دائما ما يصل لهيب نار المراشقات السياسية الى الشعوب، فنرى القطريين اليوم يعانون ولو بشكل غير مباشر من عنجهية النظام السعودي وما وضعه من شروط من اجل اعادة قطر الانضمام الى الحضن العربي الذي هجرته منذ ما يقرب من الثلاث سنين، تتبحج السعودية من اتباعها هذا النهج...
لم يعد البيت العتيق بيت للعبادة فحسب بل اصبح جزا من المناكفات السياسية التي تحدث بين دول العالم الاسلامي في المنطقة، السعودية تضع العراقيل بوجه الحجاج والمعتمرين القطريين، بينما تنفي السعودية تلك الادعاءات وتضعها في خانة الافتراء والتجني.
الدوحة لم تقف عن المطالبة بإزالة جميع الحواجز الموضوعة امام مواطنيها الراغبين في زيارةِ البقاع المقدسة، ومن على رأس تلك المطالب فتح المنافذ البرية والجوية أمام القطريين المتوجهين لبيت الله الحرام.
قابل ذلك قيام السعودية بفتح منصة الكترونية خاصة بالحجاج القطريين وهو ما اعتبرته قطر غير كاف او غير مناسب، وهو ما يفسر عدم جدية الجانب السعودي في استقبال الحجاج والمعتمرين، داعية الى عدم اقحام الخلاف السياسي في المسائل العبادية.
من حق اي دولة ان يكون لها خلصة لتنظيم امور حجاجها فلم تستبعد قطر التي ترى ان الاجراء السليم هو اعادة افتتاح بعثتها في الديار المقدسة ليستطيع القطريين من ممارسة حجهم وعمرتهم دون اجراءات مشددة او غير محببة، لاسيما وان العديد من الحجاج قد تعرضوا للمضايقات من السلطات السعودية.
لم يصمت الجانب السعودي حيال اصابع الاتهام الموجهة اليه ونفى تلك الاتهامات عبر تصريحات لمسؤولين كبار في المملكة نصت على ان الحجاج القطريين مرحب بهم ولهم استثناءات خاصة، من ضمنها الذهاب عبر معبر سلوى البري او الذهاب عبر مطار الملك فهد بالدمام او مطار الاحساء.
في ظل وجود خلاف سياسي بين قطر والسعودية هل سيمنع هذا الخلاف من اعادة تواجد هيئة الحج القطرية وان يكون لها تمثيل في البقاع المقدسة؟.
دائما ما يصل لهيب نار المراشقات السياسية الى الشعوب، فنرى القطريين اليوم يعانون ولو بشكل غير مباشر من عنجهية النظام السعودي وما وضعه من شروط من اجل اعادة قطر الانضمام الى الحضن العربي الذي هجرته منذ ما يقرب من الثلاث سنين.
تتبحج السعودية من اتباعها هذا النهج، ذلك لدور دور قطر في المنطقة الذي اخذ يتزايد لاسيما في تقوية اواصر علاقاتها مع تركيا ذات الصبغة المذهبية الاخوانية.
عودة بنكهة رياضية
الاندية الرياضية القطرية تقدم الى السعودية للمشاركة في بعض البطولات المقامة على ارضها، وهذا يدفعنا الى تساؤل التالي، هل قدوم قطر نابع من خوفها من الاتحادات الدولية بمعاقبتها جراء عدم المشاركة؟، اذ كانت الاجابة بلا، وعدم دقة تلك التحليلات، فمالذي يجعل من قطر تتمسك بملف الحجاج وقد يكون جزء من ورقة قطرية لتعزيز كفتها في الخلاف السياسي بين البلدين؟.
غياب الجهات الدولية التي من الممكن ان تعاقب السعودية ربما يجعلها تضيق على الحجاج القطرين وهذا الامر لا ينطبق على الجانب الرياضي لاسيما في ظل وجود اتحادات من شأنها ان توجه الانذار والعقوبات في حال عدم المشاركة او الاخلال في تنظيم البطولات.
من المتسبب
المواطن القطري بات اليوم وبفعل تمسك النظامين بوجهة نظرهما يعاني العديد من التشديد بدءً من اجراءات الحصول على التأشيرة ومرورا بكيفية دخوله الديار المقدسة وانتهاء باقامتهم في مكة والمدينة المنورة.
السعودية استغلت الحج والعمرة للضغط على السلطات القطرية من اجل تصحيح مسارها السياسي الذي تراه لا يسنجم ورؤيتها التي تريد تطبيقها في المنطقة.
وقد يكون اللون المذهبي الذي تتعبه قطر وهو المذهب الاخواني هو المتسبب الاكبر في الحاق الاذى بالحاج والمعتمر القطري، السعودية حاربت وتحارب بما اوتيت من قوة لمواجهة الفكر الاخواني الذي تعتبره متطرفا خارجا عن التعاليم الاسلامية واقرب منه الى الارهاب، وربما يعتبر هذا السبب هو الشرارة التي اشعلت فتيل الحرب الكلامية وحرب المواقف بين الجانبين.
قطر تراهن
اللجنة الحكومية القطرية لحقوق الإنسان بينت إنها ستشرع في طرح المسألة على منظمة اليونيسكو يأتي هذا بعد إعلان السلطات السعودية هذا الأسبوع ترحيبها بالمعتمرين القطريين القادمين عبر مطاري جدة والمدينة المنورة، معلنة عن فتح موقع إلكتروني لتقديم التصريحات اللازمة بالحج والعمرة.
لماذا تراهن قطر على اليونسكو في ذلك، مكانة تلك المنظمة الاممية هو من يجعل من الحكومة القطرية تملئ يدها من وجود امكانية الجلوس الى طاولة الحوار واعادة الامور الى نصابها، ربما المتابع لمجريات الامور والتحليلات يرى بعض الاجراءات اقدمت عليها قطر في مقدمتها حجب المنصة الالكترونية التي انشاتها السعودية للحجاج القطرين، ومن ثم الذهاب لمنظمة اليونسكو لتقديم الشكاوى ضد السلطات السعودية، هل تريد قطر ان تلعب دور الضحية امام المجتمع الدولي؟.
قبل عام 1995 كان القرار القطري يتخذ في الرياض ومنذ عام 1995 اختلفت لغة قطر الدبلوماسية، واستطاعت ان تتخذ القرارات بصورة مستقلة، ما جعلها تقف الى جانب البلدان الكبرى في المجالات المختلفة وهذا بحد ذاته يغضب الانظمة الحاكمة في بعض الدول العربية.
طالما البلدين جارين فلابد من الوصول الى نقطة التقاء وانهاء الخلافات التي قامت جهات خارجية من تصعيد وتيرتها بين الطرفين الى ان آلت اليه الامور ووصلت لهذا الحد، فمتى ستنتهي هذه التجاذبات ومتى تعود خير امة اخرجت للناس الى قوتها ووحدتها آنذاك؟.
اضف تعليق