أمحمدٌ لا زِلتَ لُغزًا حائرًا، بِنُهىٰ الورى ويَحارُ فيهِ جوابُ، تَتَماوجُ الدُّنيا بِعينِكَ سُكرًا إذْ صِيغَ مِنها للسلامِ قِباب، تَمتَدُّ نحوَ الشوكِ وردًا يانِعًا نَهرًا عطوفًا رحمةً تنساب، والشوكُ يُدمي الوردَ عمدًا أو عمىً وتُصِّرُّ تَمسحُ عينَهُ وتُصاب، وتمدُّ كفَكَ للسلامِ، يَنَالُها فكٌّ عَضوضٌ فاغرٌ سَبَّاب...
شعر: أديب عبدالقادر أبو المكارم

مِنْ أينَ أبدأُ؟ كلُّ آياتِ الهوى --- بِكتابِ خدِكَ تستَفِزُّ خشوعي

ويَفيضُ مِنْ صوتي حنينُ تلاوةٍ --- وتَهلُّ محرمَةً لِذكَ دموعي

فإذا (مَقامُ) الصَّبِّ يا أملي (صبا) --- ما (قرَّ) حيثُ (جوابُهُ) بِضلوعي

ويَخِرُّ قلبي مُثقلاً بِغرامِهِ --- وأقولُ: يا اللهُ! زِدْ بِوقوعي

زِدْ مُهجتي وَلَعًا بِمنْ أحببتَهُ --- فهواهُ في دربي الطويلِ شموعي

فهو الرؤوفُ هو الرحيمُ (محمدٌ) --- وبيومِ حشري مُنقذي وشفيعي

هو خيطُ شَمسٍ نحوَ حُبِّكَ سيدي --- مَغنايَ نحوَ عبادتي وربوعي

وهواكَ رَبِّي دونَ حُبِّ محمدٍ --- مِثلُ الحديثِ المرسلِ الموضوع

كمْ تَنحني الدُّنيا له في دَهشةٍ --- لِعظيمِ خُلقٍ رائعٍ وبديعِ

ويصوغُ مِنهُ الأفقُ وِردَ صلاتِهِ --- وتَشمُّهُ الأرضونَ وَردَ رَبيعِ

**

أمحمدٌ لا زِلتَ لُغزًا حائرًا --- بِنُهىٰ الورى ويَحارُ فيهِ جوابُ

تَتَماوجُ الدُّنيا بِعينِكَ سُكرًا --- إذْ صِيغَ مِنها للسلامِ قِباب

تَمتَدُّ نحوَ الشوكِ وردًا يانِعًا --- نَهرًا عطوفًا رحمةً تنساب

والشوكُ يُدمي الوردَ عمدًا أو عمىً --- وتُصِّرُّ تَمسحُ عينَهُ وتُصاب

وتمدُّ كفَكَ للسلامِ، يَنَالُها --- فكٌّ عَضوضٌ فاغرٌ سَبَّاب

لكنَّها أبدًا تظلُ رحيمةً --- تَهبُ الوفاءَ وعطفُها سيَّاب

يا نَغمةً مُنسابةً في ضَجَةٍ --- سَكَنتْ لها الأرواحُ والألباب

فأتوك أفواجًا لِدينِكَ خُشَّعًا --- وبِشخصِكَ الفَذِّ المُعظَّمِ ذابوا

ونَزَعتَ ما بصُدُورِهم مِنْ غِلظَةٍ --- وهتفتَ دِينُكَ بالعقولِ يُصاب

سُبحانَ مَنْ أعطاكَ بعضَ صفاتِهِ --- فَخَلقتَ وعيًا والعقولُ تُهاب

**

يا طَلعَةَ الفجرِ المُنيرِ تَرقرَقتْ --- في كفِكَ الأضواءُ والأنوارُ

سالتْ بِمكةَ فاستنارَ بِها الهُدى --- وبطيبةٍ فسما بها الأحرار

مِنْ فَجرِكَ انبلجَ الضياءُ فأغرقَ الـ --- ـظلماتِ حتى شَعَّتِ الأفكار

بِجناحِ زوجٍ وابنِ عمٍ وابنةٍ --- حلَّقتَ فالدُّنيا هُدى ومنار

وصَنعتَ بالأخلاقِ عالمكَ الذي --- تحنو لهيبةِ ضوئهِ الأقمار

وَرَبتْ على تلكَ الفضائلِ أمةٌ --- فَتَفتَحتْ في كفِها الأزهار

بِكتابِكَ القُدسيِ أوقدتَ الهُدى --- فَبِهِ القلوبُ معَ العقولِ تُثار

ولِدينِ ربِّكَ قد دعوتَ بِحكمةٍ --- لا السيفُ يحكمُ لا ولا الإجبار

إيهٍ أبا الزهراءِ! صوتُكَ لم يزلْ --- فينا وقلبُكَ للحياةِ مَدار

وضياكَ يخترقُ الحواجزَ والمدى --- ما كانَ يُبصرُ دونَهُ الإبصار

اضف تعليق