خسارة البصرة كانت مضاعفة ومركبة جراء مافعله من ركب موجة التظاهرات السلمية المحقة، وقام بأعمال التخريب والحرق والاعتداءات. كانت الخسارة الأهم هي تشويه الصورة المطلبية المحقة للتظاهرات المشروعة، والتشويش على مطاليب اهلنا في البصرة، وهي خسارة معنوية جسيمة جدا. أما الخسارة المعنوية المادية المركبة المهمة...
علاوة على معاناة أهل جنوب العراق؛ سيما البصرة الفيحاء.. عاصمة العراق الاقتصادية، وأهلها الطيبين من إهمال حكومي وتقصير من المسؤولين أدى الى شحة الخدمات بكل انواعها؛ ما بات يهدد حياة المواطن؛ عدا عن معدلات الفساد والفشل الحكومي الذي بلغ مديات لاتطاق.
أقول: علاوة على ذلك فإن خسارة البصرة كانت مضاعفة ومركبة جراء مافعله من ركب موجة التظاهرات السلمية المحقة، وقام بأعمال التخريب والحرق والاعتداءات.
كانت الخسارة الأهم هي تشويه الصورة المطلبية المحقة للتظاهرات المشروعة، والتشويش على مطاليب اهلنا في البصرة، وهي خسارة معنوية جسيمة جدا.
أما الخسارة المعنوية المادية المركبة المهمة جدا؛ فتتمثل في حصول الفتنة المجتمعية من خلال الاقتتال الذي حصل بين أبناء المجتمع الواحد؛ فالمتظاهرون هم بصريون وطنيون شيعة، وابناء القوات الامنية هم بصريون وطنيون شيعة. وقد بلغت من الطرفين (٩٢) جريحا وشهيدا.
أما الخسائر المادية فقد بلغت (٣١٨) مليار دينار؛ بسبب ماقام به بعض راكبي الموجة والمندسين ومنفذي الاجندات البعثية والسعودية والامريكية من حرق وتخريب واعتداء على الممتلكات العامة والخاصة.
وكل هذه الخسائر تضاف الى معاناة اهلنا الكرام في البصرة.
خلاصة الموقف:
1- أنا مع المظاهرات المطلبية السلمية، وأؤيدها مائة بالمائة؛ لأنها تعبير مشروع عن معاناة العراقيين من نقص الخدمات والإهمال والفشل والفساد، والتي لاتحل إلًا بالضغط على الحكومة والمسؤولين.
2- أدين وبشدة فشل الحكومات المركزية والمحلية، وأطالب بمحاسبتها عاجلاً، كما أدين وبشدة المسؤولين الذين يثبت تقصيرهم وفسادهم، وأطالب بتطبيق العقوبات القانونية بحقهم فوراً. ولم أتردد يوماً في مهاجمة المسؤولين الذين يثبت فسادهم بالأدلة القانونية؛ بمن فيهم أخوة الدرب ورفاق الطريق.
3- أعتقد أن بعض مظاهر الفشل والفساد يشترك فيها المواطن مع الدولة؛ بما في ذلك مايتعلق بالأسعار والنظافة والمظاهر المدنية العامة وتعامل المواطن الموظف مع أخيه المواطن المراجع، وعدم إخلاص العامل في المعمل. ورغم هذا التقصير المتعمد من بعض الموظفين والعاملين؛ فإننا نجد هؤلاء أول المشاركين في التظاهرات، وليتهم يبدأون بالتظاهر ضد انفسهم.
4- أحذر بشدة من المسؤولين الفاسدين الذين يتحدثون عن الفساد بحرقة، ويوزعون الاتهامات يميناً وشمالاً، ومنهم مسؤولون كبار وصغار من خارج الأحزاب الإسلامية هم الأكثر فساداً، ولكنهم الأكثر صراخاً ضد فساد الإسلاميين.
5- لعلي أكثر من انتقد حزب الدعوة الإسلامية بأسلوب منهجي، وسجّل عليه الإشكالات الفكرية والسياسية؛ بعيداً عن التهريج ولغة الخصومة والشخصنة. وأبسط الأمثلة على ذلك كتابي الأخير "جدليات الدعوة" الصادر في 2016، وكذلك مقابلتي قبل شهر واحد في قناة الإتجاه، وغيرهما. ويعرف الجميع أني خارج الحزب منذ عام 2000 (قبل 18 عاماً). ولم أستفد من حزب الدعوة بعد 2003 بأي شيء.. لا تعيين ولا راتب تقاعدي ولا بيت ولا سيارة ولا قطعة أرض، ولا أزال أسكن بيتاً مستأجراً، وأعيش بقلمي وجهدي العلمي. ولذلك فأنا لست مسؤولاً عن تصرفات الدعاة ومواقف حزب الدعوة وفشله أو نجاحه، ولا حزب الدعوة مسؤول عن كلامي ومواقفي؛ لأني لست شريكاً له ولاعلاقة لي بمواقفه، وكل ما يصدر عني هو شأن شخصي صرف.
6- أرفض أسلوب توجيه الإتهام بالفشل والفساد الى جميع المسؤولين؛ فهذا التعميم لايجوز شرعاً وقانوناً وعرفاً؛ لأن هناك مسؤولون مخلصون أكفاء نزيهون كثيرون جداً؛ قدموا للعراق بعد 2003 مالم يقدمه البعثيون القتلة السراق طيلة 35 عاماً من حكمهم المجرم. وجزء من مؤامرات الطائفيين والبعثيين والسعوديين والأمريكان هو أن يقولوا بأن الشيعة لايصلحون للحكم. وهذه كذبة كبيرة صدّقها بعض المغفلين والموتورين؛ لأن فشل الشيعة ليس مطلقاً أو ذاتياً خالصاً؛ بل أن الطائفيين والبعثيين والسعوديين والأمريكان ساهموا بقوة في إفشال التجربة الشيعية؛ عبر موجات الإرهاب الفظيعة، والتخريب السياسي من داخل الدولة، وفرض سياقات سياسية ودستورية وإدارية تعيق عمل الدولة والحكومة.
7- أحذر بشدة من استغلال البعثيين والدواعش ومرتزقة السعودية والسفارة الامريكية التظاهرات المطلبية المحقة، ومايقومون به من تخريب وحرق واعتداءات وحواسم. كما أحذر من الانتهازيين الذين يركبون موجة التظاهرات، ويتصدرون وسائل الإعلام؛ لتحقيق مآرب شخصية ومصالح فئوية. وهؤلاء أخطر من كل الفاسدين في الدولة.
8- إن العنف والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة؛ يؤدي الى ضياع حقوق المتظاهرين، ويجعل الأبرياء منهم في مواجهة القوات الأمنية. كما أنه يفتح الباب للقتال بين العراقيين، أو ما يطلقون عليه القتال الشيعي ـ الشيعي، وهو ماتهدف اليه المؤامرات البعثية الداعشية السعودية الأمريكية ضد أهلنا في الوسط والجنوب.
اضف تعليق