النفيس: لم يعد الحسين وحيداً بل أصبح له جيوش مليونية
الشبوط: الأربعينية تُخرج إلى العلن أفضل ما لدى المجتمع
اليحياوي: أسئلة الحسين لا يمكن للغات الإجابة عنها
شاكر: ظمأ الحسين نهرٌ جارٍ يمدنا بالخير والنماء
الميالي: الحسين قادم بفتحه الموعود والمليونية هذه تجسد عالميته
الطائي: المليونية عبرت حدود الجغرافية المكانية والزمانية والحضارية
الصويري: كرنفال أنسنةٍ كبيرٍ تشهده كربلاء
المسعودي: شعور بالقوة والانتماء لهذا الكم الهائل من الناس
الجراخ: شعب العراق هو الشعب المختار لخدمة زوار الحسين
الهلالي: ظاهرة إنسانية لم تحظَ بحقها من الدراسة والبحث
رأى عدد من المثقفين العراقيين والعرب أن المليونية الأربعينية في كربلاء تمثل اليوم صورة حية لتوق الإنسانية إلى الحرية ورفض الظلم، وشغفها بالبطل المصلح والفادي المنادي بحقوقها \"الحسين\".
وقد سجل استطلاعي لآرائهم جملة من الالتفاتات المهمة والنقاط الجديرة بالقراءة والتأمل.. فإليكموها من أرباب الثقافة كما هي:
الدكتور أحمد راسم النفيس (كاتب وناشط مصري):
إنه مشهد يقترن فيه الوعي والبصيرة مع الشجاعة والتضحية بالنفس وهما أمران إذا اجتمعا لدى الجماهير يشكلان سلاحا لا يقل مضاء عن السلاح النووي بل هما أمضى منه لأن السلاح النووي سلاح تدمير شامل وخراب، في حين أن ثنائي (البصيرة والشجاعة) هما سلاح بناء ونماء.
بعد أربعة عشر قرن من الزمان لم يعد الإمام الحسين وحيدا فريدا في ثلة قليلة من الأهل والأصحاب بل أصبح له جيوش مليونية تهتف: لبيك يا حسين، امض بنا حيث شئت ولو إلى عنان السماء.
بعد أربعة شعر قرن أصبح يوم العاشر من محرم ويوم العشرين من صفر يوما يحيي ذكرى الشاهد والشهيد (ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ).
محمد عبد الجبار الشبوط (رئيس شبكة الإعلام العراقي سابقاً):
الطاقة الروحية التي تدفع الناس الى زيارة الأربعين يمكن أن تدفعهم الى نشاطات إيجابية اخرى.. الذاهبون مشيا لزيارة الامام الحسين والقائمون على خدمتهم يجسدون مفهوم \"المواطن الفعّال\"..
لنترك قليلا ما في نفسي ونفسك من ملاحظات عن ممارسات فردية او جماعية تجري هنا وهناك باسم الامام الحسين في زيارة الأربعين لان استحضار هذه الملاحظات دائما يحمل معه خطر حرمان الناظر من روية المعنى الايجابي او المعاني الإيجابية لزيارة الأربعين.
عملياً. نحن نشهد ولادة وتكون مظاهر اجتماعية بدوافع دينية في هذه المناسبة سنويا. ما نشهده هو ظواهر \"اجتماعية- دينية\"، وككل الظواهر الاجتماعية فإنها قد تنطوي على سلبيات، تقابلها ايجابيات، وهذا ما يفرض علينا ان ندرسها على هذا الاساس بحثا لا عن السلبيات، وانما عن الايجابيات، لأننا في نهاية المطاف معنيون اجتماعيا ودينيا بالاستفادة من هذا الايجابيات.
يجري سنويا اتساع وتعميق ارتباط الناس بحدث تاريخي فريد ذي دلالات سياسية ودينية واجتماعية عميقة ومهمة مثل: طلب الاصلاح، ومثلي لا يبايع مثله، هيهات منا الذلة، الخ. وهذا امر نافع اجتماعيا.
