ان حقيقة حالة العدوان المستمر في غزة ولبنان وباقي المناطق من دول ومجموعات المحور تشي بوجود بون شاسع بين استمرار العدوان ووقف النار وانجاز صفقات، وهذه الحقيقة يجسدها الواقع والافعال العدوانية والحربية اليومية وأحد الاسباب الكبرى لهذه الحالة هو فشل تحقيق اهداف الحرب المتوحشة على جبهتي لبنان وفلسطين لغاية الان...
بقلم: عصري فياض

الحرب المتوحشة التي تشنها اسرائيل على الشعب الفلسطيني في غزة والشعب اللبناني في الجنوب والضاحية والبقاع فاقت كلَّ المحرمات، وتجاوزت كل الخطوط الحمراء، وحصدت كل القيم الانسانية والوجدانية، ومجموع هذه التجاوزات غير المسبوقة في التاريخ تجعل من الادعاءات والاكاذيب والتصريحات المخادعة امورا اقل من عادية تحت سقف تلك الحرب.

فالكذب والخداع امام ما جرى ويجري يأتي في خانة منخفضة من ممارسات هؤلاء، طبعا هم وداعميهم من الادارة الولايات المتحدة وبعض الغربيين، لذلك وامام ماكنة الاعلام العبري الموجه الداخل في المعركة جنبا الى جنب مع الحكومة المتطرفة وممارسات الجيش غير الاخلاقية، والجمهور الاسرائيلي اليميني الداعم لحكومته وجيشه منفلت العقال، يصدر من الحين للأخر تصريحات عن قرب التوصل لوقف النار سواء كان ذلك على جبهة الشمال في لبنان وجبهة الجنوب في غزة، الامر الذي يتلقفه بعض الاعلام العربي المتناغم مع سردية الاحتلال، ويسوقه بطريقة خداع القصد منه كسب الوقت لتحقيق بعض الانجازات.

وعلى سبيل المثال لا الحصر نسوق امثلة حصلت في ظل هذه الحرب المستعرة فعندما تم اغتيال الشهـيد اسماعيل هنية في طهران وقررت ايران على الرد، ارسل الامريكان وبعض الدول الغربية رسائل الى ايران ان تتمهل وان الرد قد يفسد وقف النار وعقد صفقة قادمة في غزة تنهي الحرب، لذلك تأخرت ايران في الوعد الصادق 2 لبعض الوقت، وعندما اكتشف الخداع، وجهت ضربتها في الوعد الصادق 2، والان وبعد ان قامت اسرائيل بتوجيه عدوان "مرتجف" على بعض المواقع في ايران، واكدت ايران على حتمية الرد، وهي تحظر له وتستعد لتنفيذه، يخرج احد مسؤولي حكومة الاحتلال ليقول ان انجاز اتفاق وصفقة مع لبنان سيكون متاح خلال عشرة ايام او اسبوعين على ابعد تقدير، في نفس الوقت وكما افادت به القناة الثانية عشر الاسرائيلية تطرح على طاولة الحكومة الاسرائيلية خطط عسكرية لتطوير الهجوم البري على جنوب لبنان بعد فشل مهمة هوكشتاين ورفيقه الامريكي اللذان غادرا المنطقة بعد سماع جواب نتنياهو على مطالب لبنان فيما يخص القرار الدولي 1701.

بل ان نتنياهو يريد شروطا تنسف ذلك القرار من داخله، وتطوعه لصالح احلامه وشروطه في توجه غير مسبوق لجهة القرارات الدولية، وكذلك ما افاد به الرئيس نبيه بري رئيس المجلس النيابي اللبناني ان المشروع فشل، وان خارطة الطريق التي وافق عليها رئيس مجلس الوزراء المؤقت في لبنان نجيب ميقاتي وهو وقوى لبنانية واسعة اخرى لوقف العدوان قد فشلت، مع ذلك ومع تلك الحقائق التي تتجسد على الارض يخرج من مكتب نتنياهو بتصريح بغلاف متفائل وبجوهر خادع يريد ان يمنع أو يأخر تنفيذ رد ايراني على العدوان الاسرائيلي.

ان حقيقة حالة العدوان المستمر في غزة ولبنان وباقي المناطق من دول ومجموعات المحور تشي بوجود بون شاسع بين استمرار العدوان ووقف النار وانجاز صفقات، وهذه الحقيقة يجسدها الواقع والافعال العدوانية والحربية اليومية وأحد الاسباب الكبرى لهذه الحالة هو فشل تحقيق اهداف الحرب المتوحشة على جبهتي لبنان وفلسطين لغاية الان.

فإذا ما توقفت الحرب الان ستنهار وتتفجر حكومة الاحتلال "الاسمنتية" برغم صلابتها الظاهرة لأنها ستخرج بدون تحقيق اهداف، وبدون انجاز نتائج نصر ولو كانت جزئيا بعد ان تكون قد جنت الخسائر وفي كل المجالات، لذلك كثير من التصريحات "المتفائلة" اسرائيليا او امريكيا ما هي الا جزء من العدوان والحرب والخداع والاكاذيب التي تحاول بها كل من اسرائيل ومن خلفها لشراء الوقت املا في تحقيق أي هدف من اهداف الحرب على الجبهتين او حتى على الجبهات السبع.

اضف تعليق