحلي والاقليمي والدولي به، فيما فشلت بقية الاحزاب من التعامل مع هذه السياقات في العمل السياسي وتنمية رأس المال السياسي واكتفيت بالمفهوم الولائي.. مرة لأسباب عقائدية مغلفة لمن يدفع اكثر واخرى بترويج عاطفي ربما يصل حد الغباء السياسي فقط لاثبات الذات الولائية للغير من دون النظر في المصلحة الحزبية على أقل تقدير أمام جمهور الناخبين وهذا ما حصل ويحصل في أغلب مناطق العراق اليوم.

ما يعني ذلك والدولة تخوض مفاوضات استراتيحية مع واشنطن؟

لا أتحدث عن تكافؤ الفرص ولا عن قدرات المفاوضين فهذا موضوع ستبرز وقائعه خلال مسيرة المفاوضات بل أتحدث عن الرؤية الاستراتيجية العراقية في فهم الآخر اقليميا ودوليا لكي يقوم امهر مفاوض عراقي بالتمسك بها على طاولة المفاوضات المقبلة، الحقيقة أنها مجرد استمرار لعواطف مفرطة بالضد من الولايات المتحدة الأمريكية أو بذات الافراط العاطفي معها من دون وجود لرؤية عراقية قائمة على هوية مصالح وطنية جامعة شاملة.

لذلك اعتقد ان المفاوض الأمريكي يمتلك رؤية جاهزة للحوار الاستراتيجي المنتظر فيما لا يمتلك المفاوض العراقي غير حدود مرسومة بدقة للعناية بكل اطراف المناوئة للولايات المتحدة الأمريكية أو تلك التي تناصرها وهذا ما سيكون أصعب مفردات صياغة العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.

أتمنى أن تبادر لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب ومجلس السلم والتضامن العراقي اضافة إلى كليات العلوم السياسية والمنظمات والاتحادات الحقوقية آلى التصدي المباشر والصريح بامكانية التفاوض على رؤية عراقية بامتياز لهذه الشراكة الاستراتيجية .. ولله في خلقه شؤون!.

..........................................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق