تتمثل بنوع من التفاهم بين قائمة الفتح برئاسة هادي العامري ودولة القانون من جهة، وتحالف النصر برئاسة العبادي من جهة ثانية تتيح تولي العبادي رئاسة الوزارة مع إبقاء قنوات التواصل مع التيار الصدري مفتوحة لتحقيق تفاهمات تخرج العراق من أزمة قاسية سيمر بها قبل الإعلان...
إنتهت الإنتخابات العراقية، وبدأت عملية الترقب قبل أية مفاوضات محتملة لتشكيل حكومة لايبدو أنها سترى النور قريبا. المعسكر الإيراني هزم هزيمة مدوية، وكل ماقامت به طهران في العراق قد يطاح به في أيام بفعل التغيير الدراماتيكي الكبير الذي شهدته العملية السياسية، وصعود قوى غير تقليدية فاعلة ومؤثرة، وتملك حضورا مدويا في الشارع، وهي على غير وفاق مع الجار الإيراني الذي يشتبك على أكثر من صعيد في جبهات صراع مع الولايات المتحدة الأمريكية، وحليفها المباشر المملكة العربية السعودية التي تعلن في مناسبات عدة غضبها من الحضور الإيراني المقلق في المنطقة العربية، والشرق الأوسط عموما.
العبادي زعيم قائمة النصر، ورئيس الوزراء العراقي حقق تقدما لافتا كان منافسوه لايتوقعونه له، لكنهم صدموا بقوة، وعزز صدمتهم الفوز الكبير لسائرون، وهي الكتلة التي تشكلت برعاية من زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر حيث يمكن القول: إن النصر وسائرون يمكن أن يحققوا تقدما كبيرا داخل البرلمان ويشكلوا الحكومة لكن ذلك سيصطدم بالرفض الإيراني، وقوى الحشد الشعبي والفصائل الشيعية القريبة من إيران خاصة وإن التحالف بين النصر وسائرون منفتح على السعودية، وهو مايجعل من التفاهم بين القوى الشيعية صعبا للغاية خلال المرحلة المقبلة.
ولذلك يفكر البعض بطريقة أخرى لإدارة الأزمة الحالية تتمثل بنوع من التفاهم بين قائمة الفتح برئاسة هادي العامري ودولة القانون من جهة، وتحالف النصر برئاسة العبادي من جهة ثانية تتيح تولي العبادي رئاسة الوزارة مع إبقاء قنوات التواصل مع التيار الصدري مفتوحة لتحقيق تفاهمات تخرج العراق من أزمة قاسية سيمر بها قبل الإعلان عن التشكيل الحكومي المقرر في غضون ثلاثة أشهر، وهو مايدفع المراقبين للقول بصعوبة ذلك كنتيجة لما خرجت به الإنتخابات الحالية.
العبادي يمكن أن يكون الرابح مرة ثانية، ويتولى منصب رئيس الوزراء دون أن يخل بالتوازن السياسي الذي تمت به إدارة العملية السياسية ومن خلاله جرى تجاوز أزمات عدة، وهو الأمر الذي قد يلجأ إليه الأفرقاء لتجنب الصدام المحتمل بين القوى والفصائل السياسية التي تتوخى أن تكون في السباق القادم لكنها لاتستطيع التغلب على تحالفاتها السابقة، ونوع ولاءاتها، وعلاقاتها مع أطراف دولية وإقليمية.
لكن مايصعب الأمر هو التنافس الإقليمي الصعب الذي قد ينعكس على واقع الدولة العراقية المرهقة والمحملة بأعباء إقتصادية وسياسية وأمنية، وتحديات تتزايد تبعا لما قد يواجه بغداد من مشاكل على مستويات عدة، خاصة وإن ملفات كبيرة ومعقدة لم تحسم في المحيط المجاور، ولأن الأمور يمكن أن تتعقد أكثر في حال لم يصل المتنافسون المحليون الى صيغة تفاهم، وماقد ينجم عن الصراع الإقليمي الذي يعد العراق ساحة من ساحاته.
اضف تعليق