تتلاعب حكومة العبادي بأعصاب العراقيين البسطاء وتحملهم مصائبها وأخطاءها المتراكمة التي ترتكبها من حين لآخر في ظل ظروف معقدة تمر بها البلاد وهي تواجه مخاطر الإرهاب وتحديات الإقتصاد، مع إنخفاض أسعار النفط العالمية، وإعلان حال التقشف التي ضربت برؤوس المواطنين العاديين، ولم تضرب برأس سياسي، أو نائب، أو مسؤول، وإقتصرت على الشرائح الأكثر فقرا التي لاتجد وظائف تغنيها، ولاظروف عمل مقنعة تساعد في تحمل تكاليف وأعباء ماتصدره الحكومة من قرارات غير منطقية، وغير قابلة للتطبيق كقرار رفع تسعيرة الكهرباء الوطنية في جميع المحافظات العراقية الخاضعة لسيطرة الحكومة المركزية، بينما إستثنى المحافظات التي تحكمها دولة الخلافة الإسلامية ( الموصل، الأنبار، وصلاح الدين التي مايزال داعش يسيطر على أجزاء منها، ويحاول العودة للمناطق التي خرج منها بقوة السلاح).
المؤكد إن هذا القرار غير محترم على الإطلاق في محافظات إقليم كردستان التي يمكن لرئيس الوزراء، ولوزير الكهرباء في حكومته أن يذهبا إليها في مهمات عمل، أو للسياحة فقط فهي خارجة عن سلطة بغداد.
المحافظات التي تحت السيطرة، وتحت الضغط، وتحت الحصار والقمع في الوسط والجنوب بما فيها العاصمة بغداد طبق فيها القرار، وتقرر أن يكون ملزما ولا هوادة فيه، ولا إستثناء!
ماعلى تلك المحافظات إلا أن تعلن التمرد ورفض هذا القرار غير المسؤول من الحكومة، وتعتمد تسعيرة بسيطة، وأن تمضي بإجراءات تقليدية خاصة وإن الأمل الوحيد الذي يدفعنا للعيش في العراق هو مابقي من كهرباء رغم شحتها، فليس من شيء للأسف يربطنا بهذا البلد سوى العذابات.
لماذا نرفض وجود داعش في مدن الوسط والجنوب مادامت الحكومة تقدم الكهرباء والأموال للمناطق الخاضعة لسيطرة داعش، وبالأمس فقط قال الجنرال أحمد عسيري المتحدث بإسم عاصفة الحزم ضد اليمن ردا على سؤال صحفي عن أسباب قيام الطائرات السعودية بقصف المنشآت المدنية ومحطات توليد الطاقة وتنقية المياه؟ إن سبب القصف يأتي لحرمان الحوثيين الإنقلابيين من الإفادة من مصادر الطاقة في عدوانهم.
نحن نعتقد بضرورة حماية المواطنين في المحافظات المحتلة، أو المحررة كما يسميها البعض وهي بحاجة الى الرعاية والتقدير والاحترام، وأن تقدم لهم الخدمات اللازمة لكن بشروط موضوعية لاتدفع الآخرين في بقية المحافظات ليتذمروا ويحزنوا ويطلقوا العنان لأحزانهم وهم يتحملون ضغط الإرهاب وداعش ويقدمون أولادهم ضحايا العنف والحرب المنظمة.
حسنا فعل أعضاء مجالس بعض المحافظات حين رفضوا قرار حكومة العبادي بزيادة تسعيرة الكهرباء الوطنية لأنهم عبروا بذلك عن إحترام لمواطنيهم ومستقبلهم وكرامتهم.
نحن نريد وزير كهرباء لدولة العراق، لا لدولة الخلافة، أرجو الإنتباه لطفا.
اضف تعليق