كيفَ؟! ومَتى؟!

١/ عندما يتغاضى عن تجاربهِ الخاصَّة ويتناسى مُعاناتهِ اليوميَّة فيُعيدُ إِستنساخ نفسِ الوجوهِ الكالحةِ التي لم تجلب الخيرَ للبلادِ!.

٢/ وعندما يُمكِّنُ الفاسدينَ والفاشلينَ مرَّةً أُخرى من نفسهِ! فيستنسخهُم ليبقُوا جاثمينَ على صدرهِ أَربع سنواتٍ أُخرى!.

٣/ وعندما يعمِّمُ الفسادَ والفشل وكأَنَّ في العراق لا يوجدُ غيرهُم ليبِّرر فشلهُ في تحسينِ الاختيارِ أَو إِصرارهِ على الفشلِ في الاختيار! فيحجِمُ عن التَّصدِّي للمسؤُوليَّةِ، بسببِ هذه النَّظرةِ السَّوداء، النَّزيهُ والخبيرُ والمُتمكِّن!.

إِنَّ عزوفَ ما لا يقلُّ عن [٤٠٪؜] من النَّاخبين عن المشاركةِ في الانتخاباتِ هم المسؤُولونَ بشكلٍ مُباشرٍ عن إِستنساخِ الفاسدينَ في كلِّ مرَّةٍ لأَنَّهم لا يُمكِّنون الرَّجل المُناسب ليتبوَّأَ المكان المُناسب!.

بِعزُوفهِم يخذلُونَ النَّزيه وينصرُونَ الفاسدَ!

٤/ وعندما يسمعُ من دونِ أَن يُفكِّر، فيصدِّق كلَّ ما يسمعهُ أو يكذِّب كلَّ ما يسمعهُ بِلا رويَّةٍ أَو إِنصافٍ!.

٥/ وعندما ينظرُ بأُمِّ عينَيهِ للأُمورِ من دونِ أَن يتبصَّرَ وكأَنَّهُ في سكْرةٍ أَو أَحاطتهُ غُمامةً كقِطَعِ الَّليلِ المُظلمِ!.

٦/ وعندما يمرُّ على الدُّروس والعِبر والتَّجارب من دونِ أَن يعتبِر أَو يتَّخِذَ منها درساً لتحسينِ خَياراتهِ وكأَنَّهُ {خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ}!.

٧/ وعندما لا ينتخبُ المرشَّح الذي يُوثقُ بهِ في حمايةِ الدُّستور ويعتمد عَلَيْهِ في إِحقاقِ حقوقهِ الدُّستوريَّة في العيشِ برفاهيَّة وبالحياةِ الحُرَّةِ الكريمةِ.

٨/ وعندما ينتخبُ مَن لا يُعوَّلُ عَلَيْهِ في إِدارةِ البلدِ وخيراتِها ومشاريعِها!.

٩/ وعندما ينتخبُ مَن ثبُتَ بالتَّجربة أَنَّهُ لا يُؤتمَنُ على مالٍ ولا عِرضٍ ولا حُدودٍ ولا سِيادةٍ ولا سُمعةٍ!.

عندما ينتخبُ الرَّخيص التَّافه الذي يُصلح دُنياهُ بمحقِ آخرتهِ! ويُصلحُ نَفْسَهُ على حسابِ خرابِ البَلد والنَّاخب! ويُعظِمُ من شأنهِ ويُرخِصُ من شأنِ النَّاس! ويُعظِمُ حقوقهُ ولا يلتزم بواجباتهِ ويُرخِصُ حقوقَ النَّاسِ ويُعظِمُ من واجباتهِم!.

١٠/ وعندما ينتخبُ مُرشَّحاً أَثبتت التَّجرِبة أَنَّهُ كان {كَالْبَهِيمَةِ الْمَرْبُوطَةِ هَمُّهَا عَلَفُهَا} أَو {الْمُرْسَلَةِ شُغُلُهَا تَقَمُّمُهَا تَكْتَرِشُ مِنْ أَعْلَافِهَا وَتَلْهُو عَمَّا يُرَادُ بِهَا}.

سيُثبتُ النَّاخبُ صدقهُ مع نفسهِ وإِيمانهِ ببقاءِ بلدهِ قويَّاً إِذَا قرَّرَ أَن يـساهمَ في التَّغييرِ! فإِنَّ مَن يُرِيدُ البقاء في هذا العالَم عَلَيْهِ أَن يتغيَّر!.

سيُثبتُ ذَلِكَ إِذَا بذلَ كُلَّ ما بوسعهِ وبذلَ أَفْضَل ما عِنْدَهُ من أَجلِ التَّغييرِ!.

إِنَّ أَكثر مَن ينفعُ النَّاخب هو نَفْسَهُ، وَلَيْسَ غيرهُ، فهو الذي يقرِّر ما إِذا كانَ سيستحضر تجربتهُ مع المرشَّحين طِوالَ الفترة الزَّمنيَّة السَّابقة عندما يقف أَمام صُندوق الاقتراع؟! فيلتزمَ بحِكمةِ المرجعِ الأَعلى [أَلمُجرَّب لا يُجَرَّب]؟! أَم أَنَّهُ سينسى كلَّ شيء فيستنسخ الفاسدينَ والفاشلينَ قائلاً [وهل بقِيَت عليَّ] [ليسَ بالإِمكانِ أَفْضَل ممَّا كان] [الحرامي الذي تعرفهُ أَفْضَل من الحرامي الذي لا تعرفهُ] [أَنتخبُ الحرامي فقد يَكُونُ قد شبِعَ فلا يسرُق] فسيستهينُ بهذهِ العقليَّة الرَّخيصة بصوتهِ الانتخابي؟!.

هل يستحضر المصلحة الوطنيَّة العُليا عندما يختار مرشَّحاً ما من المرشَّحين؟! أَم ستتراجع لصالحِ مصالح الحزبِ والعشيرةِ والأُسرةِ والمنطقةِ والمذهبِ والإِثنيَّةِ والمصالحِ الشَّخصيَّةِ الضَّيِّقة؟!.

وفِي نهايةِ المطافِ يبيعُ صوتهُ بمدفِئةٍ نفطيَّةٍ أَو برصيدٍ تافهٍ أَو بـ [بطَّانيَّة]!.

هل يستحضر المُستقبل؟! أَم سيتجمَّد ويتكلَّس عِنْدَ الماضي؟!.

إِنَّ النَّاخِبَ الذي لا يُمكِّنُ نَفْسَهُ ولا يُقرِّرُ أَن يُساعدَ نَفْسَهُ لتحسينِ خياراتهِ في الانتخاباتِ النيابيَّةِ القادِمةِ لا يُمْكِنُ لأَحدٍ أَبداً أَن يُساعدهُ في تحقيقِ ذَلِكَ! ولذلك أَقولُ بأَنَّ النَّاخبَ عدوُّ نَفْسَهُ إِذا لم يقرِّر أَوَّلاً وقبل كلِّ شَيْءٍ أَن يُساعدَ نَفْسَهُ ليطلُبَ المساعدةَ والمَشورةَ من الآخرين الصَّادقين الذين يُؤتمَنونَ عِنْدَ إِستشارتهِم! على اعتبارِ أَنَّ {أَلمُستَشارُ مُؤتَمَنٌ}.

لقد وصفَ أَميرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع) ذلك بقولهِ {فَلْيَنْتَفِعِ امْرُؤٌ بِنَفْسِهِ، فَإِنَّمَا الْبَصِيرُ مَنْ سَمِعَ فَتَفَكَّرَ، وَنَظَرَ فَأَبْصَرَ، وَانْتَفَعَ بِالْعِبَرِ، ثُمَّ سَلَكَ جَدَداً وَاضِحاً يَتَجَنَّبُ فِيهِ الصَّرْعَةَ فِي الْمَهَاوِي، وَالضَّلَالَ فِي الْمَغَاوِي، وَلَا يُعِينُ عَلَى نَفْسِهِ الْغُوَاةَ بِتَعَسُّفٍ فِي حَقٍّ، أَوْ تَحْرِيفٍ فِي نُطْقٍ، أَوْ تَخَوُّفٍ مِنْ صِدْقٍ}.

يعني؛ أَنَّ مَن لم يتعلَّم مِن نفسهِ [تجاربهِ، أَخطائهِ، نجاحاتهِ] لا يتعلَّم من غيرهِ! وأَنَّ مَن لم يُساعد نَفْسَهُ على أَن يتعلَّم، فغيرهُ لا يُمكنهُ أَن يُساعدهُ على التعلُّم!.

‏ nazarhaidar1@hotmail.com

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق