أَلف؛ لقد رسمت صلاةُ الجُمعةِ اليوم في مدينة المَوصل المُحرَّرة بإمامة رئيس ديوان الوقف السُّنِّي الخطِّ الفاصل بين زمنَين، زمن صَولة الباطل التي مثَّلها الارهاب الذي دمَّر كلَّ شيءٍ خلالِ ثلاث سنوات فقط! وبين دولة الحقِّ التي عادت لها المَوصل ليُعاد بناءها وتُزال كلَّ آثار الارهاب الغاشم!.

وإِنَّ النَّصر المؤزَّر الذي تحقَّق لا يمكن أَن يرعاهُ العراقيُّونَ إِلّا ببناءِ دولة المُواطنة! فدولةُ الكانتونات والمكوِّنات والطَّوائف والأُسر تُبقي نار الارهاب تحتَ الرَّماد!.

ينبغي على العراقييِّن كافَّةً وخاصَّةً أَهالي المناطق التي تحوَّلت في فترةٍ من الفتَرات إِلى حواضن دافِئة للارهاب! أَن يتعلَّموا الدَّرس! فالإرهابُ ليس بديلاً عن شيءٍ أَبداً وهو لا يحمي الدَّم ولا العِرض ولا الأَرض كما تخيَّلت حواضنهُ!.

باء؛ إِنَّ مهمَّة القائِد العام للقوَّات المسلَّحة عند التَّخطيط وإِتِّخاذ قرار المعركة هي تقييم الموقف على صعيدَين السِّياسي والعسكري! ولذلك فعندما يُقرِّر مَن يشترك ومَن لم يشترك في كلِّ معركةٍ من معارك الحَرْبِ على الارهاب فانَّما بنى قرارهُ على النَّتيجة النهائيَّة للموقفَين! ولذلك لا ينبغي التَّهويل كثيراً إِذا ما قرَّر مثلاً عدم مُشاركة الحشد الشَّعبي في عمليَّة تحرير تلَّعفر المُرتقبةِ! فليسَ من المعقولِ أَبداً أَن تشترك كلِّ القوَّات المسلَّحة في كلِّ المعارك!.

جيم؛ إِن قيادة الحشد الشَّعبي هي جزءٌ لا يتجزَّء من تشكيلة القيادة العامة للقوَّات المسلَّحة وهذا يعني أَنَّها إِشتركت بالتَّأكيد في مُناقشة وإِنضاج قرار العمليَّات المُرتقبةِ سواء بالرَّأي أَو في تقييم الموقفَين السِّياسي والعسكري! ولذلك، كذلك، لا ينبغي التَّهويل من عدم مشاركة الحشد في عمليَّات تحرير تلَّعفر المُرتقبةِ!.

دال؛ إِنَّ القرار العسكري والسِّياسي هو قَرارٌ وطنيٌّ بكلِّ معنى الكلمة يأخذُ بنظرِ الاعتبار تحقيق المصلحة العُليا التي تحقِّقها عمليَّاتٍ عسكريَّةٍ ناجحةٍ ونظيفةٍ تأخذ بنظرِ الاعتبار مخاطر التدخُّلات الأَجنبيَّة والاثارات الطَّائفية والعنصريَّة التي تُصاحب عادةً كلَّ عمليَّة تحرير لجُزءٍ من أَرض الْعِراقِ من دَنَسِ الارهابيّين! فضلاً عن التَّضحيات المُتوقَّعة والنَّتائج المترتِّبة على ذلك وحماية المدنيِّين الذين يتَّخذ الارهابيُّون منهم دروعاً بشريَّة في مثلِ هذه الحالات.

هاء؛ إِنَّ التَّناقض في تصريحات قادة فصائل الحشد الشَّعبي مردَّهُ إِلى سببَين؛

أَلأَوَّل؛ هو التَّنافس الحادّ فيما بينهُم خاصَّةً ونحن مُقبلونَ على إِنتخاباتٍ نيابيَّةٍ جديدةٍ! فكلُّ شيءٍ الآن قابل للتِّجارة والمُزايدة والبيع والشِّراء! حتَّى الدَّم.

الثَّاني؛ الاستعجال في التَّصريحات وإِستباق الزَّمن لفرضِ الأَمرِ الواقع أَحياناً وهذا خطأٌ فظيعٌ يرتكبهُ البعض والتي وصلت تصريحاتهم إِلى حدِّ أَن يتناقض المتحدِّث مع نَفْسهِ!.

لذلك ينبغي إِيقاف مهزلة التَّصريحات المُستعجَلة وتناقضاتها عند حدِّها! ففي الحَرْبِ لا يجوزُ بأَيِّ شَكلٍ من الأَشكالِ أَن تتطاير التَّصريحات بِلا حسابٍ أَو كتابٍ!.

إِنَّ هَوَس التَّصريحات والاستعجال والتَّنافس في إِطلاقها هو الذي تسبَّب بإحراجِ إِحدى الفصائل التي إِستعجلت في تحديد مصدر النَّار الذي تعرَّضت لَهُ عناصرها على الحدود العراقيَّة السوريَّة والتي راح ضحيَّتها عشرات الشُّهداء الأَبرار والجرحى!.

لا يجوزُ الاستهانة بالدَّم والخُطط الأَمنيَّة والعسكريَّة في زمن الحَرْبِ! ففوضى التَّصريحات تضرُّ كثيراً وتتسبَّب بالمزيدِ من الدِّماء والتأَخُّر في تنفيذ العمليَّات النَّاجحة!.

واو؛ لننتبهَ الى حمَلاتِ التَّشويه والتَّهريج التي تنطلق مع قربِ كلِّ معركةٍ من المعاركِ في الحَرْبِ على الارْهابِ! فالدِّعايات تزداد والفبركات والأَكاذيب ومشاهد التَّضليل تكثُر! والهدفُ من كلِّ ذلك هو التَّشويش على الانتصارات وحرفِ أَنظار الرَّأي العام عن الحقائِق المُهمَّة!.

‏ nazarhaidar1@hotmail.com

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق