أظهرت دراسة حكومية ان البرازيل هي ثاني اسوأ دول العالم من حيث عدم
المساواة في توزيع الثروة وهو ما يمثل تحديا كبيرا لحملة الرئيس لويس
ايناسيو لولا دا سيلفا لمكافحة الفقر.
وكشف المسح الذي أجرته مؤسسة ايبي الحكومية للابحاث في عام 2003 عن
أن الاشخاص الاكثر غنى في البرازيل - الذين يمثلون واحدا في المئة من
174 مليون نسمة هم اجمالي عدد السكان - يستحوذون على دخل يعادل دخول
الخمسين في المئة الاكثر فقرا في البلاد.
وخلصت الدراسة الى أن سيراليون الافريقية التي يوجد بها فجوة أكبر
بين الاغنياء والفقراء هي الوحيدة التي تسبق البرازيل.
وأظهرت الدراسة ان تحديات كبيرة تواجه برامج لولا الاجتماعية التي
قدمها كنماذج تحتذى ضمن سعيه لترويج البرازيل كقوة اقليمية.
ويعيش 45 في المئة من البرازيلين في فقر وتقول الحكومة ان دخل
الاسرة ضمن هذه الفئة يقل عن 49 دولارا امريكيا في الشهر.
أما السود الذين يمثلون 47 في المئة فتبلغ معدلات الفقر بينهم حوالي
ضعفي المعدلات بين البيض.
وسيعاد المسح في عام 2007 لقياس مدى التقدم الذي حققته وعود لولا
للقضاء على الجوع والفقر بحلول 2006. وقالت حكومته بالفعل انها ستستغرق
فترة أطول كثيرا للقضاء على الفقر.
وقد يسبب الفشل في تحقيق تقدم مهم حرجا للولا الذي يستعد لاعادة
انتخابه في 2006. وانتقد لولا الدول الغنية لتقديمها معونات ضئيلة
لمكافحة الفقر وذلك أثناء جولات خارجية قام بها للترويج لاقتصاد
البرازيل ومسعاها من اجل الحصول على مقعد دائم في مجلس الامن التابع
للامم المتحدة.
وصنفت الدول المجاورة للبرازيل وهي باراجواي وبوليفيا وكولومبيا
وشيلي ضمن أسوأ 10 دول عالميا في عدم المساواة في توزيع الثروة ضمن
مؤشر جيني وهو مقياس لعدم المساواة في الدخل يستخدم على نطاق واسع.
وحث التقرير لولا على الجمع بين النمو الاقتصادي وتوفير فرص عمل
لادخال المزيد من فقراء البرازيل في سوق العمل.
وخلال العامين الاولين من حكمه أوجد لولا 2.2 مليون فرصة عمل ووسع
برنامجه للرعاية الاجتماعية - الذي يستهدف القضاء على الجوع ويتضمن
منحا للتعليم ومعونات اجتماعية - ليصل الى أكثر من 26 مليون من فقراء
البرازيل.
وصنف برنامج لولا للقضاء على الجوع على أنه أكبر برنامج لمكافحة
الفقر في العالم النامي لكن البيروقراطية والفساد أعاقا وصوله في
الكثير من المناطق. |