كما يجري سنويا اتساع ظاهرة التسابق في فعل الخيرات للآخرين، من بذل المال بلا تحفظ من اجل اطعام الناس وإسكانهم وتوفير الخدمات المختلفة وتقديم اسباب الراحة لهم وهم يحثون الخطى مشيا نحو مرقد الامام الحسين.
يجسد هذان الأمران مفهومين في غاية الأهمية وهما: الإيمان بقضية عادلة، والتطوع من اجل الخير العام. ولا يمكن لأي مجتمع ان يتطور ويتقدم بدون هذين الامرين. بل هما افضل ما يمكن ان يقدمه مجتمع ما لنفسه وللعالم من حوله.
ولهذا أقول: إن زيارة الأربعين، بكل ومختلف ما تنطوي عنه من ممارسات وأفعال، تخرج الى العلن افضل من في مجتمع المؤمنين من صفات خيرة، وتفعلها، وتراكمها، ما يشكل طاقة مجتمعية هائلة قادرة على فعل الكثير الكثير لصالح المجتمع ككل. ما عليكم الا استثمار هذه الطاقة بشكل يسهم في بناء حاضر افضل.
بلحسن اليحياوي (أديب وناشط تونسي):
هل يمكن عد خطوات \"المشاية\" في مسيرة الاربعين؟ خطر هذا السؤال بذهني وانا أطل على جحافل العاشقين الزاحفين نحو قبلة الهوى ومهوى القلوب من شاشة التلفاز. ما المغزى وما المعنى وما الدافع وما كل هذا الجهد المبذول؟ كل هذه الأسئلة لا يجيب عنها إلا أولئك الذين يؤثثون الطريق الى كربلاء بأسمى معاني الجود والسخاء.. نساء رجال أطفال، فأباريق الشاي وصواني الفاكهة وصحون الأرز وقوارير المياه وأصوات الداعين بل المتوسلين بالمشاية في طريق الحسين أن يجلسوا الى موائدهم ويباركوا مجالسهم وفي الطريق أيضا في كل القرى تفتح البيوت أبوابها تحتضن الزائرين.
كل الأسئلة لا يجيب عنها عقل بارد رياضي وإنما يجيب عنها فؤاد يجيش بحب الحسين.. ومن هذا الحسين؟ إنه قبلة الثائرين وجرح ينزف منذ أبد الآبدين وعطش لا يسقيه بكاء الحافين بمرقده ونداء الناظرين الى مسجده ونشيد الواله بذكره وأبيه وأخيه وجده وبنيه.. حسين، حسين، حسين، ولا ينقطع النفس ولا تمل الألسن ولا تكل الأيدي الداقة على الصدور لوعة وعشقا وحبا وولها. أسئلة الحسين لا يمكن للغات الإجابة عنها. أسئلة الحسين ستبقى إلى الأبد.. صرخة في وجه الظلم ولوعة في قلوب العاشقين ووعدا ينير ظلمة الآملين وعهدا على لسان المؤمنين وصورة راسخة أبدا في أذهان ووجدان وعقول الثقلين يؤثثها ملايين الزائرين وشعب الرافدين.
الدكتور علي شمخي (أستاذ جامعي وإعلامي):
هذا الفيض الإسلامي الذي تشهده كربلاء يتدفق من كل بقاع العالم ويحمل مدلولات انسانية بالتضامن مع نداء ابي الأحرار الحسين عليه السلام. وقد أصبحت أربعينية الإمام الحسين سفراً رائعاً لإعلان الولاء للرسالة المحمدية التي لولا دماء الحسين الشهيد ما كان لها ان تتوهج من جديد وتقاوم الطغيان والفساد والظلم.
يكفي أن نقول ونحن نشاهد هذه الحشود المليونية إن الحسين وحد هذه الأمة وهو اليوم رمز إنساني ومنارة للشرق والغرب حاضرا بأفكاره وسيرته حيا يرزق بشهادته في سبيل الله.
محمد الميالي (كاتب وشاعر):
كربلاء بوابة فتح آت.. فتح بعين الله.. بجمال يوسف.. وأسرار فتية الكهف.. وبرد وسلام نار ابراهيم.. وتراتيل عيسى في مهده.. وطوفان نوح.. فتح بين شفرتي ذي الفقار.. وتكبيرة الانتصار فتح بين كفي أبي الفضل وقربة اﻹرواء.. فتح شعاره هيهات منا الذلة.. فتح (لا) الرفض وصلاة الفرض تحت ظلال النبال.. كتب بوريد عبد الله الرضيع الظامئ وختم بدم وريد سيد شباب اهل الجنة الامام الحسين عليه السلام ليخط دستور الحياة الدنيا واﻵخرة على جبين السماء. ها هو من كربلاء من القصر الملكي العالمي يعلن البيان رقم واحد لبسط السلام ما بين مشرق اﻷرض ومغربها. فحق على اهل اﻷرض ان تهتدي بهدى اهل السماء وتستنير بمصباح الهدى وتركب في سفينة النجاة.. الطوفان قادم فويل ﻷعداء اﻹنسانية أينما وجدوا. وطوبى لعشاق الحرية وطلابها. الحسين عليه السلام قادم بفتحه الموعود. والأربعينية المليونية هذه تجسد عالميته الموعودة.
الدكتور عبد عون المسعودي (أستاذ جامعي):
الزيارة الأربعينية تعد من أهم الشعائر الدينية الحسينية المقدسة من حيث آثارها وحجمها وتفاصيلها فهي مناسبة إنسانية يشترك فيها الناس باختلاف دياناتهم وطوائهم معتبرين أن الحسين عليه السلام رمزا ثوريا للتحرر من الطغيان. كما أنها من وجه علم النفس تجعل من الزائر يشعر بأنه متصل مع الله وبالتالي يشعر بالأمان وتجعل من الزائر يشعر بالانتماء لهذا الكم الهائل من الناس وهنا سيتولد لديه الشعور بالقوة والتوافق. وتنمي الكثير من القيم الإيجابية كالكرم والتسامح والمحبة والتضحية من أجل الآخر وغيرها.
الدكتورة إسراء شاكر (أستاذة جامعية):
صورة رغم الألم الذي يعتريك حين تسترجعها في مخيلتك إلا انها تمنحك قوة تنفذ الى العقل والروح.. صورة تعطيك معنى واحد يفنى الجسد وتبقى الروح الحقيقية والمؤمنة والصادقة لتمتد كشجرة اصلها ثابت لتمتد الى سماء الخلد والنور.. صورة رجل أعطى في سبيل الحق ونصرة المظلوم نفسه وأهله فداء.. ظمأ الحسين الذي نرتوي منه الى الآن نهر جار يمدنا بالخير والنماء بحب الله وحب الرسول المصطفى وال بيته الأطهار \"عبد الله الطفل الرضيع اول روافده.. والعباس سيله الجارف ووو.. لينتهي مصبه عند العقيلة زينب سلام الله عليها لتكون محيط العلم والحق والنصر بعد السبي والانكسار بوفاة الاهل.. اربعينية الامام الحسين قاموس جامع لكل المفردات التي نحن بحاجة اليها في وقتنا الراهن لننهض بوطنٍ وشعب وارض اندثرت لولا وجود روح الحسين واهله واصحابه فيها.. هذا ما استحضرته في هذه اللحظة واعتذر عن قصر نظر كلماتي فقامة الحسين اكبر واعلى من بصري وبصيرتي.
محمد الدريني (ناشط مصري):
الأربعين العظيمة هذا هو اسم الفيلم العالمي الذى اخترته عنوانا لكلمتي والذى تبلغ تكاليفه (٢٠٠ مليون دولار) للمخرجة الأمريكية كاثرين إيجلو بعدما احتلت فاجعة كربلاء مساحة من ضميرها مثلها مثل فريا ستارك التي قالت: إن مقتل الحسين من القصص التي لا أستطيع قراءتها دون ان ينتابني البكاء.
أما جلهارد كونسلمان فقال في موسوعته تعليقا على فعاليات الاربعين: إن بإمكانها أن تهز العالم فيما لو سلكت طريقها الصحيح. واعتقد ان ذلك سوف يكون من بين ادوات الطالب بدم المقتول ظمآنا في كربلاء ليهز العالم حين تطأطأ له كل الرؤوس.
الدكتور محمد الطائي (أستاذ جامعي):
ربما ستتجاوز كلمتي حدودها لتسجل ما يجيش في صدري اتجاه هذا الحدث العالمي بمقالة تحت عنوان (الزيارة الاربعينية شعيرة أم مشروع حضارة). فأقول: قبل ما يقرب من الف واربعمائة عام وتحديدا في يوم الاربعين لشهادة الامام الحسين عليه السلام، وصلت صعيد كربلاء، قافلة العز والاباء لتسجل المشهد الاخير لأعظم واقعة عرفها التاريخ البشري، وهي تحمل بين انفاسها جبال الالام الاحزان التي كتب الله لها الخلود لتظل حية حاضرة في نفوس الملايين من محبي الامام الحسين عليه السلام عبر التاريخ.. لتكون حاضرة اليوم وهي تتجسد في تلك الحشود المليونية التي عبرت حدود الجغرافية المكانية والزمانية والحضارية.. فالزيارة الاربعينية اصبحت أنموذجا حيا للتلاقح الفكري والالتقاء الحضاري واضحت مثالا حيا للتعايش السلمي وتطبيقا ميدانيا للتكافل الاجتماعي ولا يبالغ المتتبع لأحداث تلك الزيارة اذا قطع بانه لا يوجد انموذج عبر التاريخ يجسد المعاني الانسانية كالزيارة الاربعينية. لذلك ينبغي على عالم اليوم الذي يعد الارهاب الفكري اكثر واخطر ما يهدد الوجود الانساني في وقتنا المعاصر.
اقول يجب عليه ان يوظف هذا التقارب الانساني الراقي في تلك الزيارة المباركة في محاربة الارهاب ومواجهة التطرف والتكفير. لأن ثمار تلك الزيارة المباركة هي الدواء النافع والبلسم الناجع.
جمال أمين (ممثل ومخرج سينمائي):
إن المسيرة اتجاه قبلة الحرية كربلاء هي مسيرة صوب الحق ضد الباطل. أصبح الناس في الكثير من دول العالم ينظرون إليها باهتمام بالغ أنها مسيرة صوب الله صوب الحرية صوب النقاء. إن الحسين هو الحقيقة الوحيدة بكل معنى الكلمة. عندما أرى هذه الملايين وهي تزحف صوب كربلاء أشعر بمدى ما قام به الحسين من ثورة أزلية أبد الدهر.
حميد الهلالي (إعلامي وناشط سياسي):
لحظات عرفانية يعيش بها الانسان المحب لأهل البيت ايام تطهير روحي وتسامي في خلق لا مثيل له يتجسد بهذا العطاء المالي والجسدي والروحي. ان زيارة الاربعين ظاهرة لم تحظ بحقها من الدراسة والبحث.. فهي مجاهدة للنفس كي تجود بأفضل ما لديها من سلوك وخدمة وتواضع وعطاء ومفارقة لكي الأطر السابقة وتسابق على الخدمة تضيع به الرتب والمناصب والالقاب.
انه فيض حب حسيني تجسد بأفضل صوره حينما صدرت فتوى الجهاد الكفائي فتسابق الحسينيون نحو سوح القتال محملين بهذا الولاء والعشق والرغبة بالتضحية. وهذه الزيارة فرصة للتذكير بان هذه الثورة قامت للإصلاح وما أحوجنا اليوم لمقارعة الفاسدين واصلاح شان البلد. فعراق الحسين لا يليق به ان يكون مخربا وهو يزخر بكل هذه الثروات واولها ثروة ثورة الحسين.
منير راضي (كاتب ومخرج مسرحي):
للحسين عليه السلام دروب لا يفقهها إلى المخلصون وفي مقدمة ركبها الإصلاح والتبصر.
فرح صلاح الجراخ (إعلامية):
أثبتت زيارة الأربعين أن حب الحسين عليه السلام منزل من الله. فهذا الجمع الكبير من شيعة آل البيت يأتون من كل بلد ويتحملون المشاق في سبيل رضا الله وحباً بإمامهم الحسين. وأثبتت ان شعب العراق هو الشعب المختار من الله لهذه الخدمة وهي خدمة زوار الحسين عليه السلام وهي معجزة خصها الله بهم فالخيرات تزداد والعطاء يكبر والتضحية تتعاظم فهنيئاً لهم وفخراً لنا بأننا من اتباع الحسين ومن بلد الائمة \"العراق\".
عدنان السوداني (كاتب ومحلل سياسي):
لابد للإنسان المؤمن أن يستوعب الواقع الذي يعكس في دواخله ابعاد صورة الحشود المليونية التي تمتد على مسافات طويلة تصل الى مئات الكيلومترات والى تلك الخيرات والبركات التي تعكسها صورة جهد الخيرين من محبي أل البيت عليهم السلام والتي لو أوكلت إلى أي دولة لا تستطيع فعل ذلك في ظاهرة تدلل على ماهية وإبعاد العشق الحسيني والتي لو أسأل كل واحد من الذين يدعون العلم والدين لا يستطيعون الإجابة على ذلك ويبقون فاغرين أفواههم في دلالة على عجزهم.. هذه البركات الحسينية تشمل الجميع.. الصغير والكبير، الغني والفقير، المرأة والرجل.. ابن البلد والغريب.. كلهم عشاق الحسين ممن تزداد وتستمر مسيرتهم كل عام..
نهلة غازي (محامية):
هذا اليوم تاريخي قبل أن يكون يوما إسلاميا ويجب الظهور فيه بمظهر القوة والشجاعة والذكاء امام العالم لأنه ينقل إعلاميا وهو يوم لتجمع المسلمين لأجل هدف معين لا يجب التثقيف له امام البسطاء انه يوم مسير من اجل الغذاء. ولمن يكون عاطلا عن العمل أو هو يوم تسلية. يجب أن يكون هناك توجه لجعله يوما تظهر فيه تجمع رجال المسلمين ووحدتهم الاسلامية لأنه يوم غير طائفي حدوثه حصل قبل وجود مذاهب الاسلامية. أساسه محاربة الظلم وسيبقى.. ويجب ان لا يتحول الى كرنفال انما ذكرى تاريخية تستحق التجمع يعني ذكرى احياء الدولة الاسلامية واستمرارها.
حسنين الحسون (صحفي):
الزيارة الأربعينية ليست مجرد مسير جسدي نحو مكان ما، بل هي ميدان واسع من التجارب الإنسانية في اجمل صورها. الكل يعرف أننا شعب مولع بالتقاليد والاعراف. نخاف على نسائنا حد الموت. نمتلك عزة نفس هائلة. وأنفة شموخ كبيرة.. كلها ذابت في مسيرة الامان. فرغم حجم المساعدة الهائل من الجميع للجميع نرى هناك قدرا كبيرا من الحرية وعدم التدخل في شؤون الاخر.. هكذا رأيت المسير، مسير الامان نحو إمام الامان والطمأنينة.
الدكتور عبد العظيم الجميلي (أستاذ جامعي):
الأربعين تجديد الامضاء على وثيقة مفادها تهذيب الأنفس والاقتداء بنهج القرآن والسنة والائمة الاطهار في الاصلاح والتضحية من اجل مناصرة المظلومين ومحاربة المفسدين واحترام الانسانية.
عادل الصويري (شاعر):
هذه الزيارة تؤصل قيم التصالح مع الذات عبر كرنفال أنسنة كبير تشهده كربلاء، وكأن القدر أراد لهذه البقعة من الكرة الأرضية أن تكون أيقونة إنعاش للذهنية البشرية، واستيقاظ الأرواح المتحدة مع رمزها الحسيني العظيم الذي صار هوية جمعية، ومقصداً لكل باحث عن قيم التضحية والتسامح.
حسن شاكر الأسدي (صحفي):
زيارة الأربعين أو المشروع الحسيني هو تجمّع سلمي وتظاهرة ضد الفساد في أي مكان من المعمورة وهو ثورة اصلاحية ضد انظمة الظلم والاستبداد اينما كان في العالم ومدرسة لتخريج اجيال تكون قادرة على قيادة المستقبل لتأمين مستقبل آمن للبشرية جمعاء من منطلق الحسين للجميع.
طالب الدراجي (ناقد أدبي):
طوال تاريخ عريق وطويل محفوف بالمخاطر والتضحيات الجسام، وحدها زيارة الأربعين، تمتاز بنشاط يخترق أعتى جدران الظلام وعروش الاستبداد، هذه الزيارة التي تشعل روح المغامرة في أفئدة الموالين، لم يسبق في تاريخ الرحلات أن خاطرت أُمة من الأمم للوصول لمكان ما بمسمى ديني أو كهنوتي أو لاهوتي على امتداد التاريخ كما يفعل أهل هذه الأُمة لزيارتهم قبر الإمام الحسين عليه السلام. لم يحدث أن تعرض لمثل ما تعرض له أهل هذه الأمة بسبب ممارسة طقوس الزيارة، حتى الحج لم تحدث فيه قصص بحجم ما تحدث في قصص زوار الاربعين.
للحسين حرارة في قلوب محبيه لا تنطفئ إلى يوم القيامة، وعلى مدار التاريخ قُطّعت الأذان والأيدي والأرجل، ودُفعت الغرامات وهدمت البيوت ولم يمتنع الشيعة أو يرهبهم احد من ظلام وسلاطين الطاغوت، لأن زيارة الاربعين بالنسبة لهم، تحد وشعيرة دينية تحفظ لهم هويتهم وتعكس انتمائهم وتؤكد جذرهم.
مسلم الركابي (صحفي):
ملحمة إنسانية تجسدها اليوم أربعينية الإمام الحسين عليه السلام فقد اتضحت للعيان الامتدادات الإنسانية لثورة الإمام الحسين في الجذور مما جعل هذه الثورة تكتسب الصفة الإنسانية العالمية بامتياز واستحقاق وهذا ما شاهدناه من مشاهدات يومية في زيارة الأربعين حيث ذابت جميع القوميات والاجناس والجنسيات في بوتقة واحدة وهي تعظيم ثورة الإمام الحسين عليه السلام والتي شعت بأنوارها في نفوس الإنسانية جمعاء وهذا الجمع المبارك من مختلف القوميات والجنسيات كان هو العلامة الفارقة في زيارة اربعينية الإمام الحسين عليه السلام.
نجاح ناجي اللوزة (صحفي):
الحسين عليه السلام نبراس شع على الأمة الإسلامية بنور الهداية وتثبيت أركان الاسلام ودعائم الحق ودرس للبشرية بأن الدم ينتصر على السيف ولتعلم البشرية المعمى العميق لأعظم شعار ألا وهو هيهات منا الذلة.
أمين السلامي (ناشط مدني):
الزيارة الأربعينية دروس كبيرة، صور ومفاهيم صعبة الترجمة.. الشعيرة التي تساهم بشكل فعلي بتهذيب النفوس ففي كل عام نجد ازدياد الوعي.
عبد الرضا الويساوي (إعلامي):
زيارة الأربعين موسم لإنعاش الروح وجلي القلوب وايقاظ الضمائر وفرمتة العقيدة وتثبيت الإيمان. والتوقيع الولائي في قائمة العزاء للحجة المنتظر وجدته فاطمة الزهراء عليهما السلام.
عماد الشرع (إعلامي وناشط مدني):
في كل عام يكسب الزائرون الى ارض ألطف وعند قبر الامام الحسين الرهان.. رهان التمسك والثبات على المحبة والسلام. زيارة الأربعين تكون أعمق وادق في النظرة والمعرفة حينما تعيشها مع الماشين من البصرة او بغداد صوب كربلاء في الطريق تستشعر ذاك الحماس والإيمان والتوجه والبذل والعطاء انه كرنفال العطاء بلا حدود انه تحدي الموت بالحياة فمن كان في قلبه الحسين يعيش ابد الدهر حياً حتى وان نال الشهادة في المشي كل عام الى كربلاء لاشك انك ستحصل على معرفة أناس جدد ورصيد مضاف من الاصدقاء والاحبة من محافظات ومن دول مختلفة.
