q

يختلف المصريون فيما بينهم على الأسباب الحقيقية التي تدفع مجموعات من الشباب والرجال لممارسة عادة سيئة تحولت الى ثقافة في مجتمعهم (التحرش الجنسي) الذي يعد من أخطر الظواهر في العقدين الأخيرين، وعولج في السينما والمسرح والدراما التلفزيونية وفي المؤسسات الإعلامية والأكاديميات والصالونات الثقافية وعلى صفحات الجرائد وفي الندوات الدينية. وإذا كان المتحرشون ينزلون الى الشوارع بحثا عن صيد من الشابات والنساء فإن مجموعات من الناشطين والناشطات نزلوا في مناسبات عدة للتعبير عن الغضب والرفض لهذه الظاهرة المخزية دون جدوى تذكر، وصار التحرش قضية رأي عام يومية، ولعل أيام ثورة يناير 2011 من الأمثلة المهمة على إستباحة غير مسبوقة للشارع الذي شهد حالات تحرش وإغتصاب، وحتى لصحفيات أجنبيات.

تعددت أراء وطروحات المصريين عن الأسباب الحقيقية وراء تحول التحرش من ظاهرة شاذة الى عادة وثقافة، ومنهم من يعزوها الى نوع الأفلام التي تقدمها السينما في بلاد النيل من خلال سيناريوهات ساذجة ومبتذلة ومشاهد إباحية ودون تهذيب أو تشذيب، وآخرون يرون إنها تأتي نتيجة الإبتعاد عن العادات والتقاليد والقيم التربوية وضعف دور الدين وإبتعاد الناس عن الالتزام بالقيم الدينية والشرعية، بينما يرفض البعض هذه التوصيفات ويرى إنها عادة يمارسها حتى الكبار ودون تحديد في الأعمار، ويجد ناشطون إن تأخر الزواج وعدم القدرة على الإرتباط الأسري لايعد سببا مقنعا لمثل هذا السلوك المشين غير المقبول.

السينما المصرية عالجت ظاهرة التحرش في أفلام كان أبطالها ممثلون معروفون ولعل من أشهر تلك الأفلام (678) الذي عرض في دور السينما المصرية في العام 2010 وشاهده الملايين، وكان آخر هؤلاء باولو كويلو الكاتب البرازيلي الشهير الذي عاش تجربة بلاده بشكل مثير، وتنقل في بلدان عدة وتأثر بالثقافة العربية والإسلامية، وكثيرا ماكان يضمن أعماله الشهيرة كلمات ومصطلحات وأمثلة مستمدة من القرآن والتراث الصوفي للمسلمين. كويلو نصح الرجال بمشاهدة الفلم هذا لأنه يصور ظاهرة إجتماعية تستفحل وتنتشر يوما بعد آخر وتؤثر في المجتمع وتسبب الفوضى وعدم الثقة والخوف وتفكك الأسرة.

أبطال الفلم ممثلون مصريون من (نيللي كريم وناهدة السباعي وماجد الكدواني وباسم سمرة واحمد الفيشاوي)، وتجري الأحداث في حافلة تحمل الرقم 678 تسير في شوارع القاهرة المزدحمة حيث تتعرض ثلاث صديقات الى التحرش، وتكون كل واحدة منهن في ظروف مختلفة، فواحدة متزوجة تترك زوجها لأنه لم يقف الى جانبها حين تعرضت لتحرش، وأخرى شابة فقيرة تطعن المتحرش في مكان حساس، وثالثة من الطبقة الوسطى ترد على المتحرشين بالضرب. تلقى الفلم إنتقادات حادة وجوائز، وأعجب به الملايين من المشاهدين، وكرم في مهرجانات مختلفة محلية وعالمية، لكن أبرز ماتعرض له من نقد إنه يروج لظاهرة حمل المرأة للسلاح دفاعا عن نفسها.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق