q

منذ اسبوع تقريبا تتصاعد وتيرة التظاهرات الاحتجاجية وتتصاعد معها المواقف الدولية الداعمة لتظاهرات الايرانيين ضد البطالة وغلاء الاسعار وسياسة بلادهم الخارجية.

فبريطانيا دعت السطات الايرانية الى "حوار جاد" بشأن مطالب المتظاهرين واعتبرتها "مهمة ومشروعة", فيما طالب الاتحاد الاوربي بضمان الحق في التظاهر السلمي, وادانت واشنطن اعتقال عدد من المتظاهرين.

ومع استمرار التظاهرات لليوم السادس على التوالي وتصاعد وتباين المواقف الدولية بشأنها الا ان هذه الحركة الاحتجاجية لن تؤدي الى تغيير النظام الحاكم في ايران على الاقل في المدى القريب, وقد يسأل البعض لماذا؟ والجواب:

ان عدم وجود جهة او شخصية سياسية داخل ايران تدعم التظاهرات وتقودها حتى الان بشكل علني هو احد الاسباب الرئيسية لذلك, وهذا لم يأتي من فراغ بل خشية مواجهة تهمة "المفسدون في الارض" التي يستخدمها النظام ضد مناوئيه, او على الأقل الحكم بـ "الاقامة الجبرية" كما حصل مع مهدي كروبي ومير حسين موسوي ومراجع دين وشخصيات سياسية اخرى.

كما ان الاحتجاجات تقوم بها الفئات الفقيرة والمعدمة في ايران وهي فئات غير فاعلة في مواجهة قوات النظام اذا ما تحولت التظاهرات الى اعمال عنف او ثورة داخلية.

فالنظام يملك قوة عسكرية كبيرة ثمثل قوات الباسيج والحرس الثوري العنصر الاقوى فيها وهي مرتبطة بشكل مباشر بالولي الفقيه وتتلقى اوامرها منه وتدين له بالولاء, كما انها فئة لم تمسها ازمة الغلاء بسبب ارتفاع الرواتب التي يغدقها عليها خامنئي لكسب ولائهم.

اذ تقول مصادر في ايران ان هؤلاء مؤيدون للنظام لدرجة انهم مستعدون لـ "مواجهة ابائهم" اذا امر الفقيه!!.

فأصل الازمة هو غلاء الاسعار والبطالة وهي قضايا داخلية يرى الشعب ان السبب الرئيس فيها هو تدخل بلادهم في سوريا والعراق ولبنان واليمن وفلسطين وتبديد ثروة الشعب فيها وهو ما لا يعنيهم.

وبحسب المصادر ذاتها فان اسعار المواد الغذائية التي ارتفعت خلال الايام الاخيرة الى ثلاثة اضعاف هي السبب الرئيس في تفجر موجة الاحتجاجات وهو امر تستطيع حكومة روحاني تداركه ومعالجته اذا ما وجهت بوصلة اهتمامها الى الداخل.

الا ان ذلك لا يمنع وقوع احتجاجات ضد النظام مستقبلا اذا لم يبدي اهتماما بحل مشاكله الداخلية وتخفيف حدة التوتر بينه وبين الدول الكبرى وتقليل نشاطه العسكري في المنطقة لا سيما في العراق وسوريا واليمن.

اضف تعليق