احيت اكثر من 100 دولة فعاليات مختلفة بمناسبة يوم البيئة العالمي
الذي يستهدف الترويج لفكرة (المدن الخضراء).
ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) عن متحدث باسم وكالة
البيئة التابعة للامم المتحدة قوله ان "هذا اليوم سيسلط الضوء على سبل
مواجهة التضخم السكاني بطريقة تفيد السكان والبيئة المحيطة بهم".
واضاف المتحدث ان يوم البيئة العالمي هذه السنة سيركز ايضا على
الوسائل التي تجعل من المدن اقل خطورة الى جانب حماية الموارد الطبيعية
للدول لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
واشار المتحدث الى انه سيتم تنظيم انشطة بيئية متنوعة في مختلف
الدول المشاركة تتضمن غرس الاشجار وعمليات تنظيف الشواطيء بالاضافة الى
تنظيم المسيرات والحظر على السيارات فى بعض المدن.
وعلى الصعيد ذاته اتفق رؤساء بلدية اكثر من 50 مدينة من ضمنها
شانجاهاى و كابل و سيدني وروما في اجتماع لهم في سان فرانسيسكو على
المشاركة في مشروع ينص على قوانين تشجير جديدة تدخل ضمن اجراءات تخطيط
المدن.
من جهته اعلن المتحدث باسم برنامج الامم المتحدة للبيئة نيك ناتال
ان اكثر من نصف السكان في العالم يعيشون في المدن وثلث هؤلاء يعيشون
متنقلين بين الاحياء الفقيرة المزدحمة او الاقامة بصورة غير قانونية.
واضاف نيك "يجب ان نعمل على ضبط المدن لانها تستنزف الثروات وتقذف
بالفضلات على البيئة" مشيرا الى ان اكثر من 60 بالمائة من سكان العالم
سيعيشون فى المدن بحلول العام 2030.
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، سيعيش أكثر من 60 بالمئة من عدد
السكان في المدن بحلول عام 2030.
ويهدف هذا اليوم إلى تسليط الضوء على طرق إدارة هذا التوسع ليفيد
الأشخاص ومحيطهم.
وتشمل النشاطات التي تقام في المناسبة سباقات وزرع أشجار وحملات
تنظيف.
وقد قالت وكالة البيئة في الامم المتحدة إن على الحكومات وقطاعي
الأعمال والصناعة أن يجمعوا جهودهم لخلق تغيير.
فحوالي نصف سكان الأرض يعيشون في المدن وربع هؤلاء يقطن في أحياء
قذرة ومكتظة، خصوصا في دول العالم الثالث.
وفي هذه الحالة يظهر تلوّث الجو كمشكلة أساسية.
فأكثر من نصف مليون حالة وفاة تحدث جراء تسرّب المواد المسممة من
عادم السيارات.
ولذلك تقّرر هذا العام تركيز الحملة على وسائل تحويل المدن إلى
أماكن "صديقة للبيئة" مع استعمال مفيد للموارد.
ففي سان فرنسيسكو مثلاً، يجتمع عمداء أكثر من 50 مدينة بينها
شانغهاي وسيدني وروما، من أجل الخروج بخطة تحدّد معايير خضراء جديدة
لتنظيم المدن.
كما تًنظم أنشطة أخرى تشمل زرع الأشجار على طول ساحل سريلانكا، ومنع
السيارات في المرفأ زكينتوس في اليونان وتنظيف شاطىء قطاع غزة.
وأحيا سكرتير عام الامم المتحدة كوفي عنان يوم البيئة العالمي بلفت
الانظار الى التحديات التي يثيرها "أحد أكبر التوجهات في عصرنا وهو
الزيادة السريعة لنسبة الاشخاص الذين يعيشون في مناطق حضرية".
وحذر عنان في رسالة متلفزة من ان اغلب الزيادة السكانية خلال ربع
القرن المقبل ستحدث في المدن وليس في الريف كما ان اغلب تلك الزيادة
ستحدث في البلدان النامية "وبحلول عام 2030 سيكون اكثر من 60 في المائة
من سكان العالم يعيشون في المناطق الحضرية ومثل هذه الزيادة السريعة
تمثل تحديا اساسيا سواء ما يتعلق بالفقر او البطالة او الجريمة او
الادمان على المخدرات".
وقال ان خلق مدن صديقة للبيئة يمثل تحديا كبيرا بحد ذاته "لكن
التقنيات والخبرات التي نحتاجها موجودة بالفعل فوسائل المواصلات
النظيفة والمباني الاقتصادية في استهلاك الطاقة والصرف الصحي الامن
والاستخدام الرشيد للمياه كل هذا ممكن الان وبطريقة متوفرة أمام الجميع".
وأضاف قائلا "في يوم البيئة العالمي احث الافراد والشركات والحكومات
المحلية والوطنية على الارتقاء لتحديات البيئة الحضرية ودعونا نخلق
مدنا خضراء بامكان الناس فيها تربية اطفالهم ومواصلة حياتهم في بيئة
مخططة جيدا ونظيفة وصحية".
ويعيش أكثر من نصف سكان الأرض في مدن، ويستهلكون 57 في المئة من
موارد العالم الطبيعية وينتجون 57 في المئة من نفاياته. ويعيش نحو
بليون شخص من هؤلاء، أي سدس سكان العالم، في أحياء بؤس عشوائية خالية
من الخدمات. |