32426

ثائر عبد الخالق

في الصورة تتحدث الاشياء مع العقل، فترسم المخيلة ابعاد الصورة حسيا وجماليا وتحدد احداث الواقعة... في الصورة نقطة دم حسينية تتعامل مع الافراد وترفض العقل الجمعي وتحدد تركيبة الاشياء بحكم الفهم..

النقطة صورة تتحدد فيها الابعاد الثلاثية ـ الزمان ـ المكان ـ الحدث، هنا تكمن رمزية الصورة التي هي حقيقة معبرة عن النقطة.... فثأر الله (اسم سجادة مهداة الى ضريح الامام الحسين (ع)، نقطة تجسدت ابعادها في عمق التاريخ في ذراتها نفحات خديجة وابي طالب.... هي نقطة اصلها ليس الشجرة بل الثمرة...

 يقول الراوي: ثأر الله نقطة حسينية سقطت ساجدة حرى تقول (لا اله الا الله) ربي تقبل... الملائكة اوقفت الصلاة والتسابيح، فما بعد سجود الدم غير الصياح ـ الله اكبر ـ بعدها عادت الصلاة والتسابيح تحاكيها الدموع السماوية.. فقال تعالى (انا اعلم ما لا تعلمون).

قطرة دم طبعت في وسط سجادة حريرية، نقطة دم توهج منها ضوء الحرية، انبعثت منها صورة حفرت في الذاكرة وقائع حزن وألم تتناقلها الاجيال... النقطة قالت: أنا ثأر الله، يوم المبعث مني والاسراء والمعراج رمزي وكينونتي، فجأة صاحت بصوت قدسي: الصلاة الصلاة اياكم وترك الصلاة، ستسلكون في سقر، نقطة انحنى التاريخ لها لأنها من فيض التأويل واوقع التفسير...

هنا أتى رأس سطر قائلا: الخلافة لنا والنبوة معدننا والرسالة نحن حاملوها، في تلك اللحظة انطلق شعاع كوني أبهر العالم بنوره فردد صداه في اسماع الخليقة نحن من الارحام المطهرة والأصلاب الشامخة، ما اعظمها من صورة رسمت وجودها فتباهى التاريخ فيها، نقطة دم حسينية لامسها المصطفى الحبيب بأنامله الشريفة، حاكتها الزهراء بحنانها ونسجت خثرته من روحها الطاهرة، عبق علي فيها لكنها قالت: السقيفة مؤامرة صنعها رجال السلطة والدولة لاتبنى بالعصبية.... نقطة دم أعلنت ان الاسلام يجبّ ماقبله وقالت عفا الله عما سلف، هي من ثمر الجنة فشهد التاريخ بأنهم الأصلح.

.......................................................

(سجادة ثار الله)

وهي سجادة نفيسة ونادرة اهديت الى متحف الإمام الحسين (عليه السلام)، شارك في تصميها عدد من الفنانين الايرانيين المتميزين، واستغرق صنعها ثلاث سنوات و تمتاز بـ تنسيق في الالوان الطبيعية والعقد الكثيرة والبالغ تعدادها مليون عقدة، ومركز هذه السجادة الذي ينطلق الى عالم الملكوت وقطرة من الدم الإمام الحسين (عليه السلام).

جرى العمل على هذه السجادة مدة ثماني سنوات متتالية وطولها خمسة امتار ونصف المتر وعرضها ثلاثة أمتار وتمتاز بالألوان الثابتة والزاهية جدا والخيوط الحرير من الدرجة الأولى والحياكة اليدوية وقد ساهم بانجازها( 15000) ألف عامل.

السجادة تحكي واقعة كربلاء وتعتبر واحدة من اشهر تسع سجادات في العالم.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق