مبارك للبصرة ما تحصّلت عليه من خدمات ومرافق جميلة، ونأمل ان يستمر العمل على ادامة هذه المرافق، وزيادتها بعد ان تنتهي البطولة ولا تتوقف بمجرد انتهائها وتعود الامور كما كانت.. ونأمل ايضا أن تنظر المحافظات الأخرى إلى ما حصل في البصرة من تقدم وبوقت قصير نسبيا، حين توفرت الإرادة لذلك...

في ثمانينيات القرن الماضي، قرأت عمودا صحفيا لا يحضرني اسم كاتبه، لكن فكرته المعبّرة ظلت عالقة في ذاكرتي، وخلاصتها؛ أن موظفي دائرة جاءهم تبليغ بضرورة تنظيف الدائرة بجميع مرافقها ومعالجة اي خلل موجود فيها، لأن مسؤولا كبيرا سيزورها.. انهمك الموظفون بالاستعداد لذلك، وقد جعلوا من دائرتهم نظيفة جدا ومرتبة بشكل غير مسبوق، وانتظروا حتى نهاية الدوام، لكن المسؤول الكبير لم يأت أو قيل إنه اجّل الزيارة.. فقال بعض الموظفين؛ إذن هذه النظافة لمن؟! أي أنهم راحوا يتأسفون على ما بذلوه من جهد لجعل الدائرة بشكل لائق امام المسؤول، ولعلهم يشعرون بأن جهودهم ذهبت هباء! ويرد كاتب العمود؛ هذه النظافة لكم! أي أن المكان النظيف والمرتب بشكل جيد يريح المتواجدين فيه وهو لهم وليس لمن يأتيهم بزيارة خاطفة، أو هذا ما اراد قوله كاتب العمود.

في سياق الاستعدادات لإقامة بطولة (خليجي 25) في البصرة، صرنا نشهد وبشكل يومي اهتماما غير مسبوق بالنظافة وترتيب الأمكنة والمرافق السياحية والخدمية المختلفة في المحافظة، التي عانت الكثير من الاهمال في السنين الماضية، وقد جاء هذا الاهتمام بقصد اظهار المدينة بشكل يليق بسمعة البصرة ومكانتها بين مثيلاتها من المدن الخليجية التي تقدمت عليها كثيرا، عمرانيا وخدميا، للأسف.. والسؤال الذي يطرح نفسه، هو لماذا لم يكن هذا الاهتمام من قبل، ولو بزخم اقل مما شاهدناه مؤخرا، لكي تظهر البصرة باستمرار بالشكل الذي يناسب مكانتها ويكون بمستوى اهلها الذين يعرفون بالمدنيّة والرقي ويشهد لهم الجميع بذلك؟.

لا شك أن ظهور البصرة بشكل جميل، وهي تحتضن فعالية رياضية مهمة، أفرحنا جميعا، وصرنا نتابع من خلال وسائل الاعلام المرئية أو مقاطع الفيديوهات التي يبثها (الفيسبوك) بشكل يومي، هذا النشاط ونبتهج لكل مرفق يظهر لائقا ونظيفا وجميلا من مرافق المدينة، سواء الرياضية أو في المناطق الأخرى، لأن حب البصرة يسكن قلوب العراقيين جميعا.

لكن الاهتمام بها يجب أن يبقى مستمرا وليس فقط قبيل اقامة بطولة خليجي 25، ومن ثم يتوقف كل شيء بعد انتهائها، لأن هذه النظافة والاهتمام هو للبصرة والبصريين أولا واخيرا وليس فقط للزائر والسائح.

نشر بعض الاصدقاء على صفحاتهم في الـ(الفيسبوك)، وهم يغمزون المعنيين في المحافظات العراقية والحكومة المركزية، التي أولت مؤخرا اهتماما استثنائيا بالبصرة، أنهم يتمنون لو أن هناك بطولة رياضية تقام في كل مدينة عراقية، ويقصدون من ذلك، أنها ستصبح محط اهتمام المسؤولين فيها، وكذلك العاصمة على غرار ما حصل مع البصرة!.

مبارك للبصرة ما تحصّلت عليه من خدمات ومرافق جميلة، ونأمل ان يستمر العمل على ادامة هذه المرافق، وزيادتها بعد ان تنتهي البطولة ولا تتوقف بمجرد انتهائها وتعود الامور كما كانت.. ونأمل ايضا أن تنظر المحافظات الأخرى إلى ما حصل في البصرة من تقدم وبوقت قصير نسبيا، حين توفرت الإرادة لذلك، وأن تشحذ الهمم من أجل الارتقاء بواقع المحافظات، التي صار أهلها يتمنون لو أن بطولة الخليج تقام فيها لتشهد ما شهدته البصرة من اهتمام.

.............................................................................................
* الآراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق