الاعلان عن تكليف محمد توفيق علاوي رئيسا للوزراء من قبل رئيس الجمهورية برهم صالح لم يخمد فتيل الاحتجاجات المندلعة في بعض المدن العراقية في ظل مؤشرات على غياب الثقة بين الشارع والكتل السياسية، رسائل رد صريحة ومباشرة من الحراك لتكليف علاوي، عزز من تجدد الصدامات...
الاعلان عن تكليف محمد توفيق علاوي رئيسا للوزراء من قبل رئيس الجمهورية برهم صالح لم يخمد فتيل الاحتجاجات المندلعة في بعض المدن العراقية في ظل مؤشرات على غياب الثقة بين الشارع والكتل السياسية.
رسائل رد صريحة ومباشرة من الحراك لتكليف علاوي، اذ لم تخلو المظاهرات في اليومين المنصرمين من صدامات بين القوات الامنية والمتظاهرين أنفسهم، الوضع بعد التكليف ازداد سوءا ولم يقترب من الحل الناجع.
بينما لم يتوقف علاوي عن مغازلة المتظاهرين وجس نبض المعارضين لتكليفه، حيث وجه رسالة جديدة تؤكد استعداده لتلبية مطالبهم المشروعة، فضلا عن عزمه لاختيار حكومة كفاءات وتقديم المجرمين بحق المتظاهرين للقضاء باقرب وقت ممكن.
الحراك الشعبي يحدث في جميع البلدان وليس غريب، ولكن الغرابة هي بحالة الصدام التي حدثت بين انصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وغيرهم من المتظاهرين السلميين في الساحات.
مشاحنات ومواجهات بين انصار السيد مقتدى الصدر على خلفية تأيدهم لترشيح علاوي وآخرون رافضين، ما فسح المجال للانقسام ليكون المسيطر على الموقف في ساحات الاحتجاج في بعض المحافظات.
هذه المواجهات يمكن ان نعدها مدفوعة الثمن من قبل المحركين لها، فالصدر ربما يكون نزوله للشارع مقابل حصوله على امتيازات كثيرة في الكابينة الحكومية التي من المفترض ان يتم الاعلان عنها في غضون شهر من تاريخ التكليف.
في ذات الاطار وتدعيم لما تقدم فان انسحاب انصار الصدر المفاجئ من ساحات الاحتجاج، ومن ثم الدعوة لانتظام الدوام في المدارس والدوائر الحكومية في عموم المحافظات المنتفضة، وتكللت هذه الجهود بنزول اصحاب القبعات الزرقاء للسيطرة على اهم الاماكن التي اتخذها المعتصمون مقرا لهم، كالمطعم التركي وساحة الصدرين في النجف الاشرف ....الخ.
في الجهة الاخرى يدفع المتظاهرين السلميين الثمن نتيجة وحدتهم وسعيهم الحفاظ على رباطة جأشهم لحين تحقيق الاصلاحات، والمساهمة في بناء عراق حر قوي، له تأثيره في المجتمع الاقليمي والدولي، وما يقدموه هو ثمن حبهم لوطنهم.
علاوي يقدم الوعود والعهود والاحتجاجيين يؤكد عن الاحتجاج لن يعودون لمنازلهم، اذ لايزال المشهد مضطرب والخطير بالامر هو، عدم وضوح ماذا سيحدث في الساعات القادمة.
ويبقى اللافت بالامر هو صمت القيادات السياسية المؤثرة بالمشهد السياسي العراقي عما يدور من احداث متسارعة في الشارع، فهل يعقل ان تبقى الزعامات متخفية خلف صمتها؟، ولم تدلي بدلوها لتهدئة الاوضاع وحقن الدماء التي تراع بشكل يومي من الطرفين.
نزول اصحاب القبعات الزرقاء في الساحات بتوجيه من قبل الصدر يوضح ان الهدف الرئيس من ذلك هو لاعطاء الشرعية لتكليف علاوي، لا سيما وانهم حملوا شعارات مؤيدة لعلاوي في محاولة لتمرير فكرة بان رئيس الحكومة الجديد يحظى بقبول شعبي، بعد ان تم طرد الرافضين لقرار صالح بشتى الاساليب.
الصدر يدرك جيدا ان ارتفاع وتيرة الاحتجاجات ضد تكليف علاوي ربما يكون عامل التأثير الرئيس لعدم نيل حكومته الجديدة الثقة من قبل الاحزاب المشاركة بالعملية السياسية منذ سنين، ذلك بسبب استمرار النقمة الشعبية وعدم القدرة على امتصاصها عبر الاساليب التقليدية.
ربما في الاوقات القادمة ستكون هنالك انفراجة في الموقف، نتيجة دخول قادة الاجهزة الامنية في المحافظات التي تشهد صدامات بين الطرفين ومنعهم من تمادي اتباع الصدر في تأجيج الحالة والابتعاد عن السلمية التي ينشدها اصحاب العقلاء من كلا الجانبين.
اضف تعليق