أثبت الإمام الحسين برفضه البيعة ليزيد واستعداده لمواجهة جيش يفوقه عددًا وعتادًا أن المثقف الحقيقي مستعد للتضحية من أجل القيم والمبادئ التي يؤمن بها. لم يكن قراره بالمواجهة قرارًا عاطفيًا أو انتحاريًا، بل كان قرارًا مبنيًا على قناعة راسخة بعدم القبول بالظلم والخنوع...

لو اعتبرنا ان الامام الحسين هو كبير مثقفي عصره، بل اكبرهم، وهذا هو الواقع، فان ثورته تمثل تجسيدا حيا و كاملا لايجابية المثقف في مواجهة الواقع الفاسد رغم كل التضحيات المحتملة. 

تعد ثورة الإمام الحسين واحدة من أبرز الثورات في التاريخ الإسلامي، التي تجسد بوضوح الإيجابية والشجاعة في مواجهة الظلم والسعي نحو تغيير الواقع السيء. عاش الإمام الحسين بن علي عليه السلام في زمن كان فيه الفساد والاستبداد والانحراف عن منظومة القيم الاسلامية العليا بتولي يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الخلافة التي حولها ابوه الى ملك عضوض بالظلم والجور..

المثقف الحقيقي، الحامل للمعرفة، يُفترض فيه أن يكون مناضلا من اجل الحق والدفاع عن المحرومين، ساعيًا لنشر المعرفة والتوعية، لا يرضى بالعيش في ظل الواقع الفاسد. وثورة الإمام الحسين تُعد مرآة لهذه السمات. فقد اختار الإمام الحسين أن يقف في وجه يزيد بن معاوية ليس حبًا في السلطة أو لغاية شخصية، بل من أجل رسالة أعمق وأشمل؛ رسالة تحمل في طياتها رفض الطغيان والفساد، ودعم العدالة والكرامة الإنسانية.

أثبت الإمام الحسين برفضه البيعة ليزيد واستعداده لمواجهة جيش يفوقه عددًا وعتادًا أن المثقف الحقيقي مستعد للتضحية من أجل القيم والمبادئ التي يؤمن بها. لم يكن قراره بالمواجهة قرارًا عاطفيًا أو انتحاريًا، بل كان قرارًا مبنيًا على قناعة راسخة بعدم القبول بالظلم والخنوع. هذا على خلاف المثقف السلبي الذي تموت في داخله مشاعر الرفض للظلم والاستعداد للثورة ضده. 

ثورة الإمام الحسين قدوة للأجيال في كيفية التصدي للظلم والسعي نحو تحقيق الإصلاح. لقد علمنا الحسين أن الوقوف في وجه الظلم ليس مجرد خيار، بل هو واجب على كل فرد يشعر بالمسؤولية تجاه مجتمعه وأمته. وبهذا فإن المثقف الذي يتمتع بالروح الايجابية لن يتوانى عن التصدي لكل أشكال الفساد والسعي نحو تغيير الواقع، حتى وإن كانت التحديات كبيرة والتكاليف باهظة.

إن ثورة الإمام الحسين هي رمز للمثقف الإيجابي الملتزم بقضاياه والمستعد لمواجهة الصعوبات بشجاعة وثبات. فالمثقف الذي يتخذ من الحسين قدوة سيستمد منه القوة والعزيمة لقول الحق والوقوف في وجه الظلم، مؤمنًا أن التضحية في سبيل القيم النبيلة لن تذهب سدى. ومن هنا، فإن رؤية الحسين عليه السلام تبقى ساطعة في تاريخ الإنسانية، كمثال حي على قوة الإرادة وصمود الحق في مواجهة الظلم والطغيان.

اضف تعليق