تقرير حال الثقافة العراقية في 2006 - القسم الاول

راجع القسم الثاني                                               اعداد هيئة التحريرفي شبكة النبأ المعلوماتية

 احوال الثقافة والمثقفين

البيوت الثقافية تزدهر في المدن العراقية بينما تغرق بغداد في العنف  في وقت تغرق فيه بغداد في العنف اليومي الذي لا يوفر حتى المثقفين، تشهد مدن عراقية أكثر أمانا افتتاح منتديات ثقافية تسعى إلى ضخ الحياة في حركة الثقافة. وتشجع وزارة الثقافة هذه المنتديات التي أطلق عليها البيوت الثقافية في إطار سعيها لتعزيز الأنشطة الثقافية في المدن المختلفة. وقال مدير دائرة العلاقات الثقافية في وزارة الثقافة، عقيل المندلاوي: انشاء منتديات للثقافة يهدف الى تنشيط الحركة الثقافية في المدن والعمل من خلالها على مواجهة مظاهر العنف وتكريس مفاهيم الانسانية من جهة واحتضان تجارب الشباب من جهة اخرى.

 وتوزعت المنتديات الثقافة وهي الاولى في نوعها، على كبريات مدن تسع محافظات هي نينوى والانبار والتأميم وبابل وكربلاء وذي قار والبصرة والديوانية والنجف. ويعمل في هذه المنتديات عدد من الادباء والكتاب والفنانين، سواء في مجال المسرح والفن التشكيلي.

 من جهته، قال مدير البيت الثقافي في محافظة البصرة، عادل عبد الرزاق: المنتدى فتح ابوابه امام تجارب الشباب في مختلف الالوان الادبية والفنية ووجد الادباء والفنانون الشباب في المنتدى متنفسا لتقديم نتاجهم المتنوع. واضاف: بدأ المنتدى يستقطب اعدادا كبيرة من المثقفين والادباء والفنانين من خلال الامسيات الادبية التي يقيمها والمعارض الفنية والجلسات النقدية. ونظم البيت الثقافي في محافظة البصرة ضمن برنامجه معرضاً تشكيلياً للفنان صبري المالكي، عرضت خلاله 25 لوحة فنية ومعرض للكتب التي صدرت في العاصمة. وتابع عبد الرزاق: اصبح البيت الثقافي حلقة وصل مع الابداع الذي تشتهر به المدينة بحيث ينظم انشطة اسبوعية تجمع المثقفين في المحافظة.

إغلاق صحيفة عراقية نشرت كاريكاتيرا مسيئا لرايس والمالكي

 أصدر مجلس محافظة نينوى قرارا بإغلاق إحدى الصحف المحلية الصادرة في مدينة الموصل شمال بغداد على خلفية نشرها رسما كاريكاتيريا يظهر وزيرة الخارجية الامريكية كوندواليزا رايس وهي تضم رئيس الوزراء العراقي إلى صدرها وترضعه. وقال المحامي عامر جهاد قائممقام الموصل إنه تسلم أمرا صادرا من مجلس محافظة نينوى بإغلاق صحيفة "المجتمع المدني" التي تصدر عن منظمات المجتمع المدني في مدينة الموصل. وأشار إلى أنه رفض تنفيذ الامر معتبرا إياه "محاولة لتكميم الافواه".

الأستاذ الجامعي وقلق الدفاع عن ثقافة الحياة

أكثر من (300) أستاذ عراقي اغتيلوا، و(3000) هاجروا

قلق الموت ظاهرة منتشرة في الوسط الأكاديمي

(91%) يخشون ميتة مؤلمة

(66%) يلاحقهم هاجس التعرض للقتل في أية لحظة؟!

توصل الفرد العراقي بجميع فئاته وانتماءاته إلى اقتناع متين بأن الهدف الأغلى أصبح(عدم الموت) فحسب بدلاً من (الحياة)؛ مع ادراكه الدقيق أن المقصود بالموت هو الاغتيال والتفجير ورشقات الرصاص التائهة!

وتتصدر فئة المثقفين والتكنوقراط قائمة هؤلاء الباحثين عن "عدم الموت"، إلا أنه من العسير الحصول على أرقام دقيقة، غير أن الوقائع والدراسات توحي بأن الأطباء والأكاديميين عرضة للخطر بوجه خاص ..فطبقاً لإحصائية أعلنتها وزارة الصحة العراقية، أودت الأوضاع الأمنية المتدهورة منذ نيسان 2003م وحتى حزيران 2006م بحياة (720) طبيباً وملاكاً صحياً، فيما قدرت احصاءات أخرى غير رسمية عدد الذين هاجروا هرباً من القتل والاختطاف بحدود ألفي طبيب.

ووفقاً لدراسة سابقة قامت بها وزارة الصحة العراقية، وانتهت منها في نيسان 2005، فإن الجماعات المسلحة اختطفت ما يتراوح بين (160) و(300) طبيب عراقي منذ نيسان 2003، وقتلت أكثر من (25). وقد فر نحو (1000) طبيب من البلاد، حسبما جاء في الدراسة، ويتبعهم نحو (30) آخرين في المتوسط كل شهر.

وفي تصريح، أعلن رئيس رابطة التدريسيين الجامعيين في العراق أن عدد الذين تم اغتيالهم من التدريسيين الجامعيين حتى صيف 2006م، وصل إلى (172)، بينما بلغ من هاجر منهم (3000)، أما اذا شملنا الاستشاريين والمحاضرين فان العدد يتجاوز (300) قتيل، وهذا لايشمل الاطباء الاستشاريين والمهندسين وأئمة المساجد الحاصلين على الشهادات العليا.

وفي دراسة أعدها الطبيب الاستشاري العراقي (إسماعيل الجليلي)، وعُرضت في (المؤتمر الدولي حول اغتيال الأكاديميين العراقيين)، الذي عُقد في العاصمة الإسبانية مدريد في نيسان 2006م، أوضحت التحليلات الاحصائية أن (80%) من عمليات الاغتيال استهدفت العاملين في الجامعات، ويحمل أكثر من نصف القتلى لقب أستاذ وأستاذ مساعد، وأكثر من نصف الاغتيالات وقعت في جامعة بغداد، تلتها البصرة، ثم الموصل، والجامعة المستنصرية. و(62%) من العلماء المغتالين يحملون شهادات الدكتوراه، وثلثهم مختص بالعلوم والطب، و(17%) منهم أطباء ممارسون، وقد قتل ثلاثة أرباع العلماء، الذين تعرضوا لمحاولات الاغتيال. هذا القتل "المضبوط" يؤكد قناعة الدكتور الجليلي، أن عمليات الاغتيال والاختطاف تتبع النمط المعروف باسم "مجزرة السلفادور"، وهي في الواقع سلسلة مجازر أشرفت على تنفيذها وكالة المخابرات المركزية الأميركية في بلدان عدة في أميركا اللاتينية.

إن هذه المعطيات والاحصاءات (ومن دون الخوض في أبعادها السياسية والأمنية)، تقدم مؤشراً أولياً على حجم الآثار النفسية المدمرة التي قد يتركها قلق أساتذة الجامعة العراقيين من احتمالات الخطف والقتل. فقد كشفت دراسات أجريت في مجتمعات شرقية وغربية مستقرة نوعاً ما، أن قلق الموت يتناسب طردياً مع الاكتئاب، والانطواء الاجتماعي، وسهولة التأثر بالمشاعر، والتوتر، والأعراض العصابية، والأعراض الذهانية؛ وإنه يتناسب عكسياً مع الثقة بالنفس، والمهارات الاجتماعية، والانبساط، وقوة التحمل، وتوقير الذات، وتحقيق الذات، والاتجاهات الموجبة نحو الذات، وقوة الأنا، والاحساس بالغاية من الحياة. كما أشارت دراسات أخرى إلى أن ازدياد ذكاء الفرد يقلل من خوفه من الموت، وإن خوف الطبقة الوسطى من آلام الاحتضار أكثر من خوف الطبقات الدنيا والعليا منه، وإن الخوف من الموت يتناقص نتيجة التعرض لمستويات أعلى من التعليم، وإن النساء أكثر قلقاً حيال الموت من الرجال. إلا أنه لا يوجد اتفاق بين نتائج الدراسات حول طبيعة العلاقة بين قلق الموت وكل من التدين والعمر.

وللإسهام الريادي بتقصي المسارات النفسية التي يمكن لقلق الموت أن يسلكها في الشخصية العراقية المثقفة، قام فريق بحثي من الجمعية النفسية العراقية، بتصميم مقياس لقلق الموت مكون من (15) فقرة، تتم الاجابة عليه بخمسة بدائل تتراوح بين "موافق جداً" و"غير موافق اطلاقاً"، وتطبيقه على عينة من أساتذة جامعتي بغداد والمستنصرية، ذكوراً وإناثاُ، من حملة شهادتي الماجستير والدكتوراه، ومن مختلف الفئات العمرية والرتب العلمية (أستاذ، أستاذ مساعد، مدرس، مدرس مساعد). وقد تمخض التحليل الاحصائي للنتائج عما يأتي:

* إن عينة الأساتذة تعاني قلق الموت.

* إن الإناث أكثر معاناة لقلق الموت من الذكور.

* لا يوجد ارتباط بين قلق الموت والرتبة العلمية، بمعنى أن قلق الموت يرتفع وينخفض بمعزل عن الرتبة العلمية للأستاذ الجامعي.

* لا يوجد ارتباط بين قلق الموت والفئة العمرية، بمعنى أن قلق الموت يرتفع وينخفض بمعزل عن عمر الأستاذ الجامعي.