ميادة السلطاني (صحفية):
هؤلاء الزوار أدهشوا العالم بعشقهم الحسيني دون المبالاة بالحر أو البرد أو الإرهاب لأنهم يؤمنون بحبهم والإيمان بعقيدتهم.
العشق الحسيني تتكسر في وصفه الاقلام وتخرس الالسنة أمام تلك الجماهير الحسينية التي تقطع مئات الكيلومترات حبا بالحسين عليه السلام. ولا ننسى الذين يرسمون في هذه المناسبة صورا في غاية الجود والكرم التي فاقت كل التصورات من خلال المضايف الكبيرة التي تمد من كل المحافظات وصولا إلى كربلاء لأن كلمة خادم الحسين عليه السلام تعني خادم زوار أبو عبد ألله الحسين وهذه الخدمة تنظم تطوعية أو تلقائية دون تدخل أي جهة رسمية ويبقى حب الحسين حاضر في ضمائرنا لأنه رسالة إلهية.
الدكتور فلاح الحسيني (أستاذ جامعي):
زيارة الاربعين تعني اننا مع خط محمد وآله الطاهرين خط الرسالة الخالد خط العقيدة والموقف والمبدأ والوفاء والفداء، الخط الرافض للباطل والانحراف والزيغ والضلال.
زيارة الاربعين ترسيخ للعقائد الحقّة، التوحيد الناصع والنبوة الصادقة والامامة الهادية المعصومة والعدل والمعاد. زيارة الاربعين تجديد العهد مع الله واحبائه بقولنا: نعم لإمامة الحسين وعقيدته وفكره ورأيه واجتهاده ونهضته وتضحيته، و(لا) لأعداء الله ورسوله وأوليائه.
علي الموسوي (إعلامي):
المليونية التي ادهشت العالم اجمع، بعد ان وصل عدد ضيوف الحسين في عاصمته كربلاء، الى اكثر من 25 مليون شخص، وهو تجمع لم يشهده العالم. إحدى اهم معاجز اربعين الحسين عليه السلام، هي انها تنظم تلقائيا دون تدخل اي جهة رسمية او دولية، فهذه الملايين الهادرة نحو كربلاء الحسين عليه السلام، لم تأخذ إذنا من احد ولم تتلق اوامر من احد، فحب الحسين كامن في نفوس زواره، وهذا الحب هو الذي يدفع الملايين من البشر نحو كربلاء.
اما معجزة المضيف الذي يحتضن كل هذه الملايين الهادرة، ويوفر لهم المأكل والمشرب والمبيت والامان وكل اسباب الراحة من اخر شبر من جنوب العراق الى كربلاء وايضا من الشمال مرورا ببغداد وصولا الى كربلاء والغريب تشاهد المسلم والمسيحي والصابئي والعربي والكردي الكل يجتمع تحت راية واحدة وهنا تبين ان الحسين لجميع الأحرار واصحاب الضمائر الحية.
زهراء الكناني (صحفية):
لا يخفى عن الكثير فضل زيارة الإمام الحسين في الأربعين استناداً لأحاديث أهل البيت وامتداداَ لموقف الصحابي جابر بن عبد الله الأنصاري الذي تزامن مع عودة عائلة الحسين عليه السلام من الشام.
أما من الجانب الفكري فأن زيارة الأربعين تنتج تلاقحا فكريا عن طريق التواصل المعرفي، فالتقاء الحضارات بين المشرق والمغرب هو الركيزة الأساسية، التي بنيت عليها الحضارة من خلال تذكير المجتمع بالمبادئ الحسينية ورفضه للظلم والطاغوت، أما من الناحية الاجتماعية فقد ساد التعايش السلمي بين الزوار من شتى الأماكن من خلال العمل التطوعي الذي نراه في خدمة المواكب دون أدنى تذمر او ملل.
اضف تعليق