q

وهو يدخل الى عامه السابعين، يطمح دونالد ترامب، المرشح الجمهوري الصاخب، الدخول الى البيت الأبيض رئيسا للولايات المتحدة الامريكية من بوابة الحزب الجمهوري، الذي لم يصدق قادته حتى الان هذا الصعود الصاروخي لقطب العقارات الشهير.

تتوزع ثروة ترامب، على الفنادق ومباني وملاعب الغولف في الولايات المتحدة وخارجها، وقدر بنفسه ثروته بعشرة مليارات دولار لدى الافصاح عنها للجنة الانتخابية الفدرالية، ولو أن مجلة "فوربس" قدرتها باربعة مليارات، وبلومبرغ بـ 2,9 مليار. وهو إضافة الى ثرائه، فهو احد نجوم برامج تلفزيون الواقع والتي تستقطب ملايين المشاهدات يوميا. وهو يركز في حملته الانتخابية على شعار «لنجعل أميركا عظيمة مجدداً».

يشكك كثيرون في طموح ترامب، ويعتقدون ان همه ليس الوصول الى البيت الأبيض، بل هو يسعى للحصول على الدعم الذي يمكن أن يساعده على توسيع ثروته. فهو يعمل على زيادة وهج علامة "ترامب" التجارية، وهو يعرف أنه لن يكون رئيسًا. انه يطمح إلى الحصول على أرضية سياسية تساوي ثروة، تدعم مصالحه لدى الدوائر العقارية. انه يتعامل مع السياسة كرجل أعمال وليس كسياسي، ونقل مفهوم «البزنس» إلى السياسة،

تصف مجلة ايكونوميست عبقريته بالوقحة، ولا يتمتع بحس سياسي متين، لكنه يصف نفسه بـ "المفاوض الذي لا مثيل له".

هو ليس جمهوريا تقليديا ولا محافظا نموذجيا، وله مواقف ضد مواقف الجمهوريين من الاسلحة النارية ومن الإجهاض، وهو في مطلق الاحوال كان ديمقراطيا في فترة ما.

وترامب، المرشح الأمريكي الصاعد في حقل الشعبويات الامريكية، دائما ما يثير الجدل بتصريحاته التي تعتبر لدى الكثيرين ضد القيم الامريكية، فهو لا مانع لديه من استخدام طريقة الإيهام بالغرق وغيرها من طرق الاستجواب العنيفة أثناء استجواب مشتبه فيهم بجرائم إرهابية، لأنه يعتقد ان على السلطات "امتلاك القدرة على فعل أي شيء تريده" للحصول على معلومات سعياً لإجهاض هجمات مستقبلية".

ويقول مؤكدا كلامه الصادم" إذا كان بوسعهم توسيع القوانين فسأفعل أكثر بكثير من طريقة الإيهام بالغرق".

ولا يكتفي ترامب باثارة هذا المقدار من الدهشة لدى من يستمع اليه، فهو يثير دهشتهم اكثر حين يعلن اعجابه بطريقة الرئيس الكوري الشمالي بتصفية خصومه.

فالزعيم الكوري يستحق الاعتراف بما حققه، فهو كان في سن السادسة والعشرين أو الخامسة والعشرين حين توفي والده كيم جونغ ايل، ويصفه بقوله "كم هناك مثله من الشباب الذين يتحدون سطوة الجنرالات وفجأة يأخذ مقاليد السلطة ويصبح هو الزعيم. وكيف يفعل ذلك؟ انه يفعل ذلك من خلال القتل".

وما فعله كيم جونغ اون كما يعبر ترامب "مذهل، فهو قضى على عمه وقضى على هذا وذاك. ان هذا الرجل لا يلعب، ونحن لا نستطيع اللعب معه فهو حقا يملك صواريخ وحقا يملك اسلحة نووية".

ولان كل مرشح امريكي سواء كان ديمقراطيا ام جمهوريا، يجب عليه ان يحظى برضا منظمة "ايباك" اليهودية، فان ترامب لم يتأخر في ذلك، ف"ايران تشكل الخطر الأكبر"، وتفكيك " الصفقة الكارثية مع ايران هي من اولويات عملي، وهذه الصفقة كارثية لأمريكا، إسرائيل، وللشرق الأوسط كله، لقد حصلت أكبر دولة راعية للارهاب في العالم على مكافأة تبلغ قيمتها 150 مليار دولار ولم نتلق اي شيء في المقابل".

وهو جاهز للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل بأسرع وقت ممكن لو اصبح رئيسا لامريكا..

فلا احد " قريب من اسرائيل مثلي. علينا حماية اسرائيل".

لم يوفر ترامب في رحلته الى البيت الأبيض أحدا من تصريحاته النارية، فهو يرتاح الى اكتساب الأعداء اكثر من الأصدقاء، فهو يفتح النيران على الجميع، ومن ضمنهم عدد من نجوم هوليود منهم راسل براند وروبرت دي نيرو والمغنية شير.

فبعدما نعتته المغنية شير بـ "العنصري المستعد لفعل أي شيء في سبيل لفت نظر الإعلام"، رد عليها بأنها إنسانة "وحيدة بائسة وبأنه لن يتطرق حتى لعمليات التجميل الفاشلة التي خضعت لها".

وبعدما هاجم ترامب باراك أوباما قال دي نيرو:" كيف تجرؤ على توجيه اتهامات بلا أدلة"، رد ترامب:" أحب تمثيله، لكننا لا نتعامل مع ألبرت أينشتاين كما تعلمون".

وفي 2014 شن ترامب حربا على براند واصفا إياه بالفاشل، ليرد عليه براند :" هل تكون سكرانا عندما تكتب هذه التغريدات؟ أو أن تلك الرغوة التي ترشها على رأسك الأصلع تجعلك تحت تأثير المخدرات؟".

اطلق عليه خصومه، داخل أمريكا وخارجها، الكثير من الاوصاف فهو "نرجسي بامتياز، يعشق الاضواء، ويصر دائماً على ان يكون موضع جدل. شخصيته معجونة بالتعجرف والغرور، ومواقفه تتسم بالتهور والشوفينية التي تتقاطع مع العنصرية، ومفهومه للعلاقات الدولية بسيط وخطير: على العالم ان يقبل املاءات الولايات المتحدة، وإلاّ...

وترامب يكرر دائما انه ذكي للغاية، لكنه سطحي الى ابعد الحدود، واذا تحدث بضع دقائق يقترف الاخطاء، واذا تجرأ احدهم على مساءلته، يتعرض للاهانات. كلماته المفضلة لمن يختلف معه هي: انت غبي.

لكن رغم ذلك، فان دونالد ترامب صاحب العقارات الشهيرة والاستثمارات المتنوعة وبرامج الواقع على شبكات التلفزة، غيّر قواعد اللعبة كلياً وفرض نفسه كحالة فريدة همّش فيها بقية المرشحين الستة عشر الآخرين عن الحزب الجمهوري، الذين يأتي جلهم من الخلفية التي توصف عادة بخزان ومصنع الرؤساء الأميركيين -منصب السيناتور وحكام الولايات!.

اضف تعليق