أما نسب موافقة الأساتذة على فقرات المقياس، فتحددت بالآتي:

* أخشى أن أموت ميتة مؤلمة. (91%)

* أفكر في موت الأحباء. (81%)

* أخشى التدهور الجسدي الذي يصاحب الموت البطيء. (72%)

* يقلقني أن يكون الاحتضار مؤلماً جداً. (69%)

* يرعبني منظر جسد ميت. (66%)

* أشعر أن الموت في كل مكان. (66%)

* يلاحقني هاجس أن أتعرض للقتل في أي لحظة. (66%)

* أفكر في موتي الشخصي. (53%)

* أفضل أن أتجنب صديقاً يحتضر. (53%)

* أود تجنب الموت مهما كلفني الأمر. (50%)

* أفكر في الموت قبل ذهابي إلى النوم مباشرة. (47%)

* الموت أفضل من حياة مؤلمة. (38%)

* أشعر بانني أقرب إلى الموت مني إلى الحياة. (31%)

* أخاف بشدة أن أموت. (31%)

* ترعبني فكرة تفسخ الجسد بعد الموت. (28%)

استنتاجات

إن نظرة استقرائية لمجمل هذه النتائج، وأخرى انتقائية لبعض النتائج، ستقودنا إلى الآتي:

* إن "قلق الموت" ظاهرة منتشرة لدى هذه العينة من أساتذة الجامعة العراقيين، إذ لا يقترن هذا القلق بعمر معين أو رتبة علمية معينة، مما يدل على تأثيره المنتشر لديهم. أما النساء فأبدين قلقاً حيال الموت أكثر من الرجال، وهي نتيجة متسقة مع الأدبيات النفسية السابقة التي فسرت ذلك بالقول أن المرأة عموماً تشعر بأمان أقل، ومن ثم يكون قلقها من الموت أعلى، كما إن توقعات الأدوار الجندرية تتطلب في العادة من الذكور أن يكونوا "شجعاناً" لا يظهرون خوفاً أو قلقاُ بهذا الصدد، فضلاً عن إن قلق النساء المرتفع لا يتعلق فقط بموتهن شخصياً بل بموت أزواجهن أيضاً.

* تصدّر الخوف من (ميتة مؤلمة) اهتمامات أفراد العينة، وتبعه القلق من (موت الأحباء). وتؤشر هاتان الفكرتان مستوى الاحتراق النفسي والشعورالحاد بالتهديد اللذين يعانيهما الأستاذ الجامعي العراقي في رحلته اليومية بين بيته وقاعة المحاضرة.

* إن ثلثي أفراد العينة فأكثر، يساورهم القلق من ميتة مؤلمة، ومن منظرجسد ميت،إلى جانب أفكار اقتحامية بأن الموت يحيط بهم في كل مكان وإنهم معرضون للقتل في أي لحظة. وقد تعني هذه التوصيفات أن عناصر وسواسية وأخرى اضطهادية بدأت تتغلغل في تفكير الأستاذ الجامعي.

* تمحورت الأفكار (الفقرات) التي حازت تأييداً تراوح ما بين نصف أفراد العينة إلى ربعهم فقط، حول تجنب الموت، والتفكير به، والخوف منه، ومدى قرب الفرد منه، مما يعكس لامبالاة نسبية نحو المفهوم التقليدي للموت إذا ما طرح مجرداً من الألم والتهديد بالقتل.

* إن المهمة الجوهرية التي تضطلع بها الشخصية الأكاديمية، هي صنع الحياة بأسمى غاياتها، ابتداء من المحاضرة الجامعية، ومروراً بالبحث العلمي النظري أو المختبري أو الميداني، ووصولاً إلى رص الحقائق الخالدة في مكتبة العقل البشري. فهل يمكن لدافع صنع الحياة هذا في النفس البشرية، أن يتعايش مع قلقها العميق والموضوعي من الاغتيال وآلام الموت؟!

يبرهن الواقع العراقي كل يوم على أن قلق الموت لدى أكاديميي الجامعات العراقية لم يشكل عائقاً أمام وعيهم الحضاري العميق بأن استماتتهم في الدفاع عن ثقافة الحياة، هو الوسيلة الوحيدة الناجعة على المدى البعيد، لنزع أنياب الموت الغادر، ورد الاعتبار لمفهوم "الخلود" بديلاً من كل ثقافات التغييب والإفناء!

الإرث الثقافي في العراق مهدد بالضياع

"العراق يخرّب إرثه الثقافي بإيقاع متسارع، وعلينا أن نوقف ذلك". هذا ما قاله "رينيه تايخلر"ـ عالم الأنثروبولوجيا، وخبير الحفاظ على الآثارـ الذي عمل قبل عام ونصف في مشروع متعلق بالآثار العراقية.  الأوضاع التي كانت سيئة قبل عام ونصف ازدادت سوءاً بعد تشكيل الحكومة الحالية.

يؤكد خبير الآثار "تايخلر" حدوث آلاف الحالات من نهب الآثار أسبوعيا في العام الماضي، وقد ازداد الأمر سوءاً منذ ذلك الوقت. الفصائل المتصارعة تستخدم تهريب الآثار لتمويل معاركها، إلى جانب تجارة المخدرات والأسلحة. وقد ازدادت أعمال النهب الآن بعد توقف دفع الأجور لحراس المواقع الأثرية، رغم أن عدد أولئك الحراس لا يزيد على 1400 شخص؛ لحماية آلاف المواقع.

. ويقول الخبير الهولندي: إنّ آثار ما قبل الإسلام تم مؤخراً اعتبارها"أوثاناً". وهذا ما سيلحق أضراراً هائلة بالآثار الواقعة في محافظة ذي قار مثلاً، وهي محافظة تضم آثاراً يمتد تاريخها من عام 3200 قبل الميلاد وحتى عام 500 بعد الميلاد.

الصور المأخوذة بالأقمار الصناعية تؤكد مخاوف الخبير الهولندي؛ مواقع آثارية تتوسطها حفر كبيرة، في محافظة ذي قار مثلا. هذه الصور دعت عدداً من الخبراء البارزين في مجال الآثار إلى الإسراع بإصدار نداء عاجل ناشدوا فيه الحكومة العراقية "ضمان حماية المتاحف، والمواقع الأثرية، والمعالم التاريخية". وكان من بين أصحاب النداء "ميكوير جيبسن"، أحد أبرز الأساتذة المتخصصين في آثار وادي الرافدين في جامعة شيكاغو.

المتنبي يلفظ انفاسه لاحقا بركب الغزل والصفافير

حظر تجوال الجمعة يحول مكتبات شارع الكتب الي مخازن للعدد الكهربائية

حمل باعة ورواد شارع االمتنبي الحكومة ووزارة الثقافة والدوائر المعنية مسؤولية تردي اوضاع شارع المتنبي وتراجع مبيعات الكتب والمطبوعات المحلية والخارجية وبالتالي تردي اوضاعهم المعيشية.

مؤكدين في احاديث لهم  إن حظر تجوال المركبات ظهيرة كل يوم جمعة اسهم في اطلاق طلقة الرحمة علي مقولة (القاهرة تؤلف وبيروت تطبع وبغداد تقرأ) متسائلين متي سيقرأ المواطن العراقي وهو يمر بظروف لايحسد عليها زادها وأثقلها فرض حظر التجوال ظهيرة كل جمعة لتشل تماما حركة بيع وشراء وتداول الكتب بانواعها في اقدم شارع ببغداد عرف بتصدير واستيراد الثقافات من خلال المطبوعات المختلفة والاهم من هذا قتل المتنفس الوحيد للمثقف والاديب والفنان العراقي وهو لقاءاته التي يفرغ فيها جزء كبير من همومه اليومية في مقهي الشابندر او المحال والاكشاك التي عادة ما يجتمع فيها بزملائه بل وحتي علي أرصفة المتنبي ويتحادثون احاديث لاتخلو من الهموم الثقافية والاجتماعية والسياسية. المواطن سليم تكليف (58 عاما) صاحب مخزن لبيع الكتب في المتنبي يقول ( ان الاوضاع التي تمر بالشارع الآن هي أسوأها ومنذ أن عرفنا هذا الشارع الذي يعني بالثقافة ، واؤكد إن أصحاب المحال والمخازن بدأوا يصفون بضاعتهم من كتب ومطبوعات وبيع وتأجير محالهم لتكون مخازن لعدد كهربائية او يدوية وغيرها من البضائع التي لاشأن لها لامن قريب او بعيد بالثقافة ليصبح الشارع حاله حال شارع النهر الذي فقد بريقه وسوق الصفافير الذي هجره رواده ومبدعيه). الكاتب عادل الصفار (51 عاما) احد رواد الشارع اكد انه وبالرغم من حظر التجوال يحرص علي التجوال في شارع المتنبي ظهيرة كل جمعة بحكم قرب داره السكنية من السوق ، ويقول (لم انقطع عن زيارة شارع المتنبي واحاول ان اصبر نفسي علي ان الشارع لازال بخير وهو يعج برواده المثقفين من كل صوب وجانب ويغص بالكتب والمطبوعات الغنية بكل شيء ، ولكن هو بالتالي حلم اصحو منه سريعا لاجد انني وسط من يعدون علي الاصابع والذي حالهم لايختلف عن حالي فهم يسكنون قريبين من الشارع وهم مرضي بحب الشارع ويصرون علي ان لايتركوه حتي في اسوء حالاته واعتقد ان الشارع لم يمر باسوأ من حاله الآن خاصة وان اطفال المنطقة اختاروه ساحة لكرة القدم بعد ان كان يغص بالرواد ومن مختلف الثقافات ليجد اصحاب المحال والاكشاك وحتي الباعة علي ارصفته خير مصدر رزق لهم ولعوائلهم ويااطيبه من رزق في وقت تصل البطالة ذروتها وبسط الشارع رزقه علي الكثير من المواطنين الذين بدأوا يصرفون بضاعتهم من غير الكتب علي رواد الشارع). الفنان التشكيلي كريم المهداوي (38 عاما) يقول (لقد اغلق حظر التجوال المفروض علي المركبات ظهيرة كل جمعة المنفذ الوحيد المتبقي لنا كفنانين تشكيليين وبعد ان شلت حركة بيع وشراء اللوحات والاعمال التشكيلية في الكرادة باستثناء لوحات محدوده جدا وجدنا ان المتنفس الوحيد لتصريف لوحاتنا لنديم رزقنا هو شارع المتنبي بعرضنا لوحات واعمال تشكيلية الي جانب الكتب والمطبوعات ولاقت اقبالا لابأس به من قبل رواد السوق الذين غالبيتهم من المتذوقين للفن والثقافة). المواطن أبو أركان (55 عاما) من رواد الشارع يقول (إن حظر التجوال لم يؤثر علي حركة بيع وتداول الكتب فقط بل وجعل ركودا غير طبيعي في أسعار الكتب والمجلدات وتراجعت أسعارها بشكل ملفت للنظر وصار المواطن يتردد من شراء الكتب وبالمقابل عزوف الباعة من بيع مطبوعاتهم لتدني الأسعار وهذا الأمر اثر سلبا علي بيع وشراء وتداول الكتب والمطبوعات مثل ماكانت عليها قبل إعلان حظر التجوال مع بدء الخطة الأمنية) .

شارع المتنبي يتحول الى شارع اشباح كل جمعة

الحظر الامني يدمر الثقافة بشارع المتنبي العراقي

مثقفون عراقيون يحتجون على منع التجول الجمعة باحراق كتب في 'بورصة الثقافة' ببغداد.

اضرم ادباء ومثقفون عراقيون  النار في كتب علمية وادبية في شارع المتنبي التاريخي الشهير بمكتباته في قلب بغداد احتجاجا على فرض حظر التجول في هذا اليوم الذي يشهد فيه الشارع "بورصة ثقافية".

واطلق المحتجون عبارة "حرائق المتنبي" على تجمعهم الاحتجاجي مطالبين الحكومة العراقية والمسؤولين برفع حظر التجول المفروض على العاصمة كل جمعة والذي تسبب في شل الحياة الثقافية التي كان يشهدها الشارع في العطلة الاسبوعية.

وقال نعيم الشطري صاحب اقدم مكتبة في هذا الشارع "من حق المثقفين العراقيين ان يطالبوا برفع الحظر في هذا اليوم لان الحياة الثقافية تموت ويصبح المكان شارعا للاشباح وليس للثقافة وملتقى المثقفين".

واضاف الشطري احد مؤسسي "جمعة المتنبي" ان هذا الشارع هو "الغذاء الفكري لكل مثقف عراقي وعربي والرافد الوحيد لهذه الشريحة المهمة لكن حظر التجوال هذا (...) حرم العديد من العراقيين من الحضور الى الشارع في هذا اليوم".

والشطري (65 عاما) صاحب مكتبة تحمل اسمه فتحت في 1958 في شارع المتنبي واصبحت احدى اشهر المكتبات في الشارع مع المكتبة العلمية ومكتبتي عدنان ومحمد رضا القاموسي.

وقال الناقد السينمائي كاظم رشيد سلوم ان "شارع المتنبي هو المكان الوحيد لملتقى اسبوعي جميل لجميع المثقفين والادباء العراقيين من مسرحيين وفنانين تشكيليين وقصاصين لكن حظر التجوال الجمعة يحرم هؤلاء من تلك الملتقيات".

من جهته، قال الاديب العراقي سعدون هليل ان "حظر التجول في هذا اليوم ادى الى تحويل المتنبي الى شارع اشباح لا يرى فيه سوى الخراب الشامل (...) لقد اصبح الجمعة يوما حزينا وبائسا لكل العراقيين وخاصة المثقفين".

وعبر سلوم (48 عاما) الذي يعمل كاتب سيناريو وفي النقد السينمائي عن امله في ان "يرفع اصحاب القرار السياسي الحظر الذي قتل الطقوس الاسبوعية لهذا الشارع وحرم العائلات العراقية ايضا من عملية البحث عن المصادر العلمية والكتب الادبية وتزود طلبة الجامعات بالمعارف الفنية والادبية المختلفة".

الانترنيت والتلفزيون ملاذاً

 استغلال اوقات الفراغ بعيدا عن المخاطر

الظروف الاستثنائية التي يعيشها العراقيون، جعلت خياراتهم في استغلال اوقات فراغهم قليلة، بسبب كثرة ساعات حظر التجوال، والمخاطر المختلفة في استقلال الوقت خارج منازلهم

الليل البغدادي لم يفقد سامريه متعة السهر حتى في غرفهم المغلقة، في بيوتهم المحصنة، فقد وفر الانترنيت، معجزة العصر وسيلة فعالة للهرب من واقع بغداد المضجر والمثير للرعب والفزع، الداعي الى العزلة والانكفاء، وللاتصال بالاخرين، واذا كان (الانترنيت) قد شكل ادمانا خاصا في بلدان اخرى لا تعاني ما نعانيه نحن في العراق، الامر الذي الجأ الكثيرين الى ملازمة غرفهم وبيوتهم اختيارا، مسرورين بمدى المتعة التي توفرها لهم اتصالاتهم واحاديثهم مع اصدقائهم  على الجانب الاخر من النهر الانترنيتي، فقد تعذر علينا نحن البغداديين زيارة اقرباءنا واصدقائنا في جانب الرصافة، الجانب الشرقي من دجلة الخالدة.

لهذا اصبحنا اصدقاء متلازمين، وخدمة ياهو ماسنجر وغرفة التشات، ودفتر عناوين البريد الالكتروني، وقد هونت الدردشة المكتوبة والمسموعة معاناتنا من العزلة، ووفرت علينا مخاطر الانتقال عبر شوارع لا تدري متى تنفجر فيها السيارات او العبوات الناسفة، او متى تسقط عليها حمم المورتر(الهاونات).

ومنذ تفجير مرقدي الامامين علي الهادي والحسن العسكري (ع) في سامراء، وموجة العنف الطائفي لم تتوقف، وبغداد، هي المدينة الاكثر معاناة من مدن العراق، ويصعب احيانا التنقل في شوارعها حتى بين الاحياء المتجاورة فكثيرا ما تغلق شوارع احياء ها، وعندها تموت الحركة او تشل وتتقطع اوصال بغداد، هذا اذا لم تعلق الحكومة لافتة منع التجول في العاصمة في مناسبات محددة وفي ظروف معينة، في ايام غير يوم الجمعة، الذي لم نعد نأمل ان نرفع فيه منع التجول، وحرمنا فيه من اسواق الجمعة البغدادية، ومن قضاء العطلة الاسبوعية في زيارة بعض معالم العاصمة او التنزه في حدائقها او زيارة الاقارب والاصدقاء واداء بقية الالتزامات والفعاليات الاجتماعية، الامر الذي رسخ الرغبة في الالتصاق بشاشة الحاسوب والتعامل مع الخدمات الانترنيتية، كبديل امن ومحبب وسهل للتواصل مع العالم.

والليل المقفل في هذه المدينة اعتبارا من الساعة التاسعة مساءا حتى الفجر، وحملات العنف المتبادل، والتهجير القسري، اعطت البديل الانترنيتي قيمة اعتبارية اكبر من قيمته الحقيقية وما زاد اللهفة عليه هو انقطاع التيار الكهربائي ساعات عديدة، وانطفاء اجهزة الحاسوب وانقطاع التواصل عبر شبكة الانترنيت اضافة الى الوحشة والشعور المرضي بالوحدة الى جملة نواحي المعاناة الاخر لدى المواطن البغدادي.

الانترنيت والتلفزيون كان الخيار الانسب للكثير منهم خاصة ان مثل هذا الخيار ينأى بهم عن الكثير من المخاطر.

يقول محمد هاشم (21) سنة (انا امضي معظم وقتي في هذا المركز لمحادثة ابن خالتي الذي هاجر إلى اليونان ليخبرني عن حياته هناك ومدى سعادته بالحصول على ابسط الاشياء التي حرمنا منها نحن الشباب). فيما تضيف اسراء فائق (29) سنة وهي الفتاة الوحيدة التي في المركز جاءت مع اخيها للتحدث مع عمتها وصديقتها عبر الانترنيت: (جئت إلى هنا لاني اعتبر هذا المكان الوحيد الذي استطيع الذهاب اليه لتبادل الحديث مع اقربائي وتمضية بعض الوقت اضافة إلى اني بحاجة إلى بعض المصادر لتحضير رسالة الماجستير، لا استطيع استخدام الانترنيت في المنزل لان تكلفته باهظة الثمن).

(ام أوس) قالت (اني موظفة اذهب إلى الدائرة مرة واحدة في الاسبوع بسبب الوضع الامني واقضي معظم وقتي في متابعة المسلسلات والبرامج المسلية وابتعد عن نشرات الاخبار التي اتعبت اعصابنا ولا استطيع اصطحاب ابني (أوس) إلى مدينة الالعاب او الحضانة بسبب خوفي عليه فاشتري له الالعاب للتسلية وبعض الاحيان اجعله يشاهد قناة (سبيس تون) للاطفال.

أسئلــة الثقافــة العراقيـــة الآن

الثقافة وعلاقتها بتشكيل هوية العراق

أية ثقافة عراقية الآن؟ وأية ثقافة عراقية غداً؟ 

 

احمد عبد الحسين:ما أهلية الثقافة العراقية للدلالة على العراق؟

يبدو السؤال غريباً، لكنها غرابة العراق ذاته الذي كلما استيقظ وجد نفسه مجبراً على استئناف أسئلة جوهرية تتعلق بهويته، وهي غرابة ثقافة العراق أيضاً التي حملتْ على عاتقها عبئاً مضاعفاً في تمثيل دولة اجتهد ساستها قديماً وحديثاً في تغييب ملامحها.

الانعطافة الحادة التي فاجأتنا في التاسع من نيسان 2003 أثبتتْ أنْ حاجتنا إلى الثقافة مصيرية،  اختفت النواة الصلبة للدولة باختفاء سلطةٍ احتكرتْ اسم العراق طويلاً وجرجرته وراءها في فوضاها الدمويةِ، واختفتْ إلى الأبد طاقةُ النبذ التي حجزتْ ثقافة العراق عن قدرتها على تمثيل العراق. لكنْ ... هل بمقدورنا اليوم الحديث عن ثقافةٍ تشتغل في المركز الذي احتكره السياسيّ طويلاً، المركز الذي يعطي معاني نهائية وجازمة تسهم في رسم مصير الدولة، وتشارك في صياغة المجتمع، وتخلق قيماً مهيمنة فيه؟

هل الثقافة العراقية متداوَلة؟ هل تمتلك في مطاويها ما يضمن لها أن تخرج عن سياقاتها التقليدية باعتبارها سلعة تُنتج في فضاء الندرة وتعرض في فضاء أكثر ندرة ليتلقفها "زبائن" نادرون؟

أية أهمية لها اليوم في فضاءٍ له سمات الديمقراطية وملامحها دون أن يكون ذا جوهر ديمقراطي؟

هنا مثقفون عراقيون من خارج العراق ، فيهم الروائيّ والسينمائيّ والشاعر والباحث والقاص..

قاسم حول : الثقافة بُعدٌ استراتيجي

سينمائي وكاتب عراقي مقيم في هولندا

الإرث والإرث الثقافي ليس كلمة في الفضاء تلهو بها الريح أو تستقر بالمصادفة، إنما هي نتاج جيني مناخي طوبوغرافي فسلجي متوارث في المكان عبر الحقب الزمنية. ولذلك فإن أية محاولة طارئة تريد أن تفرض قراءة جديدة وكتابة جديدة على التأريخ وأدلجة الثقافة ومنحها قيما جمالية غير القيم الجمالية المتوارثة التي شكلت لغتها الجمالية وشكلها الفني المتفاعل مع تطور الحياة والحقب بعلمية شديدة، إنما هي ثقافة طارئة ليس لها مكان في الأرض.. الخروج من عالم الإيديولوجيات هو فضاء جديد للحرية وليس تغييرا في المسار الثقافي المتفاعل جدلا مع العصور بمعناها الطبيعي وليس القسري. فالإيديولوجية الشيوعية على سبيل المثال لم تستطع أن تخلق لا في العراق ولا في روسيا لنفسها ثقافة شيوعية بل أن جميع الأفلام ذات البعد الإيديولوجي ونظرية الواقعية الاشتراكية في الفن والأدب لم تحقق أية قيمة في مجال الإبداع الفني والأدبي وبقيت الروايات العظيمة والأفلام العظيمة في روسيا نابعة من الإرث الثقافي للشعب الروسي. الثقافة هي بعد ستراتيجي في الحياة فيما السياسة هي في عالم المتغيرات وأقول وأؤكد دائما (عندما تسقط السياسة يسقط النظام وعندما تسقط الثقافة يسقط الوطن).

خالد سليمان : التصادم مع الماضي والراهن 

مثقف كردي مقيم في كندا

لوصف الواقع الثقافي العراقي الراهن قد لا نحتاج سوى إلى الواقع ذاته ، ذلك ان أي وصف أو سرد تاريخي ، رغم القبول به كمنطق خلفي للأحداث ، ينقصه شكل أداء اللاعبين الجدد في رسم العراق اليوم . ولإيجاد صورة واضحة عن العراق بين تاريخيته المزدوجة في رحم الكولونيالية والعروبة ومكوناته الطبيعية ، وبين حاضره المشدود بثقافة الأقوام والطوائف والمذاهب الخارجة - المتحررة ضمناً - من دهاليز " البعث السوداء " يجدر بنا البحث عن آليات إنتاج الثقافة . فأية صورة عن العراق الراهن ثقافياً ، ترتهن على فعالية القوى الاجتماعية الجديدة في شكل ظهورها على الأقل . يمكننا القول ان الأسئلة التي تضع الثقافة في أُفق تأجيل دائم ، هي ذات الأسئلة التي تضع المستقبل على فكرة استقدام ملزم على الشروط الاجتماعية الجديدة المتمثلة في قيم إعادة تجميع الطائفة أو المذهب في دائرتي السياسة والدين . ولايمكننا بالتالي الحديث عن اية فعالية مفترضة للثقافة العراقية دون ربطها بالسياسة " الترميزية " الحالية التي تعتمد بالدرجة الأُولى على واقع أُبتذل فيه شرّ الماضي والحاضر لدرجة الاستقواء بجميع الوسائل المتاحة ...الثقافة العراقية اليوم ، هي ثقافة التصادم مع الماضي والراهن ، ذلك ان تحرير البلد من عصر البعث لم يؤد إلى تحريره من مفردات العنف والتنكيل . وللسبب ذاته نرى ان هناك شرخاً واسعاً بين القوى الاجتماعية الجديدة إذ تستقوي كل واحدة منها بقوتها ونفوذها ورموزها ، وبين الواقع المسمى بالــ " الإنتقالي " . ولأن تواجه الثقافة العراقية اليوم سلطات موقعية دينية ومذهبية وقومية ، تترتب عليها احتمالات المقايضة والترويض ايضاً ، ذلك ان جميع الحقول الإعلامية والصحافية والأكاديمية تخضع للسلطات ذاتها ، يجدر بنا قراءة مشهدنا الثقافي وفقاً لآليات " الوقع الجديد " وتداعياته النكوصية إن صح التعبير ...

د. محسن الرملي : التطلّع الى  الجديد وعدم التردّد في التجريب 

كاتب واكاديمي عراقي مقيم في اسبانيا

من أبرز سمات الثقافة العراقية انها ثقافة ثقافات أي أنها ليست بوجه ولون وبُعد وأصل واحد وإنما هي مزيج من تعدد ثقافي سواء من حيث تعدد مصادرها التي ورثتها بخطيها الرسمي العام والشعبي، كتعدد الحضارات، اللغات، العرقيات، الأديان، المذاهب، الأيديولوجيات، التجارب.. وغيرها، إضافة إلى تنوعها وتعدد ألوانها وفق المراحل.. وربما هي من أكثر الثقافات في العالم التي مرت ومازالت تمر بمراحل مختلفة ومتقلبة وتتعرض لهزات عنيفة في كل عقد تقريباً منذ أن وجد العراق على هذه الأرض. وبعض السمات الأخرى التي أشارت إليها بعض دراسات حنا بطاطو  وعلي الوردي ورشيد الخيون وسليم مطر وسلام عبود.. وغيرهم.

ما يميز الثقافة العراقية أيضاً ويدل عليها هي تلك السمات الجوهرية الثابتة فيها على الرغم من كل ما تعرضت وتتعرض له من هزات قوية ربما لو تعرضت لها ثقافة أخرى، غير العراقية، لما صمدت أمامها ولتبدلت تماماً أو اندثرت، وهذه السمات الرئيسة أو المحورية أو الأصيلة التي أعانتها على الحفاظ على لون هويتها هو ما يفترض بنا أن ندرسه ونعيد التعرف عليه ونؤشره بشكل عميق وجلي وننطلق منه فيما يتعلق بالكيفية التي علينا التعامل بها وطبيعة توظيف الدور الثقافي. ومسؤولية إعادة طرح الأسئلة ومحاولة الإجابة عليها فيما يتعلق بالهوية وبمعرفة الذات والتعريف بها هي مهمة اضطلع بها المثقفون كما هو الأمر في تجارب شعوب أخرى عندما مرت بمراحل شبيهة بالمرحلة التي نمر بها الآن، ومن ذلك على سبيل المثال تجربة الألمان واليابانيين وتجربة جيل الـ 98 الإسباني الذي تحدث حينها عن (إسبانيتين) كما نتحدث نحن الآن عن (عراقين) أو أكثر، وبفضل ما قاموا به من مراجعة وتشخيص لسمات وخصائص الهوية الذاتية لثقافاتهم تمكنت شعوبهم ونخبهم السياسية من معرفة الطريق الأصح في النهوض. وبلا شك أن الوجه الثقافي هو الأفضل والأنصع والأصح في تمثيل العراق والدلالة عليه وليس الوجه السياسي الذي هو الآن وجه بلا ملامح وإن كانت فهي مرتبكة ومشوهة ومريضة وهزيلة. كذلك فإن المثقفين ونتاج ونشاطات الثقافة العراقية لم يكفوا عن انخراطهم وتفاعلهم وفاعليتهم في العصر، لهم تواجداتهم وحضورهم الآن في العراق وفي كل بقاع الأرض وهم على الرغم من كل ما عانوه إلا أنهم لم يتخلوا عن تمثيل ثقافتهم باعتزاز وعن الاطلاع والافادة والتفاعل مع الجديد والمعاصر فكرياً وثقافياً وفنياً.. وهذه إحدى السمات البارزة في المثقف والثقافة العراقية أنها دائمة التطلع إلى التجارب الجديدة وعدم التردد في التجريب. الثقافة والمثقف العراقي الآن لا تنقصهما القدرة الغنية على الإبداع أو التفكير أو العطاء وإنما الذي يحد من فعله هو الافتقار إلى المناخ المناسب والسبل والأدوات المناسبة، أي الأمان والحرية والفرصة ووسائل الطباعة والنشر والتوزيع والتوصيل، لأن السياسي والاقتصادي والعسكري هم الذين يهيمنون على كل ذلك الآن، إلا أننا نعلم بأن حال كهذا لن يدوم وعلى المثقف أن يسعى بما يتمكن من تغييره ورفع الصوت بالمطالبة دون الانضواء تحت إبط السياسي والاقتصادي والعسكري بدوافع وأغراض شخصية خاصة وانتهازية مؤقتة، وأن يكون دوره إلى جانب السياسي يصب في صالح الثقافي، أن يحاول التأثير على السياسي لصالح الثقافي وليس العكس، فلا يسمح  أن يقوم السياسي باستخدام المثقف والثقافي كبوق تسويق لصالحه. شخصياً لم ولا أفقد ثقتي بقدرة المثقف والثقافة العراقية على الصمود والنهوض والخلق والإبداع أبداً حتى في حال أن وصلت إلى اليأس من كل الجوانب الأخرى إلا انني لا أفقد أملي أبداً بعطاء الثقافة العراقية اليوم وغداً.

