|
|
إتحاد الأدباء في كربلاء ولادة جديدة |
علي حسين عبيد |
قد يتفاجأ القارئ الكريم عندما يعرف ان عمر إتحاد الأدباء في كربلاء
لايتجاوز عقدا من السنوات ومع ذلك نقول إن ثمة عمرين لهذا الإتحاد
أولهما عمر غير رسمي والثاني هو العمر الرسمي وحقيقة الأمور تشير الى
ان العمر الأول هو أطول من العمر الثاني بكثير ، حيث ان ادباء وكتاب
كربلاء مارسوا فعالياتهم الأدبية منذ عدة عقود وتحت مسميات ومؤسسات
رسمية عديدة منها دار الثقافة الجماهيرية ومركز الإعلام الداخلي
بالإضافة الى الصالونات الأدبية الشخصية التي كانت تكثر في مدينة
كربلاء المقدسة حيث كانت تقام الفعاليات والأماسي في عدد من بيوتات
كربلاء وهناك بحث في هذا الصدد عن بيوتات ومجالس الأدب الكربلائية
للباحث هادي سلمان آل طعمة ، يسهب فيه برصد وتوضيح هذه الظاهرة الأدبية
والثقافية ، غير ان الأدباء غالبا ما كانوا يتوحدون ويقدمون أمسياتهم
في كربلاء او بغداد او غيرها من المدن العراقية ولم يتأسس اتحاد
للأدباء في هذه المدينة المقدسة إلا بعد منتصف تسعينيات القرن المنصرم
حيث شُكِّلت قبل تأسيسه بشهور هيئة تحضيرية تألفت من عدد من ادباء
المدينة منهم القاص جاسم عاصي والشاعر هادي الربيعي والشاعر فاضل عزيز
فرمان والشاعر علاوي كاظم كشيش وغيرهم ، وقد كانت مهمة هذه الهيئة
التحضير لإنتخابات فرع لإتحاد الأدباء في كربلاء ، وفعلا تم اجراء هذه
الإنتخابات إلا ان السياسة(الفكرية والثقافية) ذات الطابع الشمولي
للنظام السابق تدخلت بقوة وفرضت أجندتها على هذا الإتحاد الوليد حيث
رأس أول اتحاد للأدباء في كربلاء أحد الأعضاء الكبار في حزب البعث
المنحل ، وقد تمسك بمنصبه هذا لأكثر من دورة إنتخابية برغم انه كان يعي
تماما مقت الأدباء له ولسلوكه الشكلي الذي لا يمت بصلة لحقيقة الأدب
السامية وقد استطاع الشاعر حسن النواب أن يوقف زخم هذا المتمادي وأزاحه
عن رئاسة إتحاد أدباء كربلاء بعد ان خاض الأدباء صراعا مريرا معه وصلت
حد التهديد بالقتل وغيرها من الأساليب الخسيسة التي كان يستخدمها هذا
المتنفذ في ظل النظام السابق ، وبعد التغييرات السياسية التي خلفها
سقوط النظام السابق تشكلت هيئة انتقالية انتخبها الأدباء من بين اعضاء
الهيئة العامة في كربلاء ورأسها الشاعر رضا الخفاجي ومعه أدباء آخرين
من بينهم الشاعر الراحل أحمد آدم ونعيم الصياد وغيرهما وفي نيسان من
العام الجاري أجريت إنتخابات عامة لمقر الإتحاد العام في بغداد وتلته
انتخابات اتحادات الفروع ومن بينها اتحاد ادباء كربلاء حيث أنتخب أعضاء
الهيئة العامة هيئة ادارية جديدة رأسها علي حسين عبيد وشكل عضويتها كل
من الأدباء عباس خلف علي وكفاح وتوت وحسين رضا واحمد حسون وقد باشرت
هذه الهيئة بعد عملية الإنتخابات مباشرة بتنشيط الواقع الأدبي والثقافي
في كربلاء وأقامت عددا جيدا من الأمسيات الأدبية والثقافية والفنية
وبصورة إسبوعية متتالية غير ان استشهاد الشاعر احمد آدم والصحفي نجم
عبد خضير دفع الإتحاد لتأجيل فعالياته المعتادة وأقام عددا من الأنشطة
التي تحيي ذكرى الشهيدين المذكورين، ويذكر ان النظام الداخلي لأتحاد
الأدباء العراقيين ينص على إقامة الإنتخابات كل ثلاث سنوات وكذلك في
فروع الأتحاد المنتشرة في عموم محافظات العراق إلاّ ان الأدباء يأملون
ان لاتجير نشاطاتهم لصالح فئة بعينها وان يبتعد الأدب عن الأدلجة
السياسية او الفكرية كما كان الحال إبان النظام الشمولي السابق غير ان
المشكلة التي كانت ولاتزال تشكل عائقا امام هذا الهدف هو ارتباط هذه
الأتحادات بالمركز العام ماديا واعتمادها على السلطة التنفيذية للدولة
في دعم نشاطاتها الأدبية وكم يتمنى الأدباء ان تأخذ اتحاداتهم صفة
منظمة مجتمع مدني ضاغطة على الحكومة وغير تابعة لها وكل الأدباء
الكربلائيون يأملون بأن يتحقق استقلالهم الكامل عن وزارة الثقافة وتزول
تبعيتهم للسلطة الحكومية او أي نوع آخر من السلطات. |
شبكة النبأ المعلوماتية -
الاربعاء 1/ حزيران/2005
- 23/
ربيع الثاني/1426 |
|