صار طبيعيا أن نسمع تصريحات (غير مسؤولة) ولا تمت للواقع بصلة غير
إننا مضطرون لسماعها لا لشيء غير التطبيق للمثل القائل اتبع الكذاب...
إلى باب الدار، وهذا المثل لا ينطبق على كل السادة المصرحين طبعا.
ووفقا لقوانين الأخلاق الإجتماعية و(المنصبية) يتوجب على من يدلي
بتصريحاته أن يكون بقدر المسؤولية الملقاة على عاتقه وأن يكون بقدر
الكلمة التي ينطقها، فالعراق ليس ساحة للنهب (المشروع) الذي ينتهك حق
الناس به سرا وعلانية.
وعن طريق الصدفة.. قرأت خبر صرّحت به الجهات (المسؤولة) في أمانة
بغداد وبصراحة كنت سعيدا جدا لسماع ذلك الخبر إذ انه في تماس مع حياة
المواطن العراقي وهو في أمسّ الحاجة له، ولا أخفي عليكم فعلا كان الخبر
سارا جدا إذ كان مضمون التصريح ان أمانة بغداد قد صرفت (كذا) -لا أدري
كم الف دولارا- لإعادة الحياة لمئات الكيلومترات المربعة من الشوارع
التي لا تصلح حتى للسير على الأقدام، وقد تضمن أيضا كلمات عندما تقرأها
وكأنك تستمع لأحلى مقطوعات القصائد الشعرية لأنها متناغمة تناغما رائعا
وتجانست مفرداتها الثرية بالحب للمواطن وتشعر بأنك تطير من الفرح محلقا
فوق سماء بغداد ومن دون شعور لترى تلك الـ(مئات من الكيلومترات)، وما
ان حلقت روحي بهذا الخبر حتى عبرت جدران موقع صحيفتنا في شارع فلسطين
وبينما أنا كذلك رأيت الـ (طسات) المعتادة التي حفظها حتى الضرير في
شارع يعد مركزا لأهم المكانات في بغداد، وبالمناسبة هي ليست طسة واحدة
بل عبارة عن رقما قياسيا في العالم، وربما يضاف للأرقام القياسية إذ
سيقال عنها (انها حقا بلد المليون طسة)، وهذا واقع لا ينكره أي إنسان
يعيش الآن في العراق ويعاني مثلما يعاني الملايين.
إذا كانت مثل هذه التصريحات مكشوفة للعيان وواضح ملامحها للجميع
فلماذا التصريح غير المسئول، هل هذا من أجل (...) فقط!! واعتقد ان
أصحاب بعض المسؤوليات لا يشعرون بمثل هذه الانتهاكات الصريحة لحق
المواطن، بل لا يشعرون بأي طسة في أي شارع يمرون لأن سياراتهم الفخمة
وبهرجتهم وفتل عضلاتهم يجعلهم لا يشعرون بأنه لا بد ان تأتي طسة قوية
بقوة (طسات) بغداد الحبيبة لترفعه إلى سقف سيارته الفخمة لتترك أثرا
للذكرى!!
* ربما هناك من ينزعج من كلامي هذا، وهي عبارة عن نصيحة نقدمها
للأخوة في أمانة بغداد، وهي تشكيل لجنة للكشف عن مدى تردي الشوارع ومدى
تأثير ذلك التردي على حركة السير زد على ذلك الأنقاض المتراكمة في
أمهات الشوارع الرئيسة في البلدة، وما خفي سادتي كان أعظم إذ انه لو
تركنا العنان لأقلامنا لتوجب عليكم ترك تشكيل لجنة الكشف هذه لأنها لا
تكفي ويتوجب تشكيل (أمانة) جديدة من قبلكم لفك طلاسم أمانتكم.
برقيات
* السيد رئيس الوزراء..
اصدرتم قراراً يقضي بموجبه الدخول العام في امتحان (البكلوريا)
لطلبة الصف السادس الاعدادي والثالث متوسط، وعد هذا القرار بمثابة
المكرمة لما يعانية الطلبة وكباقي افراد الشعب من ظروف الامن السيئة
وغير المستقرة..
ويتساءل العديد من اولياء امور تلاميذ الصف السادس الابتدائي الذين
طبق عليهم اجراءات دخول امتحان (البكلوريا) عن سبب عدم شمول ابنائهم
بهذا القرار، وتساءلوا ايضاً هل انهم خارج محيط الدائرة الامنية؟!
* السيد وزير التجارة..
لم يتفاجئ العراقيون عند سماعهم وصول مئات الاطنان من الطحين
المخلوط ببرادة الحديد من استراليا، ولكن ربما يتفاجئون من خبر تصفية
تلك الاطنان من الشوائب وتوزيعها على ابناء الشعب في الحصة التموينية،
فكيف يتناولها المواطن بعد ان كانت نتائج فحصها لا تصلح حتى للعلف
الحيواني؟!!
* السيد وزير الكهرباء..
يتهم المواطنين وزارتكم بتلكئ العمل لتوفير الطاقة الكهربائية ويتهم
بعضهم ايضاً ان ذلك التلكئ مقصوداً وربما يفرض على الوزارة والمراد به
اضافة عبئاً على الحكومة لتتهم من قبل المواطن بعدة اتهامات بضمنها عدم
توفير التيار الكهربائي الذي صارت ساعات قطعه اكثر من تصريحات
المسؤولين في وزارة الكهرباء التي تبرر ذلك، علماً ان مصادر في الوزارة
اكدت لمندوبنا ان خزين الوقود في الطاقة الكهربائية يكفي لتشغيلها لمدة
اثني عشرة ساعة على مدار وصول الاحتياط.
*رئيس تحرير صحيفة الفتح
maithemalatwani@yahoo.com |