جمال الحلاق : تسيّد الوعي الشفاهي 

شاعر عراقي مقيم في سيدني - استراليا

 ينبغي الاعتراف ان العراق كهوية لم يتأسس الا عام 1921 ، وان الشارع العراقي تأخر في إدراك هذه الهوية لأكثر من عقدين بعد تأسيسها. اقرأ الهوية على أنها تشكّل ثقافي لذا أقول : في البداية كان الشاعر هو الممثل الوحيد للثقافة - ومن هنا جاء تجلّي الزهاوي والرصافي مع تأسيس الدولة - كان هناك تطابق تام بين الشاعر والشارع ، والتطابق جاء لأن الوعي الاجتماعي كان شفاهيا - رغم ان الزهاوي والرصافي اتّجها في كتابتهما نحو الوعي الجدلي وجذّرا له سواء في الكتابة الشعرية او على صعيد البحث ، لكن ، وهذا منعطف خطير جدا ، فقد الشاعر كونه الممثل الوحيد مع بداية تشكّل الاحزاب السياسية / الشفاهية ، خطورة هذا المنعطف تتجلّى في كون الشارع بقي شفاهيا في حين ان الوعي تجاوز ذلك ، وبهذا بقي الشارع خلف الشاعر / السياسي في حين كان هناك من يتوغّل عمقا في خلق هوية خاصة او حتى التجذير لها .

لدينا تأسيسات عراقية عميقة جدا لخلق وعي جدلي خاص ، وعي يتأسس على التأمل وليس على الانفعال ، لكنها ظلت بعيدة جدا عن الشارع ، ليس لأنها قاصرة عن النزول اليه ، بل جاء ذلك نتيجة استغلال الاحزاب السياسية لوعي الشارع الشفاهي والعمل على تنميته دائما ، كانت الاحزاب تتقوّى بالشاعر أو بالرادود لا بالباحث الجدلي .

أعتقد ان سلبية المثقف العراقي ناتجة عن فقدانه الامان المادي ، وهو نتيجة لهذا الأكثر ميلانا مع الريح ، وقد استثمرت السياسة الشفاهية هذا الخلل الى أقصاه .

لقد كان هناك ما انتجه الدكتور علي الوردي ومصطفى الدملوجي وطه باقر ونوري جعفر ، وهو الجانب الذي ظلّ بعيدا عن الشارع العراقي ، أدرك انّ الوعي لا يتشكّل من قراءة كتاب فقط ، وأنّ الوضع الاجتماعي يخلق إطارات تشكّله الخاص ، لكن ، وهذا ما أعتقده أيضا :  انّ تكريسا بهذا الاتجاه يمكن ان يساهم في خلق هوية مدنية لمجتمع ما يزال - الى الآن - شفاهيا.

الكتــاب .. الصديــق الـذي فقدنــاه !

الشباب والقراءة:

مجموعة من الشباب ( طلبه جامعيون ) اكدوا ان هذه الايام الصعبة تمنعهم من قراءة كتبهم الجامعية فكيف بالكتب الخارجية انهم يعيشون وجعاً يمنعهم عن ممارسة حياتهم الشبابية كالتنزه او التزاور او القراءة.

 الطالب ايهم في السنه الثانية بجامعة تكريت علق بقوله:

 رغم اهمية القراءة في حياتنا الا اننا نواجه انفسنا بسؤال : هل عرف الناس القيمة الحضارية للقراءة؟ ولماذا عزفوا عنها خاصة في زمننا الحاضر؟

قراءة في الانترنت:

 يقول احمد: احب القراءة باختلاف مواضيعها لذا اتجول في عالم قراءة الابحاث عبر الانترنيت لانني لم اعد اتمكن من الذهاب للمتنبي لشراء الكتب التي تعجبني.

 باعة الكتب:

 في احد الاسواق العامة تجد على قارعة الطريق احدهم يبيع كتباً سألناه عن الكتب والشراء والانواع فضحك بقوله: كنت ابيع في سوق المتنبي. حيث لاانتهى من الزبائن طوال اليوم اما الان فالزبائن قليلون ولايطلبون كتبا معينة فالغالبية يشترون كتب الابراج والفلك او الطبخ وقلة يشترون كتبا سياسية او اجتماعية، ان الناس لديهم مايشغلهم عن القراءة. كنت ابيع الكتب الممنوعة المستنسخة في اليوم الواحد اضعاف ما ابيعه الان في اسبوع او اكثر.

المرأة والقراءة:

 السيدة مروة قالت متحسرة : فعلا الكتاب هو الصديق الذي فقدناه الان كما فقدنا احبتنا بالهجرة او القتل غدراً او البعاد عنا وعدم التزاور.

 كنت اقرأ دوماً الروايات والكتب الادبية ولم يكن يخلو اسبوعاً لي من انهاء قراءة كتاب. الان لا اقرأ شيئا فقدرتي على استيعاب القراءة هدتها المشاكل التي تحاصرنا من كل الجوانب. الخوف على الزوج والاولاد وعلى العراق اكبر من كل شيء.

السيدة ساهرة قالت ان القراءة السريعة لابد منها فهي تقرأـ الجرائد بشكل يومي اما الكتب فقد غادرتها منذ زمن فهي وان كانت موظفة كانت تحرص على شراء الكتب وقراءتها وتكوين مكتبة خاصة لها في بيتها. اما الان فهي لاتذهب لسوق الكتب الا قليلا اضافة الى غلاء اسعار الكتب التي قد تضيف عبئا على ميزانيتها.

يختصر الدكتور سعدي هذا الموضوع  بقوله:

 نعيش الان في ايام عصيبة ومتوترة لذا ابتعد الجميع عن ممارسة القراءة نتيجة اسباب متعددة كنت دوماً احرص على اعطاء طلابي اسماء كتب عليهم ان يقراؤها لاضفاء ثقافة لديهم الان غالبيتهم لايتمكن من قراءة المنهاج انا شخصياً اعذرهم لكنني رغم ذلك مازلت اقدم لهم اسماء كتب قد تفيدهم غالبية الناس الان حتى المهتمين بعالم القراءة لجأوا للانترنيت تعويضا( وان كان لايقدم متعة قراءة الكتاب) او منهم من امتنع عن القراءة الا لماماً.

مـثقفون عـراقيون فـي دائـرة المـصالحة

الادباء والمثقفون يدركون قبل غيرهم خطورة الواقع العراقي وما ينذر به الوضع من تداعيات من شأنها ان تغرق الجميع اذا بقيت اليد الطولى للارهاب، وتصاعد الاحتقان الطائفي يستدعي من كل المثقفين جهوداً استثنائية وحراكا فاعلا لنبذ الخلافات والتجاذبات التي لا تصب في مصلحة الوطن الذي يجتاز احلك الظروف على مر التاريخ، مثلما يقتضي الوقوف في جبهة واحدة لاعلان الولاء للوطن، ومد جسور شراكات ثقافية، تشيع قيم الديمقراطية والحق والعدالة، والدعوة الى تبني لغة الحوار والتعايش السلمي بين مختلف الطوائف والقوميات، لما يحمله الخطاب الثقافي الحر من انفتاح يرقى فوق عوامل الانغلاق والتعصب والنظرة الضيقة.. هنا اراء عدد من الادباء والكتاب العراقيين حول المصالحة الوطنية..

العراق لن ينقذه غير الجمال

يعتقد القاص والصحفي حاتم حسن ان المثقف بمعناه التداولي اي كمنتج للافكار  والصور، هو الاكثر جدارة بتأسيس المصالحة، ذلك كونه دائم الخصام مع نفسه، لاجل الاخر، ولاجل التواصل مع الحياة، وتحسب انه لو كان للمثقف  من دور في هذه الحقبة لما كانت هذه الاختلافات السلبية، ولا هذا الاحتراب الذي يثير الهلع في الطفل الثاوي في اعماق المبدع والمثقف ..

احترام الرأي والرأي الآخر

ترى الدكتورة نظلة احمد الجبوري ان للثقافة والمثقف وللادب والاديب في كل زمان وحضارة الدور الفاعل في تقارب الرؤى وتمازج الافكار وصياغة التطلعات.. ومرتكز الثقافة.. الحوار واحترام الرأي والرأي الاخر وحرية التعبير دون تعصب او انغلاق او تحزبية او طائفية او مذهبية ضيقة او اثنية منغلقة، من جانب، ومن جانب اخر فان هذه المرتكزات الثقافية تسهم في نشر الوعي في المجتمع عموما بصدد خطاب الثقافة وثقافة الخطاب في واقعنا الراهن خصوصا من خلال ما تدعم من توجه يرى في العراق اولا، وفي الوطنية والهوية العراقية وحدة، وفي الانفتاح على بعضنا البعض بحب ومودة تقارع الكراهية والعنف، شرطا لتحقيق خطوات تقدمنا نحو بعضنا والتقائنا على العراق في واقعنا وحياتنا.

تعالوا الى كلمة سواء.

اما الشاعر مروان عادل فيقول ان انكر علي الاخرون ثقافتي وديانتي وقوميتي فلن يستطيعوا ان ينكروا الطين العراقي قل يا اهل العراق تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ان نصلح الوطن.. وان نسرع الى النخلة التي نسيت ولم تسق منذ ان غربت شمس الامان.

ان انكر علي الاخرون ثقافتي وديانتي وقوميتي فلن يستطيعوا ان ينكروا الطين العراقي الذي يجول في دمي انها العراقية التي لا ينكرها علي احد.. كما لا انكرها انا على احد فلنسلم بسقوط كل العهود التي بيننا.. ولنسلم  انا نسينا تفهمنا لما كنا عليه من اختلاف ولما كنا نتعامل به بيننا من محبة.. لنسلم بسقوط كل هذا..

