على امل اللقاء |
غصن الزيتون |
نقرأ في الدعاء الوارد ليلة عرفة، ويستحب قراءته أيضاً كل ليلة جمعة: (وأسألك باسمك الذي كتب على ورق الزيتون فخضعت النيران لتلك الورقة فقلت: ( يا نار كوني بردًا وسلاماً). إذن فـ (حمامة السلام وهي تحمل غصن الزيتون في فمها) والتي تعتبر رمزا عالمياً للسلام اليوم، قد ترجع في جذورها التاريخية إلى قضية النبي إبراهيم (صلوات الله عليه) وربما أمكن اعتبار هذه القضية مصداقاً ووجهاً من وجوه استجابة دعوته … : ( واجعل لي لسان صدق في الآخرين) إذ هي ذكرى خالدة تذكرنا أبداً بذلك النبي العظيم وبمكانته الكبرى. وأما (الحمامة) فيمكن أن تكون نوعاً من الاقتباس ـ أيضاً ـ من تلك الطيور التي كانت تحاول بقطرات ماء تحملها في مناقيرها الصغيرة أن تطفئ النيران الهائلة المضرمة لحرق إبراهيم … !! ولعل السبب في عدم إطفاء الله النار مباشرة، بل عبر كتابة اسمه على ورقة، هو أن (عالم الغيب) أيضاً قدّر الله له أن يدور في ضمن منظومة من الأسباب والوسائط الجلية أو الخفية، فـ (قبض الروح) بواسطة عزرائيل، والأرزاق عبر ميكائيل، وعبور الصراط عبر صك من الإمام علي بن أبي طالب… ، وإطفاء النار عبر (ورقة الزيتون).. |
السيد مرتضى الشيرازي عن كتاب لسماحته (المقالات) |