عليهم الاعتذار من هذا الشعب

فيما اوضح الشاعر والصحفي كاظم غيلان قائلا: ان حب الوطن لا يمكن ان يعادله او يضاهيه اي حب، لكن من جانب اخر الا وهو ـ المصالحة الوطنية ـ ففي اعتقادي ان لم اقل في يقيني ان مصالحة كهذه ومهما كانت السلطة التي تدعيها وتنادي بها حرصا على ارواحنا كعراقيين ستبقى مشترطة.. في الجانب الاخر.. اي الجانب الذي ارتكب الجريمة الثقافية وبحق الثقافة التي شوهتها نصوص وكتابات جرثومية ساندت الى حد بعيد كل جرائم التكوين الذي لا يليق بنسيج الشعب العراقي.

وفي السياق ذاته اوضح القاص والشاعر عصام القدسي قائلا:

الدعوة الى المصارحة والمصالحة الوطنية بمثابة باب واسع يفتح امام جميع القوى السياسية للدخول والارتماء في احضان العراق الحبيب الجميل، وهي ايضا فرصة كبرة بسعة مجد العراق وخيراته، لتفويت الفرصة على اعدائنا للمضي في تنفيذ مخططاتهم المجرمة، اجل، مشروع الدعوة للمصالحة دعوة للعودة الى محبة العراق والى احضانه العطرة، كفانا غفلة ولنتنبه لما يحاك ضدنا تحت مسميات الطائفية والقومية وغيرها.

ضرورة قصوى في هذه المرحلة

وقد ادلى الشاعر الشيخ علاء المسعودي برأيه موضحا:

نرى في مشروع المصالحة الوطنية مشروعا في غاية الروعة بل ضرورة قصوى في هذه المرحلة فهي خطوة لانصهار كل الوان الطيف العراقي للخروج من عنق الزجاجة التي اراد لنا عدونا ان نمكث فيها. فلابد ان تشرق الشمس وتخضر الثمار وتتفتح الازهار ولابد لليل ان ينجلي فتنكشف الغمة عن هذه الامة.

السلام والحب مرآة المجتمع

في حين اكد الشاعر منصور الريكان:

ان من اهم ادوات المثقف العراقي هي اعطاء الصورة الحقيقية لمتطلبات هموم الشعب وعلى المثقف ان يبرز المفهوم الايجابي والسلبي لمعالجته ولكن يجب عليه ان لا يكون محرضاً او دمويا بحيث يؤدي هذا الى كارثة حقيقية تؤدي الى الانهيار، يجب عليه في ضوء مشروع المصالحة الوطنية التي بادرت اليها الحكومة العراقية ان يكون ايجابيا ومع جميع الاطراف وان لا يتزمت برأيه وان يعطي الابعاد الحقيقية لحقيقة هي ان السلام والحب مرآة المجتمع في زمن تسوده الديمقراطية وان يكون بناء في خضم المسؤوليات الملقاة على عاتقه..

الصورة القاتمة ستزول

اما الكاتب والباحث كريم حنش فاوضح قائلا:

ما زالت صورة مفارقة الهوية العراقية قائمة على قدم وساق تتحمل ذلك القوى السياسية المنتخبة والصاعدة على هرم السلطة بشكل الدولة القائم على التوزيع الطائفي والعرقي. فمفهوم الوطن، الوطنية يختزل بحكم جغرافية مناطقيه معتمدة المذهب والعرق كوسيلة للافتراق دون الاخر. فاحتواء الشرخ القائم لنزيف الدم الدائم لا ياتي عبر مفترق طرق تؤدي الى فتنة لا محال، انما من واجب المثقفين كل من موقعه الوظيفي ان يعمل ما في وسعه لرأب الصدع باستثمار لغة الحوار والنزول الى الشارع ليشجب ويدين من نال من دماء العراقيين هدرا. ولابد ان نسترشد بادانة المفكر الفرنسي فولتير عند حصول الحرب الاهلية في فرنسا بموقفه الحازم ككاثوليكي ضد المجازر التي ارتكبها ابناء طائفته ضد البروتستانت ..

نشر ثقافة التصالح

من جانبه اكد القاص والكاتب رياض الفهد:

 ان المسألة خاضعة للاشتراطات ونحن ندخل مشروع المصالحة الوطنية لذلك عندما نرى بعض وسائل الاعلام تحاول اشاعة مشهد مشاكس يسيئ الى هكذا محاولة تفضي الى تخفيف هذا الاحتقان لذلك نؤكد على ان للاعلام دوراً كبيراً في التصدي للمناوئين لهذا المشروع وايجاد افضل الوسائل للخروج من هذا الوضع الدامي..

نبذ الاختلاف

الى ذلك اشار الكاتب عبدالبطاط الى ان مشروع المصالحة الوطنية الذي تتبناه كل القوى الوطنية الخيرة وكل السياسيين والادباء والمثقفين هو الهدف الاساس وحجر الزاوية للاستقرار والطمأنينة والتقدم والتطور.. وهذه مسؤولية كل المواطنين على اختلاف مشاربهم وشرائحهم ومسؤولية مضاعفة تتطلب منا التسامح والتعاون ونبذ الاختلافات ونكران الذات من اجل هذه المصلحة الكبرى.

معظم الأدباء يسعون الى العيش بسلام

فيما قال الشاعر ياس السعيدي، مناشدا السياسيين: اما ان تقضوا على الارهاب او تتركوا ما خولناكم اياه باصواتنا ساعة السكرة وذهاب اللب.. واضاف:

اما عن الادباء العراقيين فاظن ان معظمهم يسعى الى العيش بسلام قبل ان تخطر فكرة المصالحة العظيمة!! في فكر السياسي العراقي المعتق! والصنف القليل من الادباء الذين ما زالوا يحملون في انفسهم شيئا من (حتاهم القديمة) فسيمضون حال مضي الارهاب على يد رجال اخرين غير هؤلاء القادة الذين أجمعوا على قرار رواتبهم التقاعدية واختلفوا في كل شيء غيره.

المثقف جزء من الحالة السياسية

وتحدث الكاتب احمد عبد علي قائلا:

على الرغم من المهمة الفريدة التي يجب ان يضطلع بها المثقف والاديب في ايام المحن الوطنية الا ان الاديب والمثقف العراقي حاليا لم يستطع الانفراد بدور مهم يختص هو به عن باقي قادة المجتمع الاخرين، ومن ثم فالواقع العراقي يظهر حقيقة تقوقع المثقف العراقي ضمن نطاق الفئة او الطائفة وتمحور دوره ضمن ذلك النطاق لا يخرج او يحيد عنه مع عدم اغفال بعض الحالات القليلة، ولكن لو أردنا ان نجعل من مشروع المصالحة الوطنية موعدا لتاريخ عراقي جديد سيكون بكل تاكيد للمثقف او الاديب دور ما في حب هذا الوطن، حب بمعنى الحب لا كذلك الحب الذي تتغنى به دوما اقلام مثقفينا لتكشف حقيقة زيف ذلك الحب عند اول لقاء على شاشة التلفاز عندما تتدغدغ مشاعره المذهبية او الطائفية فينسى كل تلك الكلمات الرنانة التي خطها القلم كذبا..

تبني ثقافة التسامح

ما يحدث بالعراق اليوم من صراع سياسي ومصلحي يكمن في جوهره استمرار ثقافة الاقصاء وتهميش الاخر فاذا اريد للمصالحة ان تتم عليها اولا ان تتبنى ثقافة التسامح والمشاركة على مستوى القاعدة لا القيادة فقط. والابتعاد عن ازدواجية المواقف والتصريحات الاعلامية اليتيمة وترك الجماهير تقتات من حسها الطائفي والفئوي.

النيات الحسنة

ويرى الكاتب كريم كامل شري: ان فمشروع المصالحة الوطنية هو عبارة عن توحد جميع فئات المجتمع بجميع اطيافه ومستوياته الادبية والثقافية والعلمية والتاريخية وغيرها فالمصالحة حقيقة يجب ان تحدث ولكن بصورة النيات الحسنة وغير المبطنة.

تراكمات الاستبداد

وقد شارك في وجهة نظره الاستاذ الباحث محمد داود سلمان اذ قال: المسألة تتعلق بتراكمات الاستبداد والضغوطات التي عانت منها الشخصية العراقية على مدى اجيال.. واضاف: ان الذين يرفضون المصالحة الوطنية والتي هي في حب الله والوطن، لا يريدون سوى خراب العراق واهله، وعلى هذا فان وقعت تلك الجريمة الكبرى بحق الشعب والوطن فان الله سبحانه والتاريخ سيلعن كل الرجال الذين يمسكون بأزمة الامور ولا يستطيعون حماية الشعب من جريمة (الحرب الاهلية) وسيكون الحكم عليهم كما حصل على (ملوك الطوائف) وهو الخسران المبين. 

فوتوغرافي بصري يحصل على الجائزة الذهبية السياحية

حصل الفنان الفوتوغرافي البصري زين العابدين الزبيدي على الجائزة الاولى في المعرض السياحي الاول الذي اقامته هيئة السياحة التابعة لشؤون السياحة والآثار مع شهادة تقديرية وذكر المصور زين العابدين الزبيدي - ان اعمال المعرض تركزت على المعالم السياحية والاثرية والجمالية والطبيعية في العراق وبمشاركة مصوري العراق - واضاف - الصورة التي شاركت فيها تمثل الغروب في اهوار البصرة وهي تعكس كفاح الصيادين الذين ينطلقون إلى الصيد منذ ساعات الصباح الاولى وحتى بعد غروب الشمس - واكد - كان علي ان اسجل لحظة زمنية حسابية لعودة صياد وهو يفتح صفحة الماء والطبيعة بمجذافه في حين رصدت حركة صديقه في المشحوف ككتلة اخفاها الظلام، لكن انعكاسات وانكسارات اضواء الشمس وهي تودع نهار الاهوار وطبيعته الجميلة وحياة السكان، بهدوء وسكينة إلا من كتل الضوء تنعكس على وجه الماء، ويؤكد - هذه اللقطة الثمينة والفريدة بالنسبة لي تركت عندي احساساً بالرضا لما انجزته، من عمل فوتغرافي تطلب الصبر والدقة لكي تكون العدسة وزاوية الرؤية قد نقلت الطبيعة من ساكن متحرك إلى ساكن جمالي، وانا سعيد جداً ان تكون لي الجائزة الذهبية الاولى على صورتي هذه التي اتخذت من طبيعة الأهوار مضموناً سياحياً وانسانياً.

باعة الصحف في بغداد يواجهون خطر غضب الميليشيات

هناك العديد من الصحف معروضة، لكن بيع أو قراءة الصحيفة الخطأ في المنطقة الخطأ قد يكون مميتا.

منذ عشرين عاما ومحمد شاكر يبيع الصحف في الكشك العائد له على الضفة اليمنى من نهر دجلة في بغداد.

اعتاد محمد ان يعرض تنوعا من الصحف التي تمثل تيارات و أحزاب عراقية سياسية- لكن ذلك أمسى خطرا في منطقته التي يشكل السنة الأغلبية فيها.

منذ شهرين، جاء مجموعة من الرجال الملثمين إلى الكشك وأمروا محمد بعدم بيع الصحف التي تصدرها المجاميع الشيعية أو المسؤولين الحكوميين، منذرينه بالموت إن لم يفعل.

" لقد هددوا الناس الذين يشترون تلك الصحف أيضا" أضاف شاكر الذي تعامل مع التهديد بجدية وأغلق كشكه لان معظم الصحف التي يتعامل بها هي شيعية وتتحدث عن أمور الشيعة.

وظهر أن التهديد كان جديا. فقد قتل اثنان من باعة الصحف في منطقة الاعظمية السنية ببغداد. و تم قتل ثلاثة آخرين في منطقة الدورة جنوب العاصمة وهي كانت منطقة مختلطة سرعان ما أصبحت سنية تماما.

يقول باعة الصحف أن لا احد يمكنه بيع الصحف في هذه المناطق بعد أن أصبحت تحت سيطرة الميليشيات السنية. فقد منع بيع صحيفة العدالة التابعة للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية، صحيفة البيان التابعة لحزب الدعوة، وكذلك صحيفة الاشراقات التابعة للتيار الصدري.

لم يكن باعة وقراء الصحف هم الوحيدين الذين شملتهم موجة العنف الطائفي الأخيرة التي غطت العاصمة العراقية.

فقد طالت المقاهي أيضا، حيث تم تهديدها بالقنابل إن هي لم تكف عن عرض القنوات الشيعية. الكثير من المكتبات أيضا تم حرقها واستهدافها من قبل الانتحاريين.

جاءت الهجمات على خلقية انتعاش البيئة الحيوية للإعلام في العراق.

في السنة الماضية، ظهر ميل قوي للطائفية في الإعلام العراقي. حيث هناك الكثير من الصحف، الإذاعات، والتلفزيونات المرتبطة بالجماعات السياسية أو العرقية التي غالبا ما تقوم بتمويلها.

يشير صادق عبد الحسين، 35، معلم مدرسة من مدينة الصدر الفقيرة الشيعية إلى انه ليس فقط الميليشيات السنية هي من يحاول قمع الحرية الصحفية. ويقول إن أعضاء جيش المهدي وهي الميليشيا التابعة لرجل الدين المتشدد مقتدى الصدر تقوم بتهديد باعة الصحف والمكتبات في المناطق التي تسيطر عليها.

واضاف"تحاول الميليشيات إجبار المحلات على بيع الكتب الدينية فقط وإجبار باعة الصحف على توزيع منشورات جيش المهدي. وقام جيش المهدي بمنع تداول جميع الصحف التي يصدرها الجيش الأمريكي".

في تطور آخر، قام جيش المهدي بمنع التفرج على قناة روتانا الموسيقية أو ميلودي بشكل علني في الاماكن العامة، وهما القناتان العربيتان التي يفضلها الشباب العراقي. " كل من يشاهد عروض تلك القنوات جهارا، يتم جلده بالسوط أو يعذب من قبل عناصرميليشيات جيش المهدي" أضاف حسين.

بدا سيف محسن،33، موظف حكومي من أهالي الاعظمية فزعا من الوضع.

وأضاف" لم أكن أتوقع أن يصل الأمر بالبلاد إلى هذه الدرجة من مصادرة الحرية حيث يتم قتل الإنسان لمجرد انه يقرأ أو يحمل هذه الجريدة أو تلك".

كيف يعيش الصحفيون العراقيون حياتهم؟ .. الصحفيون يتحدثون بصراحة

إن المهام الجسام الملقاة على عاتق وسائل الإعلام العراقية بمختلف أشكالها لا تقل أهمية عن تلك المسؤولية الكبيرة المنوطة بالدوائر الحكومية وباقي المؤسسات الرسمية، فاختلال الأمن وحمى الفساد الإداري المستشري في معظم دوائرنا الحكومية لن تنتهي بسهولة ما لم تحاصر بقوة رادعة وجدية على اكثر من صعيد، بدء من نصوص القانون مرورا باشاعة قيم اعتقادية جديدة وليس انتهاء بماكنة الإعلام الذي يتوجب عليه – وهو الرقيب المبصر - أن يعري ويدين كل تلك المظاهر التي تستهين بحقوق الناس المشروعة في حياة كريمة وهي تمارس علنا كل اشكال التسويف واللعب بمصالحهم. هكذا كانت بداية حديث الصحفي والناقد السينمائي احمد ثامر جهاد (جريدة المنارة) حول الواقع الصحفي في العراق وكيف يعيش الصحفيون حياتهم في ظل ما يدور في العراق من احداث غير طبيعية واضاف:

قد يبدو واضحا اليوم إن صحافة وطنية حرة تمارس دورها الإعلامي بمسؤولية مهنية وأخلاقية عالية لن يكون بوسعها أن تمنع وجود ظواهر أخرى بين ثناياها، تسيء إليها بشكل أو بآخر عبر سلوكيات انتهازية رخيصة ينساق إليها البعض منتفعا أو مجاملا أو متزلفا لهذا المسؤول أو تلك الدائرة، متغافلا في خضم اندفاعه هذا عن قدسية عمله ونبل رسالته. فيما تفرض الظروف الملتبسة لغياب القانون والمؤسسات المدنية على البعض الآخر تجنب الخوض في الإشكاليات الحقيقية التي يعاني منها مواطننا ومدننا على اكثر من صعيد..

الصحفي والشاعر كاظم غيلان (جريدة الصباح) تحدث عن الواقع قائلا:

معاناة الصحفي في ظل هذه الاوضاع الشاذة في العراق لا حصر لها، تبدا من الايقاع الاول لليوم العراقي الدامي. فهو يفتقر للامن ومحاط بعصابات تمتلك كامل حريتها للتصفية وتجيد فن التحريض بين طائفة واخرى، الصحافة العراقية الان مطالبة بان تقول الحقيقة ولتكن التضحية اولا لانها من المتطلبات الحياتية في العراق .

فيما يقول الصحفي والقاص كاظم الجماسي (صحيفة الاتحاد) :

في خضمّ وضع متدهور على شتى الاصعدة بات يعاني منه المواطن العراقي بنحو عام، وصاريشكل تهديدا خطيرا لشريحة الاعلاميين بنحو خاص، في هذا الخضم امست حياة العراقيين واستمراريتها رهن المفخخات والعبوات والاحزمة الناسفة هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى تشكل ظاهرة غياب الشفافية والمكاشفة بين شتى الكتل والاحزاب التي اخذت بزمام امور البلاد بعد التغيير. تشكل تلك الظاهرة عقبة كبرى امام المهمة الرئيسة المنوطة بالاعلام في شتى مناحيه والمتمثلة برقابتها على اداء السلطات الثلاث، القضائية والتشريعية والتنفيذية بوصف الصحافة السلطة الرابعة، كما ان هناك مشكلة ولدت بعد التغيير الا وهي اعلام الاحزاب والكتل الذي دل اداؤه على جهل وعدم حيادية في نقل وتحليل المعلومة. وكان الخائضون فيه جهلة من خارج الوسط الاعلامي مما اسهم في ارباك العملية الاعلامية، وخلق منها رقصة عرجان.. ولكننا سنظل امام خيار لا بديل عنه الا وهو خيار التضحية التي لا تمتلك من سلاح سوى سلاح الصدق والصدق وحده والزمن كفيل باسقاط كل اليافطات الكاذبة والدعية.

اما الصحفية هديل كامل الجواري (صحيفة البينة الجديدة) فقد قالت:

الوضع الصحفي في البلد يعاني من اضطهادات سياسية واجتماعية واقتصادية بالاضافة إلى الوضع الامني المتردي وانشغال القوى السياسية بصراعها حول الكراسي، وانشغلت بهموم الامن والخطط الامنية الفاشلة، تاركة السلطة الرابعة تصطدم بمن هب ودب، فاصبح الصحفي اليوم لقمة سهلة للارهابيين وضاعت حقوقه وسط بلد اختلفت به كافة المسميات، لذا فاننا نتمنى ان تكون هنالك قوانين وتشريعات تضمن حقوق العاملين في الوسط الصحفي والاعلامي، كونهم يحتاجون لمثل تلك القوانين ليعرفوا طريقهم جيدا ويحسون بانهم فعلا السلطة الرابعة. وانا كعاملة في هذا المجال اطالب بان يكون لنا نحن النساء العاملات في الوسط الاعلامي حقوق خاصة كوننا وفي ظل مثل هذه الاوضاع فان امر حمايتنا هو الاهم الان.

وتشاطرها الراي الصحفية سهام جاسم الحمداني (جريدة الدستور) بالقول:

مانحتاجه الان هو ان نجد مسؤولا يقرا مانكتب،فالاحباط قد لازمنا ونحن نكتب عن مايدور في البلد من احداث متسارعة، كما ان هنالك العديد من الصحفيين راحوا ضحية تلك الاحداث دون ان يعير لهم اولئك المسؤولون أي التفاته. واعتقد انه لابد من ان تكون هنالك وزارة خاصة بالاعلام وفصلها عن وزارة الثقافة. ولانعرف لماذا لم تتشكل تلك الوزارة لحد الان،برايي الشخصي انه بدون وزارة حقيقية مختصة لن يتطور العمل الصحفي في العراق.

اما الصحفي عمار سيف (جريدة الدستور) فقد عبر عن رايه بالقول:

ان الوضع غير الطبيعي الذي يعيشه البلد فتح المجال امام الصحافة لتكون متنوعة وتمتلك من الحريات مايؤهلها لان تكون خارج حدود القيود والخطوط الحمر، ولكن وللاسف مازال بعض رؤساء التحرير يمارسون سلطة الابوة على الصحفيين العاملين تحت امرتهم، وقد نقل لي العديد من الزملاء عبر احاديث نتداولها،عن بعض الخطوط الحمر التي يرسمها رؤساء تحرير الصحف التي يعملون بها، وهذا يعد امرا خطيرا، فالحرية الصحفية مكفولة دستوريا، وعلى المسؤول الاعلامي ان يكون قدوة للصحفيين العاملين معه. وهناك موضوع اخر يمكن الحديث عنه، وهو ادلجة بعض الصحفيين، فبعض صحف الاحزاب تفرض نظام الادلجة على العاملين معها، وتوجههم نحو ما ينفع الاحزاب التي ينتمون لها.متناسية ان العراق والمواطن العراقي هو الهدف في العمل الاعلامي. لذلك اتمنى ان تتخلص تلك الصحف من هذا التخندق، وان تخرج للشارع وتعلن عن نفسها مؤدية واجباً ينتمي للوطن وحده بعيدا عن التحزب والطائفية.

المثقفون والاعلاميون العراقيون والحكم باعدام صدام حسين

الفريد سمعان: العراق الجديد يسعى لتطبيق القانون

لا شك في ان محاكمة السياسيين الذين يخسرون مراكزهم ليست بجديدة على العالم وقد تعرض لها العالم كما تعرض لها ومن كل العهود عراقنا الحبيب ولعل ذكريات الانقلابات من بكر صدقي حتى عام 1963 لشواهد على ما نقول وبشكل خاص ما جرى في شباط 1963 حيث اعتقل اكثر من ربع مليون انسان تعرض العديد منهم للموت تحت سياق التعذيب واعدم آخرون ومن بينهم الذين اتهموا بما يسمى احداث كركوك وكانت الاحكام التي صدرت عنهم قد تم العفو عنها زمن عبد الكريم قاسم إلا انهم اخذوا من سجن نقرة السلمان واعدموا ومن بينهم وعد الله يحيى من الموصل وعبد الله الرشيد.

قاسم العزاوي: صدام رجل دموي مجبول على القتل والتصفية

مما لا شك فيه، ان المتتبع للمشهد السياسي العراقي طوال ثلاثة عقود وأكثر، وأعني السلطة الفردية لحكم البعث، وما خلفت من قمع واستهتار بالدم العراقي المراق طوال هذه الفترة السوداء والدموية في آن تستحق اكثر من هذه القرارات التي صدرت يوم امس.. ولكن ما صدر من احكام يدعو إلى الارتياح.

علي خصباك: الطاغية لاقى مصيره

قرار الحكم باعدام صدام.. وهل هناك ما يثير إشكالية في هذا القرار.. المشاعر محتدمة عندي.. لا ادري لماذا استذكرت كل من اعرفهم من الذين أكلتهم حروب صدام والذين أزهقت ارواحهم قرارات الاعدامات والذين ماتوا في بطون البحار وهم يرومون التخلص بجلودهم من استبداد اعتى طاغية في العصر.

اعدام صدام.. هذه اول مرة اشعر فيها بان هناك تحولاً في التاريخ كنا نسمع ونقرأ عن زوال الطغاة، ولكننا ما كنا نجرؤ حتى على التفكير بان صدام سيحاكم يوماً ما ويعدم..

كاظم غيلان: ابتهجت مع كل أرملة وطفل يتيم

لا بد من الاشارة اولاً إلى ضحايا كل الجرائم التي حصلت في حقبة تاريخية مرّ بها العراق. وعلى هذا الاساس ابتهجت مع كل ارملة وطفل يتيم ورجل فقد اولاده لأن الضحايا هم الاولى بهذا الحدث المنتظر مع ان هذا القرار جاء في اعتقادي متأخراً حتى ان المواطن العراقي العادي بات ينظر لجلسات المحكمة بدءاً من اول قضية - الدجيل - التي حوكم عليها هذا الطاغية ومجموعة معاونيه قد اخذت وقتا اكبر بكثير من المتوقع، وكان بودي كشاعر واعلامي ان تأخذ الثقافة حقها في الانتقام من هؤلاء الطغاة.

يوسف المحمداوي: فرحة عراقية

أنا كعراقي اتصور بان الحكم بالاعدام الذي صدر يوم امس لا يمكن ان يضاهي فرحة العراقيين كنا نتمنى لو صدر قبل الآن. صدور الحكم يعني إننا انتصرنا على الطاغية نعم ولكن الانتصار على حالة الفوضى السائدة والشتات الذي خلفته النعرات الطائفية بين مكونات الشعب هل يمكن تحقيقة؟ نعم لا بد من ذلك.

علي الربيعي: لا شيء يعادل فرحة والدي

واكتفى الاعلامي على الربيعي بالقول:

لا شيء يعادل فرحة والدي..

هناك..

في وادي السلام

حيث يحتفل باصدقائه من المقابر الجماعية..

اياد عطية: قرار الحكم هو على مرحلة دكتاتورية

ان تكون نهاية صدام امام محكمة عراقية فذلك بالتأكيد يعني صفحة جديدة لترسيخ اسس العدالة.

ما يتمناه الجميع ان ينفذ الحكم بحق تلك المرحلة وان لا تعود الدكتاتورية إلى بلدي العراق.

كاظم مرشد: صدام يمثل عنواناً للموت

ان صدور حكم باعدام صدام هو صدور حكم باعدام الموت القسري.. وصدام يمثل للعراقيين عنواناً للموت الكيفي والعبثي.. ان الشعب العراقي بمختلف مكوناته متفق على صدور مثل هكذا حكم.

خالد السومري: بقاء صدام حياً لا يخدم القضية العراقية

ان صدور قرار اعدام صدام مطلب جماهيري عراقي من الذين عانوا الذل والعذاب ايام الحكم الصدامي الديكتاتوري، ان بقاء صدام باية صورة كانت، سيسبب غلياناً جماهيرياً عراقياً من الطبقات الفقيرة المعدمة ومن ذوي الشهداء وضحايا النظام الذي لم يكن حريصاً على حياة العراقيين.

ضوء المتاهة.. عشرة شعراء عراقيين تحتفي بهم مؤسسة ميكارت الهولندية

صدرفي امستردام كتاب (ضوء المتاهة) باللغة الهولندية عن دار نشر بساجه (Passage) وتعني الممرّ أو المعبر وتضمن مختارات من قصائد للشعراء العراقيين: محمد الأمين، شعلان شريف، فينوس فائق، حميد حدّاد، بلقيس حميد حسن، صلاح حسن، كريم ناصر، ناجي رحيم، موفق السواد، علي شايع.

كما تضمن الكتاب مقدمة للدكتور حاتم الصكر تناول فيها الحداثة في الشعر العراقي، وخصوصيات الشعر المكتوب في المنافي، كما ألقى ضوءاً نقدياً على قصائد الكتاب.قامت بالترجمة مجموعة من المستعربين الهولنديين ويقع الكتاب في96 صفحة ولوحة الغلاف وكذلك اللوحات الداخلية العشر للفنان العراقي كفاح الريفي.

سبعة مبدعين يفوزون بجائزة اور الابداعية

جرى على قاعة نقابة المعلمين في الناصرية حفل توزيع جوائز مسابقة اور الابداعية للشعر والقصة القصيرة التي نظمها المنتدى الديمقراطي للاعلام المستقل. وقد فاز بجائزة الشعر التي اشترك في مسابقتها اكثر من مئة شاعر كل من الشاعر عبد العظيم حسن فنجان بالجائزة الاولى عن قصيدته (نشيد الانشاد) والشاعر حازم رشك بالجائزة الثانية عن قصيدته (لوح الى الاشجار) وهي رثاء للشاعر كمال سبتي رحمه الله فيما فاز الشاعر ماجد كبة بالجائزة الثالثة عن قصيدته (لوح للحب كما كنت تلوح).

اما جوائز مسابقة القصة القصيرة التي اشترك فيها سبعون قاصا فقد تناصف جائزتها الاولى كل من القاص علي السباعي والقاص جمال كامل عن قصتيهما (السيف والغواية) و (ما رواه عنه) في حين تناصف القاص محمد الكاظم والقاص محمد هاشم الجائزة الثانية عن قصتيهما (البواقون) و(حكاية) بينما انفرد بالجائزة الثالثة القاص فاهم وارد العفريت عن قصته (بصمات) كما جرى خلال الحفل توزيع شهادات تقديرية لعدد من المشاركات في المسابقة واعضاء اللجنة التحكيمية التي ضمت كلا من الاديب احمد الباقري والدكتور رياض شنتة والدكتور هيثم عباس والشاعرين خالد صبر وعبد الرزاق الزيدي عن مسابقة الشعر والقاص عبد الهادي والي والكاتب المسرحي علي عبد النبي الزيدي والقاص كاظم الحصيني والكاتب خضير فليح الزيدي عن القصة القصيرة.

ومن جانبه اعلن عدنان عزيز دفار رئيس المنتدى الديمقراطي الذي اشرف على توزيع الجواز التي تبرع بها اتحاد رجال الاعمال عن نية المنتدى طبع عشرة نصوص ادبية من كل جنس ادبي اضافة الى تقييم النقاد واللجنة التحكيمية في كتاب مستقل سيصدر قريبا.

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 11/كانون الثاني/2007 - 20 /ذي الحجة /1427